في زفة المجلس السياسي الجنوبي
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 8 سنوات و شهر و 13 يوماً
الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2016 03:32 م
ما الجديد الذي أتى به اللواء/ عيدروس الزبيدي- محافظ عدن بالمجلس السياسي الجنوبي الموحد، سوى مشروع من المشاريع الذي طرحها الكثير من القيادات الجنوبية السابقة، ومنها المؤتمر الجامع لإيجاد حامل سياسي، لم تتفق تلكم القيادات المحنطة على مسألة إقامته فقط، وقد اختلفت ولم تجتمع بعد، ومثلها مشاريع العطاس وعلي ناصر وغيرهم كثير، يصعب أن نحصي عدد ما عقد من اجتماعات، ليتم التشاور على من يقود مسيرة الجنوب، فكلهم رؤوس، وكلهم قادة، ولن ينصاع أحد لأحد.
عقدة الجنوب القديمة الجديدة "هوس السلطة ومَنْ يحكم"، مع إلغاء مبدأ التعايش مع الآخر، بل وتدميره ان استطاع الى ذلك سبيلاً، ودورات الصراع التي عاشها الجنوب سابقًا، خير شاهدة على ما ارتكبت من فظائع مروّعة، ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء الجنوب، ليس للغالبية منهم أي مصلحة شخصية، سوى الإلتفاف حول قائد من هؤلاء القادة المحنطين، والذي يقودون المسيرة الجنوبية المدمرة فى الوقت الحالي.
توالت رسائل التأييد والتبريكات لدعوة عيدروس الزبيدي، من كل الكيانات الحراكية، أو الجنوبية، وانتاب الكثير من المتابعين وتساؤلاتهم عن حركة التأييد غير المعهودة، وعدم الإعتراض عليها من قبل الأطراف الجنوبية، حتى من القيادات الجنوبية العتيدة، فهل هذه الحملة مدفوعة من طرف دولي خارجي، وبتأييد إقليمي، أم أنها دعوة قائد حراكي رأى الحاجة لها الآن، أكثر من أي وقت مضى، للملمة الصف الجنوبي، في ظل المتغيرات الحقيقية على الأرض، وقد أوشكت المليشيات الإنقلابية على نهايتها فى الشمال، وأريد لهذا التحرك الجنوبي أن يقف بموازاة الإنتصار فى الشمال، ليتم إعادة دولة الجنوب بخطوة ارتجالية ربما.
ثم نتساءل أيضًا: هل سيتفق الجنوبيون أصلاً على إيجاد كيان جنوبي موحد، بحامل سياسي ورأس قيادي يقود هذا الكيان الموحد ؟!، وهل سيرضى أبناء الضالع أن يقود هذا الكيان مثلاً علي ناصر محمد ؟!، أو هل سيقبل أبناء أبين أن يقود هذا الكيان عيدروس الزبيدي باعتباره صاحب هذه الدعوة، وقد أبعدهم خلال فترة توليه محافظة عدن من غالبية المناصب القيادية فيها ؟!، ومثلهم هل سيقبل به أبناء الصبيحة وشبوة وحضرموت، وقبل ذلك هل سيقبل علي البيض أن يتنحى عن رئاسة الدولة الجنوبية التي عشعشت في رأسه فقط؟! ويتركها لأي قيادي آخر ؟!، وقد ذيّل البيض رسالة التأييد بعبارة "الرئيس"، ويعني من وجه نظرنا أنه يقصد أن نجحت هذه الدعوة، لن يتم لها النجاح إلا بأن يكون هو على رأس السلطة.
ثم نتساءل: هل سيحظى هذا الكيان بالتأييد الخارجي، وخصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وهي ترى أن الكيانات التي تتبناها وتدعو لها، كان لبعضها ارتباطًا سابقًا بالمشروع الإيراني، وبعضها ما زالت مرتبطة به، والكل يتابع بقلق شديد تحركات النسخة الإيرانية فى الجنوب "أبو علي الحضرمي" فى الميدان، من خلال التشكيلات العسكرية التي يشرف عليها، واللجان الشعبية فى الأحياء "نظير اللجان الثورية فى الشمال"، برضا من اللواء/ عيدروس الزبيدي شخصيًا، كل ذلك يجعلنا نشعر أن هذه الدعوة جاءت متناغمة مع مشاريع لا تمت بصلة لمشروع عاصفة الحزم العربية الإسلامية، التي تسعى لتحقيقها في كل أرجاء البلاد اليمنية بجنوبها وشمالها، ولا يحقق للجنوب الإستقرار والتنمية، بل يدخله في صراعات مناطقية جديدة، هذا على إفتراض أن الأطراف السياسية قبلت أصلاً، البدء بقبول مناقشة الفكرة من أساسها، وقد رأينا بعض المعترضين، وكذلك بعض المشترطين، وكذلك بعض الذين يتساؤلون عن أبعادها، ويطلبون تفاصيل المبادرة، وما إلى ذلك، فهذا يوحي يقينًا أن المصيبة الكبرى لأبناء الجنوب، عقده القديمة التي ما زال يجترها حتى الآن، وقد صار لزامًا علينا، أن نتوقف عن التجارب الفاشلة التي ما زلنا نعيشها حتى الآن، ونبتعد عن العاطفة الجياشة، والآمال العريضة بعودة الدولة الجنوبية، التي باعها أحمق الجنوب بامتياز، وسلمها بمحض إرادته لعفاش الشمال، وبغباء عاطفي يسميه البعض "الرئيس البيض"، ويقتضي الصواب الذي يجب أن نلتف حوله والمدعوم من كل دول العالم ومن دول الخليج هو "مشروع اليمن الإتحادي"، الكفيل بحل كل القضايا، ومنها العقد الجنوبية المتأصلة، ويكفينا العيش بأوهام الماضي، والوقوف على الأطلال.
  22/9/2016م