هل تخلت ايران عن أذرعها في لبنان وسوريا واليمن ضمن صفقة مع الغرب لتحقيق مكاسب في الملف النووي والعقوبات ؟ كبرى المنظمات الدولية والأممية تصدر بياناً مشتركاً رداً على اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين توجيهات عسكرية عليا لعمليات القوات المسلحة صنعاء.. جريمة قتل جديدة تطال مواطناً من آل "الحنق" وقبائل أرحب تعلن النفير القبلي تقرير حديث يفضح لصوص المسيرة:مليشيا الحوثي نهبت ثلاثة أرباع المساعدات الإنسانية خلال سنوات الحرب الجيش السوداني يحقق تقدمًا عسكريًا واسعا بجنوب ووسط الخرطوم و«بحري» وسلاح المدرعات توسع انتشارها الوحدات الأمنية بمأرب تنفذ مسيرا راجلا لمسافة 40 كم مباحثات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي الريال اليمني يواصل الإنهيار أمام العملات الأجنبية- تعرف على أسعار الصرف جامعة اقليم سبأ تحتفي بتخرج الدفعة الخامسة من طلاب الشريعة والقانون
سأبعد الحوثي عن سياق حديثي هذا،كونه ﻻ يعدو بحجمه البسيط وقدرته المحدودة غير ديكور لمخطط المخلوع،وهنا سأركز على صالح اﻹنقلابي الذي وافقه الحظ في إنقلاب 78م على الحمدي والغشمي،وكذلك انقلابه على ثورة سبتمبر.
العديد من الخبراء يؤكدون على أنه لم يأتي إلى السلطة بطريقة ديمقراطية أو شوروية،بل كان ذلك عبر انقلاب أخذ شكلا درامي؛تمثل في دوره في اغتيال الرئيس الحمد ثم الغشمي كما ترجح بعض المصادر،ليصعد بعدها الرجل إلى السلطة.
قال صالح حينها أن مهمته إدا ة مرحلة انتقاليه لفترة وجيزة من أجل تهيئة الوضع ﻻانتخابات رئاسية مؤديا القسم في الحفاظ على اﻷمن واﻹستقرار ومبادئ ثورة سبتمبر وعليه وافق مجلس الشورى،لكنه سرعان ما أنقلب على هذا اﻻتفاق عندما ذاق لذة المكانة.
بعد أن حصن نفسه ووثق عرى بقاءه، من خلال دعمه للمشائخ وقيادات عسكرية ومنحهم مراكز نفوذ،في تلك هيأ صالح الوضع لتمديد بقاءه رئيسا،بينما كان في الوقت نفسه يخلق نوعا ما من اﻹضطراب العام بغية عرقلة أي خطوة سياسية تقرب زوالة.
وكان هذا انقلاب نجح فيه صالح فعلا،ساعده على ذلك إختلال الوضع اﻷمني،وضعف وقلة الوعي السياسي الديمقراطي لدى الشعب الذي لم يخضها أو يجربها، ومحدودية اﻷحزاب وعدم فاعليتها،أي أن ظروف البلاد حينها كان مهيأة لسطوت القوي.
منذو ذلك الحين وحتى آﻻن لم تحظى البلاد بأي استقرار نسبي ﻻ أمنيا وﻻ اقتصاديا لحاجة في نفس الرجل.
واليوم صالح أراد أن يعيد الكرة نفسها ويعيد السيناريو ذاته الذي أحرزه في الماضي لصالحة؛ظنًا منه أنه سيحقق اﻹنتصار نفسه،ولم يدرك أن الزمن قد تغير، وعي الشعب-فعلا-تغير،وكل الوسائل التي مكنته قديما من نيل مبتغاه لم تعد مهيأة،ﻷن صالح صار معروفا لدى شعبه أنه مكمن الشر،مصدر الخطر.
كما أن الشعب يرفض شيئا اسمه "انقلاب"وموقف دول الجوار ﻻ تقبل بشئ كهذا،وترفض أي انقلاب أو ورقة من شأنه تجعل اليمن أكثر خطورة.
في خضم هذه اﻷحداث التي افتعلها صالح وحلفاؤه بدعم إيراني ،لم تكن انقلاب أكثر مما هى فوضى،ﻷن اﻹنقلاب معروف يعني إحكام السيطرة على مرافق الدولة وتأمينها من كل جانب،لكن اﻷمر تحول إلى مليشات تصنع الفوضى وتنتقم،وقد قال حينها صالح ﻷنصاره "دمرو كل شئ جميل في اليمن"وكان ذلك ويعني الفوضى.
لقد أراد صالح أن يستمر في بغيه بعد خلعة مستغلا وسائله المادية والجيش الذي أنشأه على عقيدة وﻻءاته وتبعيته لتحقيق مآرب كثيرة : منها اﻹنتقام من الشعب الذي ثار عليه وأزاحه من منصبه،وتدمير بنية الدولة التحتية واﻹنقلاب على النظام الحالي،وكذلك لخدمة اليد اﻹيرانية الداعمة له.
ولم يخطر بفعله هذه أن ثمة قوة ستأتي من خارج الحدود لتبعثر اﻷوراق في وجهه وتضع النهاية الوخيمة له؛ﻷنه كان العامل اﻷبرز في توسيع النفوذ اﻷيراني الذي.أسخط الجار القوي،وهذا ما لم يكن يتوقعه صالح.