انهيار عملية استقلاب نظام ولاية الفقيه
بقلم/ عبدالرحمن مهابادي
نشر منذ: 6 سنوات و 7 أشهر و 24 يوماً
الأربعاء 21 مارس - آذار 2018 08:47 م
 

يقولون عندما تنهار عملية استقلاب الافعى تقوم الافعى باعمال عجيبة وغريبة بما في ذلك تقوم بابتلاع نفسها بنفسها من ناحية الذيل. الإيرانيون في المشهد السياسي كانوا يراقبون مرارا وتكرارا ذلك من قبل النظام الحاكم. في الآونة الاخيرة شهدنا كيف تعامل النظام القضائي لولاية الفقيه الدينية مع رئيس الجمهورية السابق أحمدي نجاد بقسوة وقام في البداية بالحكم بالسجن لمدة ١٥ عاما على نائبه الأول حميد بقائي وفي وقت لاحق قام باعتقال رئيس مكتب ومساعد أحمد نجاد السابق اسفنديار رحيم مشائي. بالإضافة الى ذلك قام القضاء التابع للنظام والذي يعتبر دمية في يد علي خامنئي الولي الفقيه بالحكم على صادق زيبا كلام أحد عملاء عصابة روحاني بالحبس التعزيري لمدة ١٨ شهر وحرمانه لمدة عامين من ممارسة النشاطات الاجتماعية والسياسية بتهمة نشر الدعيات والاشاعات ضد النظام . مثل هذه الاجراءات العجيبة والغريبة للولي الفقيه كانت ضد مسؤولين سابقين في نظامه في حين أن جميعهم كانوا رسميا من أتباع النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه. جميعنا رأينا هذا الاسلوب المتبع من قبل نظام الملالي بعد انتفاضة الشعب الإيراني المناهضة للدكتاتور وحتما من المتوقع أن نرى اجراءات مشابهه أكبر من قبل الافعى الحاكمة في إيران.

وأتت هذه الاجراءات في أعقاب موجة من الاعتقالات الواسعة حصلت عشية الانتفاضة الاخيرة واستمرت حتى اليوم. أحد اجراءات نظام الملالي الاخرى التي تظهر مدى غرابة هذه الاجراءات هو استشهاد المعتقلين في داخل سجون هذا النظام المريعة. في حين أن جميع المعتقلين كانوا من فئة الشباب الإيراني وبلغ عددهم ١٠ الف معتقل. وحتى الان استشهد عدد كبير منهم في السجون بسبب تعذيب النظام الدموي الديني والنظام أعلن في دعايته أن هؤلاء المعتقلين قد أقدموا على الانتحار بانفسهم أو توفوا نتيجة (سكته قلبية) أو بسبب المرض.

انهيار عملية استقلاب ولاية الفقيه لا ينتهي فقط داخل إيران. في خارج الحدود أيضا دفع نظام الملالي لتشكيل موجة جديدة من نشاطاته الارهابية ضد الاحزاب الإيرانية المعارضة وبالخصوص المقاومة الإيرانية. في الآونة الأخيرة ، في جزءين من الأعمال الإرهابية ، استشهد اثنان من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، مقيمين في إقليم كردستان العراق. ووفقاً للمعلومات المتاحة، يسعى النظام إلى توسيع نطاق أعماله الإرهابية ضد المعارضين خارج الحدود.

هذه الممارسات وحالات اخرى من الاجراءات الوحشية لنظام الملالي ضد المعارضين تظهر قبل كل شئ بدء المرحلة النهائية للنظام الدكتاتوري الديني الحاكم في إيران وستزداد شدتها بشكل أقوى واكبر في الاسابيع المقبلة وتظهر أن انتفاضة الشعب الإيراني تسير بتقدم في الطريق الصحيح والمنظم لها. لأن هذه الدكتاتورية الأكبر في القرن المعاصر مثل كل الانظمة الدكتاتورية في التاريخ أصبحت مسعورة في مراحلها النهائية وستنتهي آخر محاولاتها وممارساتها من أجل الاستمرار بالبقاء والحياة. لكن الظروف والشروط كما نعلم لن تعود لسابق عهدها والقدر المحتوم الذي هو سقوط نظام الملالي يقترب من الحدوث يوما بعد يوم. وفي الحقيقة ان رؤوس النظام المختلفة تشير بین بعضهم البعض الى هذا الامر تحت عنواين مختلفة.

بالنظر الى مشهد السياسة الخارجية فان هذه الفوضى والاضطراب لها سماتها الخاصة. النظام وحلفائه يسعون الى ارتكاب أحداث وجنايات وجرائم كبيرة في المنطقة ليصرفوا الانظار عن الموضوع الإيراني ويشغلوهم بمواضيع و مسائل اخرى في المنطقة. المذابح التي ترتكب بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية أحد هذه الجرائم الكبيرة للنظام ولحلفائه في التاريخ المعاصر والتي راح ضحيتها قرابة ٢٠٠٠ شخص كشهداء من الشعب السوري البريء والأعزل.

بالنظر إلى الأحداث الدولية المتعلقة بإيران ، يمكن للمرء أن يستنتج أن هناك بعض العوامل التي تؤثر على توازن النظام في هذا المشهد أيضا. بما في ذلك استقالة ريكس تيلرسون واستبداله بمايك بومبيو في منصب وزارة الخارجية الأمريكية، وفقا للمحللين والخبراء السياسيين، يبدو أن هذا الأمر تقرير حاسم لمصير الاتفاق النووي وخروج امريكا من هذا الاتفاق هو أمر قطعي. لأن إدارة الرئيس ترامب سيكون لديها المزيد من التماسك والانسجام لتعزيز استراتيجيتها المعلنة.......

حديث آخر ..

الآن في حين نبدأ العام الإيراني الجديد حيث تستمر الانتفاضة في جميع انحاء واركان إيران من أجل اسقاط النظام الاصولي الاسلامي الحاكم. وانتفاضة الشعب الإيراني العظيمة تخطوا خطوات أطول للوصول إلى الهدف النهائي. على حسب قول المثل الإيراني (عام الخير والبركة يبدو واضحا من ربيعه).

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

abdorrahman.m@gmail.com