لاحظت ان بعض الإخوة الناشطين في منافذ التواصل الإجتماعي يهاجمون السعودية دون ان يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحري مما يجعلهم يجانبون الحقيقة والصواب في هجومهم وخاصة المتعاطفين مع الحوثيين الذين يدعون انهم يُمَثّلِوُنٓ المسيرة القرآنية ولا يلتزمون بتعاليمها.
يقول الله في كتابه العزيز ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة اية ٢( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة آية ٨. صدق الله العظيم
انطلاقا من هذا التوجيه الرباني يجب ان يكون العدل وعدم العدوان في القول والفعل هو المحرك الأساسي لسلوك الفرد المؤمن لا الكراهية والحقد، وعليه فإذا اردنا ان نحكم على علاقة السعودية باليمن يجب ان ننطلق من تأثير الرؤية القرأنية تلك لا رؤية الحملات الإعلامية التي مارستها قوى اليسار بشقيها القومي والماركسي إبان الحرب الباردة ولا التي يقوم بها الإخوة الحوثيين انصار الله اليوم.
إن المواجهة الإقتصادية أو الدعم الإقتصادي هما المعيارين الحقيقيين لتقييم دفئ العلاقات بين الدول، وهنا يبرز تساؤل منصف هل السعودية كانت تواجه اليمن ام تدعمه اقتصاديا؟ هذا هو الأساس للتقييم، ومنه أُوضح بعض الأمثلة للدعم الإقتصادي الذي قدمته السعودية لليمن لندرك من ذالك مقدار الدعم السعودي لليمن.
١- انشئ مجلس التنسيق اليمني السعودي عام ١٩٧٦م واستمر انعقاد هذا المجلس بالتناوب بين البلدين حتى الدورة الحادي عشرة.. والتي عقدت بمدينة جدة عام 1989م.. ليتوقف بعدها احدى عشرة سنة بسبب متغيرات محلية واقليمية ودولية استمر بعدها بالإنعقاد حتى اليوم.هل تعرفون كم حجم المساعدات المالية التي قدمها المجلس وكم عدد الإتفاقيات التي تم توقيعها وعائداتها على اليمن.
٢- دعمت المملكة وبتمويل سعودي تأسيس شركة الطيران« اليمنية» بين البلدين الشقيقين
٣- تجاوز عدد المغتربين اليمنيين المليون والنصف الذين يعملون داخل السعودية بكل حرية وبمعاملة استثنائية حتى حرب الخليج والتي من تداعياتها تم الزام العمالة اليمنية بنظام الكفيل كم يضيف المغتربين اليمنيين بتحويلاتهم واستثماراتهم للإقتصاد اليمني .
4- في ديسمبر ٢٠١٤م وجه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتقديم مساعدات غذائية لليمن بقيمة 54 مليون دولار وذلك لإعانة 5 ألف أسرة يمنية .
٥- الأمثلة كثيرة للسرد وعليكم ان تحسبوا كم بلغ حجم المساعدات المالية والعينية والهبات والإتفاقات خلال الفترة الماضية والتي تصل الى عشرات المليارات من الدولارات.
6- الدولة التي تقدم لدولة اخرى عشرات المليارات دعما لميزانياتها ولإقتصادها وتنميتها ويصل هذا الدعم الى قطاعات واسعة من أبناء الشعب اليمني،هذه الدولة تريد الخير لليمن لا العدوان .
٧- ربطت اليمن علاقات بدول عربية مثل ليبيا والعراق على المستوى الحكومي والحزبي ماذا قدمت العراق وليبيا من مساعدات اقتصادية وتنموية عايشها المواطن اليمني غير إمتلأ حسابات القيادات الحكومية والحزبية في الداخل والخارج بهذا الدعم الذي لم يستفد منه الإقتصاد والشعب اليمني .
٨- اليوم ترتبط اليمن عن طريق الإخوة الحوثيين بإيران مذهبيا ، ذهب العديد من المنتمين مذهبيا وحزبيا للدراسة في ايران، لم يستفد مواطن يمني غير منتمي للمذهب او الجماعة من الدراسة في ايران. وهل يمكن للإخوة الحوثيين ان يقدموا لنا كشفا بحجم المساعدات التي قُدمت لأبناء صعدة وللتنمية في صعدة التي هي تحت سيطرتهم من عشرات السنين ، كم حجم الطرقات التي شقتها المساعدات الإيرانية، كم عدد المدارس التي بنتها ايران كم عدد المستشفيات التي بنتها ايران ( المستشفى الوحيد الذي يعالج أبناء صعدة المنتمين للمذهب الجارودي والإثناعشري هو مستشفى السلام وهو سعودي بالكامل بناء وتمويلاً وتشغيلاً) الشيئ الوحيد الذي اعرف ان ايران قدمته لصعدة هو مرقد السيد حين بدر الدين الحوثي .لو يطلعونا الإخوة الحوثيين بحجم مقدار الدعم الذي قدمته ايران لتنمية وإعمار صعدة لكنت من المؤيدين فأنا مع الحق والوطن وضد الزيف والخداع.