ضجيج القرارات..!
بقلم/ فائد دحان
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر
الجمعة 19 إبريل-نيسان 2013 05:27 م

هكذا جاءت القرارات برداً وسلاما على قلوب اليمنيين الذين ملُّ سماع دوي هدير لا يسمن ولا يغني من جوع، جاءت القرارات لتضع الزهور في أفواه البنادق وأكاليل الورود على مقابر الأحياء المخلدين في عالمهم الأبدي فرحين بما قد تحقق من أقوال مستعدين للفرحة الكبرى بتطبيقها على ارض تكتنفهم وسقوها من دمهم.

هكذا أذا جاءت قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي لترسم مستقبل مواطنين ومستقبل قادتهم، مواطن يمني لم يتسع له موطنه فراح يتحمل أعباء وإهانات لتوفير لقمة لا تسد رمقه، وقائد جاء على ظهر الديمقراطية لينداح عليه الأمل فراح يصدر القرارات التي تبني حلم وطن وتهد أطماع الطامعين.

بين طامع بثروات الوطن وطامع بإثراء الوطن يكمن قائداً حكيما يتخذ القرار الصائب لقطع الطريق أمام الأحلام الطائشة التي تحيل الحر عبداً والمظلوم ظالم وصاحب الحق مهان.

حسناً صنعت رئيسنا اتخذت القرار فأرحت ضميرك ولم ترح ضمائرنا التي توعدت بالوفاء للشهداء الأبرار وصارت عقارب الساعة تحمل دفترا يسجل ثانية تطبيق هذه القرارات فتحيلك إلى ذاكرة التاريخ الناصعة البياض وتحيلهم إلى مزبلة التاريخ وتمسح على قلوبنا قلق الانتظار.

لا عليك رئيسنا من حماقات البعض إن هم قرروا بدء ثورتهم المضادة ، فبحسب تقديري أن ثورة الحوثيين وبقايا علي صالح ستبدأ الآن ولكنهم حتما سينقطع بهم الطريق إلى أخدود يلتهم عظامهم ويحرق أفئدتهم ويحيلهم ركاماً في جنبات الطريق.

الحوثيين لا يحملون مشروع وطني فلماذا نعيرهم اهتمام ضئيل إنهم يحملون مشروع سلالي بغيض وأفكاراً لا تتجاوز أقدامهم وغرائز لا تتحرك من محلها بل تدفن تحت الركام.

ألا تراهم في مؤتمر الحوار كيف انه لا هم لهم إلا إثارة البلابل ومحاولة قطع الطريق أمام بناء دولة مدنية موحدة يسودها العدالة والحكم الرشيد والمساواة بين أبناء الوطن.

معذرة منك سيادة الرئيس فنحن تعاملنا معهم ككائن قابل للتحول، عندما قدموا إلى ساحات الحرية والتغيير فكانت غلطتنا الكبرى في الثورة حينها تنبأت وقلتها بصراحة لرفقاء الثورة أنه سيأتي الوقت الذي ينقلبوا الحوثيين إلى طابور خامس ووباء على الثورة والوطن، فرد عليا احدهم بحسن نية إن الشعب كله قرر أن يتغير ، وبالفعل تغير الشعب كله بل والعالم إلا هؤلاء الذين يأبون إلا العيش تحت إمرة السيد وطاعة اليد التي تعلوا أقدامنا.

ألا يثبت كلامي هذا ما نلحظه من تحالف مشين بين هؤلاء ومن ثرنا ضدهم وما ثرنا عليه، ألا يكفي أن تفتح مقرات المؤتمر الشعبي العام للحوثيين في محافظات جنوب اليمن قبل شماله لتتضح الصورة وتبدو أكثر جلاء بأن حرب صعده لم تتجاوز أُكذوبةً تاريخية بحق النظام السابق والحوثيين الذين زجوا البلاد في أتون صراع ذو مغزى انتهازي لوضع البلاد وهذا ما يكشف عن حالة الزواج الكثلوكي الذي يمتد لمرحلة ما قبل حروب صعده بين الحوثيين وعلى عبدالله صالح إلى الآن زواج لا انفصال عنه.

إذاً علينا أن نتوقع في المرحلة المقبلة والأيام القادمة محاولات عده كثورة نشطة ومضادة ينفذها صالح عبر حلفائه وخلاياه النائمة حتى وان كان خارج البلاد فمصالح إيران وعلي صالح وعلي سالم البيض كلها تصب في بوتقة واحدة وهدف خبيث غرضه زعزعة البلاد إلا من هدف أن تعيش تحت سيطرة سياستهم الرجعية.

فإذا لم تحصل عملية إصلاح قوية لمنظومة الأمن وحماية القانون في هذه الفترة فإننا سنشهد حرائق في كل مكان واغتيالات وعمليات نهب منظمة وتخويف واضطرابات والعمل بقوة مليون حصان لإفشال مؤتمر الحوار كما هو حاصل من قبل عناصر تسير وفق توجيهات إيران داخل مؤتمر الحوار كمهمة أزلية بالنسبة لهم لأن توفير الأجواء لإنجاح الحوار يعتبر بالنسبة لهم ضياع فرصة للتمدد السلالي في المنطقة وأن المستقبل في ظل دولة مدنية حديثة سيقلص من تحركاتهم إذا ما استمروا في فكرهم وعدم اعتبار أنفسهم أحراراً وعبيدا لله وحده.