للصبر حدود..
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
السبت 04 فبراير-شباط 2012 10:38 م

هاهي الايام تجري نحو ساعة الانتصار لشعبنا العظيم، وسندفن صالح على مراى ومسمع من العالم اجمع، اجبرناه بقوة شعبنا وثورتنا السلمية على التوقيع على التنازل عن العرش الكهنوتي الذي طالما تغنى به وحاول ان يورثه ، هذه هي اليمن ياسادة ابت التوريث وخلعت الابن والاب وارباب الفساد ، اننا امام اهم محطة ثورية بمجرد اندفاعنا وزحفنا نحو صناديق الاقتراع او انتخاب او استفتاء او التصويت لمرشحا واحدا ، سموها ماشئتم معناها الحقيقي هو الغاء حكم صالح والبدء بيمن جديد بدون صمام الامان على راي الزميل عارف ابو حاتم ..21 فبراير يوم التخلص من الصمام ومن امير المؤمنين علي صالح عليه السلام ومن كل من تسول له نفسه وراثة اليمن ، انها اللحظة الفاصلة بين عصر الكهنوت والرجعية والشمولية والحزب الواحد وبين عصر الحداثة والمدنية والتنوع والتعدد ، اننا ماضون قدما نحو الدولة المدنية فلا يتاخرا احدا عن هذا المشهد العظيم الذي لم ترى اليمن مثله وان يوم 21 فبراير لناظره لقريب.

يحاول متسولي الفتن وتجار الشرابات عفوا الازمات ان يباعدوا بيننا وبين 21 فبراير بحيث يمر هذا اليوم بدون انتخابات رئاسية حتي يحتفظ ربهم بمقعده الدائم في اليمن لكن هيهات من الذلة اننا سنذهب لصناديق الاقتراع مشيا على رؤوسنا ان ثقلت اقدامنا عن المشي، وسنقول كلمة الفصل وكلمة الحق ولن نتراجع عن انتزاع حقنا الدستوري في اختيار من يحكمنا برضانا واختيارنا، ومهما حاول تيار الفتنة ان يشعل حروبا كرتونية هنا وهناك مستغلا كل الظروف لاعبا باخر اوراقه المحروقة من طائفية ومناطقية الا اننا ندرك عظمة هذا الشعب الذي عرف حقيقة ادعياء الطائفية والمناطقية وقال لهم اصمتوا فصمت الكثير منهم وما بقى الا القليل رضوا بان يكونوا مع الخوالف وتحت تصرف العائلة تحركهم يمنة ويسرة.

ما يحدث في مؤسسات الاعلام من هجوم على المؤسسات من قبل بلاطجة صالح ليس الا عملا مكشوفا، وقد بحت اصواتنا و تعبنا ونحن نقول للناس انه يعتبر المؤسسات الاعلامية حقا من حقوقه لكن "المية تكذب الغطاس" فعادت حليمة لعادتها القديمة فكان سقوط اضاءة صالح الفارغة المضمون وصورته الباهتة اعلانا لخروج من كنا نعتبرهم زملاء مهنة الى واجهة المواجهة والفرز الطائفي المناطقي المذهبي - اغلقوا باب مؤسسة الثورة عن سواهم- وكعادتهم استعانوا بارهابيين وبلاطجة وقبليين متخلفين من عيال عمهم ممن اعمتهم الالفين بيسة عما سواها ممن لم يتخيلوا انفسهم بدون صالح..

عروق صالح الشبه ميته تحاول استنبات شجرة خبيثة لتكون هي ما تبقى من تركة صالح التي تقاوم التغيير وتحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء لكنها ستصطدم بواقع جديد على كل المستويات لن يقبل احدا ان يكون للماضي وجودا مهما كلف الامر، الناس مقبلون على الدولة المدنية فهي مشروع الجميع ولن يكون هناك مجالا للفساد المتمثل بصالح واعوانه المحصنين وغير المحصنيين.

قد جمع صالح حوله من المغفلين الكثير ممن يريدون ايقاف الانتخابات الرئاسية لجهلهم بالقرار الدولي وما يعنيه، فهم لم يستطيعوا بعد ان يتفهموا ان العالم مجمع على انهاء حكم صالح ولم يتبق له الا سمسار تعز الخرف شاهر عبد الحق الذي بنى مملكة السكر من اوهام غير معروفة المصادر والتمويل ،فهو شريك صالح في تجارة باب المندب وشحنات المخدرات الترانزيت الى الخليج هي نتيجة للاحتراف التجاري بينهما، حتى تجارة الرقيق "الاسمر" من الحبشة وافريقيا كانت تمر عبر ميناء المخاء لتصل عبر المهربين الى الاراضي الخليجية عبر حدود اليمن ويحق لمن اراد ان يقول ان بيت العنكبوت صار مكشوفا الان وليس مطلوبا من الحكومة غير التحقق من تجارة عبد الحق المحمية بصالح سابقا ليعرف الجميع قصص الحبشة وباب المندب وذباب وصفقات اسمرة وساحل العاج وتجارة الاثار المحرمة دوليا.

حتى اؤليك الثوار المخدوعين بشعارات مبطنة مفادها "مافائدة انتخابات ليست تنافسية وهي عبئ مالي على اليمن لا فائدة منه، يقعون تحت تاثير دعاية مضادة تقودها اجهزة العائلة وهم لا يدركون ان عدم انتخاب هادي معناه بقاء اليمن في نفق صالح المظلم والمتعفن، عليهم فقط ان يراجعوا مواقفهم فليس من الحكمة عدم اغتنام الفرصة لاخراج اليمن من هذه الحالة المزرية الى بر الامان.

ويبقى لعيال صالح وذويه ان يتركوا تمويل بعض اجنحة الحراك بالاسلحة وان يوقفوا تزويد متعهدي البلطجة في صنعاء وتعز وبعض المحافظات بالاسلحة لعرقلة الانتخابات فكل شيء سيكون ضدهم بعيدا عن الحصانة التي لا تحتمل كل ذلك فللحصانة حدود كما للشعب طاقة معينة للتحمل، وليس امامهم سوى "تقرص العافية" فهي اسلم الطرق لنجاتهم من جنوح الثوار للرد وللصبر حدود..