لماذ أطاح الرئيس الأمريكي ترامب برئيس الأركان الجنرال تشارلز براون؟
السوريون في حلم.. والد الرئيس الشرع ينتقد ابنه بمنشور اقتصادي مثير
أسعار الصرف في صنعاء وعدن
محكمة في صنعاء ترفض استئناف حكم اعدام رجل أعمال ومصادرة جميع أملاكه
الملك سلمان في ذكرى يوم التأسيس: ''نعتز بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة''
توقعات مركز الأرصاد لحالة الطقس خلال الـ 24 ساعة القادمة
حماس تسلّم رهينتين في رفح وتستعد للإفراج عن 4 آخرين بمخيم النصيرات
سامسونج تضيف ميزة حل المسائل الرياضية إلى تطبيق الملاحظات
آيها العلماء: بيومين فقط الذكاء الاصطناعي يحل ما عجزتم عنه لـ 10 سنوات!!
العملات المشفرة تتكبد خسائر بعد تعرض منصة تداول للاختراق
القضية الجنوبية هي أساس نجاح أو فشل مؤتمر الحوار الوطني هذا ما ردده الجميع في قاعات جلسات الحوار في مرحلته الأولى بجلستيها العامتين الأولى والثانية بل صدرت من أجل ذلك بيانات ونفذت وقفات احتجاجية وعندما يتحدث الجميع عن ذلك ولا يقتربون من وضع مثل هذا الكلام موضوع التنفيذ العملي فثمة مغالطة تجري.
لست في وارد الهروب كما عملت قوى سياسية عديدة أو بث اليأس من عدم إمكانية الحلول لكني في هذه السطور أفضي إلى حقيقة موضوعية هرب منها الكثيرون إلى الخلف وهناك قوى سياسية تجيد الهروب إلى الخلف أو الأمام كلما شعرت أنه لابد لها أن تقدم تنازلات والأمر هو موقف استعلائي ورفض الاعتراف بالآخر واعتساف ورفض للتعدد والتنوع وهو في الأساس قسر وإنكار وإصرار على عدم الاقتراب من الحلول.
هكذا يفهم موقف القوى والمكونات السياسية في مؤتمر الحوار التي هربت إلى الخلف بوضع العربة قبل الحصان عندما تحدثت عن أن جذور القضية الجنوبية تسبق العام 1990م وأعادت فتح ملفات ما قبل الوحدة وكأن الجنوبيين هم سبب القضية الجنوبية وحدهم بصراعاتهم السابقة وليست القضية الجنوبية نتاج حرب صيف 1994م التي أصابت الشراكة في مقتل وكأن الجنوبيين يريدون الانفصال وفك الارتباط من الجنوبيين أنفسهم .
إلى هؤلاء الهاربين إلى الخلف جميعاً فالجنوبيون كما يعرف القاصي والداني هم السابقون إلى الوحدة وعودوا إلى أيام الاجراءات العملية في تنفيذ خطوات الوحدة قبل 22مايو 90 م فكل شيء مسجل ومرصود وستعرفون كم هم الجنوبيون سباقون للوحدة اعتقاداً منهم بأنها الخلاص لهم ولليمن بشكل عام برغم امتلاكهم قبل الوحدة دولة قوية هي دولة المؤسسات وتمتعهم بالأمن والأمان وكانت حياتهم بسيطة يضمنون فيها المساواة فيما بينهم من أعلى رجل في الدولة حتى أصغر واحد فيهم في أي مهنة كانت ولقد كانوا يتمتعون بالعيش الكريم إلى حدٍ ما ولكن ما جاء بعد ذلك أصابهم باليأس والإحباط وخيب آمالهم في تلك الوحدة وهذا ما قاله كثيرون من الجنوبيين والشماليين في قاعات مؤتمر الحوار المغلقة والعلنية.
والقضية الجنوبية أيها الهاربون إلى الخلف باختصار أصبحت موضوع إجماع باعتبارها قضية سياسية عادلة ولكن ما لا نوافق عليه هو محاولة العودة ببداية جذورها إلى مرحلة ما بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م هو مغالطة سياسية تسعى بعض الأطراف اعتبار الصراع بين الجنوبيين أنفسهم سبباً وبداية لظهور القضية الجنوبية والهدف هو الهروب من تحديد الأطراف الحقيقية التي تتحمل بشكل مباشر المسئولية في ظهور القضية الجنوبية ولارتباط ذلك بعدم الرغبة في الاعتذار وجبر ضرر الجنوبيين الذين تضرروا من نتائج حرب صيف 94 الظالمة وهو ما نلاحظه من تأخر الاعتذار ليس للجنوبيين وإنما لصعدة أيضاً بالإضافة إلى مجموعة من المصالح التي تكونت في الجنوب والشمال لقوى سياسية تعتبر أن الاعتراف بأن القضية الجنوبية بدأت من حرب صيف 94م سيفقدها تلك المصالح وبالتالي تعرف تركيبة ونفسية الجنوبيين فأعادت الكرة إلى ملعبهم بفتح ملفات صراعهم فيما بينهم لتشغلهم بها
وتتناسى تلك القوى أن صراعات ما قبل الوحدة والقتل والقتل الآخر والطرد والتشريد والتصفيات " واللحس" لم يكن مقتصراً على الجنوبيين فقط فالشماليون أيضاً قبل الوحدة ارتكبوا ضد بعضهم مذابح وتصفيات وطرد وتشريد ولسنا هنا في صدد الحديث عن ذلك لا في الشمال ولا الجنوب وعلى جميع اليمنيين في الشمال والجنوب بمعنى أوضح على الجمهورية اليمنية بعهدها الجديد بقيادة عبد ربه منصور هادي وكل من المخلصين والشرفاء الدفع باتجاه جبر ضرر اليمنيين كلهم شمالاً وجنوباً
فالحراك الجنوبي السلمي ودعوات فك الارتباط وتحول الأمر إلى هبَّات شعبية عارمة كان منذ 2007م وتبع ذلك التصالح والتسامح في الجنوب ونريدها تصالح وتسامح في كل اليمن لا هروباً ومغالطة وتركيز الحديث عن صراعات الجنوب ونسيان صراعات الشمال.
وأخيراً: نريد نتائج مؤتمر الحوار الوطني تسوية تاريخية لليمنيين كلهم بدولة يمنية أخرى غير تلك التي عرفها الجنوب أو الشمال قبل الوحدة وغير تلك التي عرفها اليمنيون بعد حرب صيف 94 نريدها دولة يمنية فيدرالية متعددة الأقاليم ومواطنة متساوية وكل إقليم يحكم نفسه بنفسه ويحمي أرضه وإنسانه من القمع والاضطهاد وثرواته من السرقة والنهب من قبل قلة متنفذة.