الصالح يؤسّس لنظرية علمية جديدة
بقلم/ عبدالله الثلايا
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 9 أيام
الخميس 10 مارس - آذار 2011 10:43 ص

حازت قيادات وفروع المؤتمر الشعبي العام على قصب السبق تاريخياً في إدخال مصطلح البلطجة إلى قاموس وعلم النظريات السياسية الدولية!

الذان يشرحان معنى هذا المصطلح الجديد بأنه تكنيك جديد تبناه موالو النظام اليمني وعساكره (وليس بالدفع المالي مثل السلطات المصرية) لإسكات معارضيهم بقوة الجنابي والمدي والسلاح الناري!

وهذا الأمر ليس بغريب على المستبد أو المتعصب، فقد دخل مصطلح "الاغتيال" فى اللغة الإنجليزية من اشتقاق لكلمة "الحشاشين"، أتباع الحسن الصباح المعاصر للدولة الفاطمية، والذى كان يغتال خصومه السياسيين بمجموعة من الفدائيين المتعصبين إلى حد الجنون! كما اتبعه الإمام يحيى بن حميد الدين في عشرينات القرن الماضي بتكوين مجموعات "المغاغة" والتي كانت تقوم بخنق أعضاء مجلس الحل والعقد الذي اتفق فيما بينه على تولية الامام يحيى السلطة شمال البلاد بعد الأتراك واعادة انعقاد المجلس عند تعيين إمام جديد من بعده، حيث كان الامام يحيى يفكر بتعيين الأمير أحمد ولياً للعهد.

وحيث أن هذا المصطلح يتم تداوله على مستوى واسع ولا مانع هنا للحديث عن البحث عن الجذر اللغوى والاصطلاحى والتاريخى لكلمة بلطجى. فهى مكونة من مقطعين: بلطة، وهى الأداة المعروفة التى يستخدمها الجزارون فى تقطيع اللحوم، وهي شائعة الاستخدام فى المعارك بين الفتوات فى الأحياء الشعبية المصرية كما خلدها نجيب محفوظ فى غالبية أعماله وقد تجسدت بقوة في الفيلم السينمائي الشهير "سعد اليتيم".

أما المقطع الثانى: "جي"، فهو باللغة التركية ويعنى تقريبا: صاحب أو حامل وذلك مثل: حلنجي و جزمجى و عربجي..الخ.

أما اصطلاحا فالبلطجى هو المسلح الذى يُستأجر لحسم خلاف لمصلحة احد الأطراف!

ويرجع انتشار الظاهرة إلى حاجة النظام لمن يدعمه فى أوقات الشدة كالانتخابات والمظاهرات بعد فشل مؤسساته فى القيام بدورها الطبيعى!

حينما يدرك أن الدعاة لم تعد تقنع أحدا ولا المواقع الثقافية تنتج حراكا يدفع القوى الحية إلى الأمام.

كما استخدم الأمويون البلطجة في نهاية حكمهم لكن بعد فوات الأوان وطغيان الطوفان العباسي عليهم بعد أن كانوا يغطون فى نوم العسل ولم يكن لديهم وقت لحشد البلطجية!

ويسجل التاريخ أن البلطجة لم تقتصر على العامة، بل وصل بعضهم إلى سدة الحكم، ولعل أشهرهم الحجاج بن يوسف، الذى تولى بنفسه قطف الرؤوس التى أينعت!

كما تولى حكم مصر أعتى بلطجي في التاريخ فى العصر الفاطمى، وهو الحاكم بأمر الله، وبلغ من بلطجته أن كان يذبح حراسه بيده عند شعوره بالملل!

من المعروف أن قيادات وفروع المؤتمر الشعبي العام للبلطجية، ومعروف أن هؤلاء البلطجية هم الابن البار الذى يظهر لهم دائما وقت الحاجة، وخاصة وقت الانتخابات للاستعانة بهم فى إتمام عمليات التزوير والترهيب وتزوير إرادتهم ولكن من هو الأب الشرعى لبلطجية أحداث عدن وإب وأخيراً صنعاء؟؟

تدور في ذهنى بعض الأسئلة ربما لو استطعت الإجابة عليها ربما نعرف الأب الشرعى لهم.

أولا: كيف يسمح رئيس الجمهورية لنفسه بالدعوة الى الحوار وتبني شعار الأمن والاستقرار بينما يمارس من تحته البلطجة بكل معانيها؟؟

ثانيا: البلطجى شريعته هى المال، وهو يعرف أن المال بلا حياة لا فائدة منه فكيف للبلطجى بأن يلقى بنفسه في الجموع وسط كل تلك الحشود المقدرة بعشرات ومئات الآلاف وهو يعرف يقينا أنه قد لا يخرج حيا من وسط تلك الحشود؟؟ إذا كان البلطجى يريد التخويف وإشاعة الذعر والفوضى بين المتظاهرين فلم لم يدخل متحايلا على أنه من المتظاهرين ثم يثير تلك الفتنة والذعر بينهم ويصيب منهم من أراد وربما يختفى بين الحشود ليخرج من بينهم حياً بدلا من دخوله بتلك الطريقة التى تؤدى إلى موته لا محالة؟ فكيف يدخل بتلك الصورة العلنية الفجة وكأنه يريد أن يعلن للعالم أن هناك بلطجة؟

ثالثا: لو أراد الحزب الحاكم أو كما يقول البعض الرئيس الصالح هو من أرسلهم لماذا لم يرسلهم قبل أن يطبق أي اجراء إصلاحي يهديء الناس ويكسب تأييداً واسعاً من الجميع، ويبدأ بعض المتظاهرين بالفعل فى الانصراف ؟ لماذا لم يجرب فعل أي شيء عملياً قبل إقباله على تلك الأحداث الاجرامية؟

رابعا: كيف خرج هؤلاء البلطجية من وسط تلك الحشود الجارفة الغاضبة أحياء رغم كثرتهم؟ ولم لم يقبض الأمن على أي أحد منهم ولو كمشتبهين وهذا هو الطبيعى والمنطقى! وأين عدد من قتل منهم، ولم لم يذكر أنهم ممن قتلوا من الطرف الآخر؟ إذا كانوا قد ماتوا طبعا،، رغم أن كل وسائل الإعلام العالمية توحى بأن متظاهرى الرئيس هم البلطجية والطرف الآخر هم المتظاهرون المسالمون حسب الأدلة الظاهرة للعيان طوال الفترة الماضية، ونجحوا بالفعل فى تقسيمنا لفريق متظاهر وفريق بلطجى ولم يظهرونا على أننا شعب مثقف يختلف اختلافا حضاريا.

خامسا: من المستفيد من تلك الفوضى وذلك الانقسام الذى حدث فقد كان من مصلحة النظام ورموزه استقرار الأمور على ذلك فهل هم من الغباء بحيث يفقدون ما يمكن أن يكتسبوه من تعاطف بعد إعلان الرئيس لما يسمى بالتنازلات؟؟

سادسا: كيف لمن يدخل بصفة بلطجى أن يدخل وسط تلك الحشود الغاضبة غضبا عارماً من رجال الشرطة ثم يدخل ذلك المعتدى وهو حامل لسلاحه أو مديته أو صميله إلا اذا كان من رجال الأمن أو الأمن المركزى بعد أن يكونوا قد غيروا ملابسهم الشرطية حتى لا يتعرف عليهم أحد؟؟

فمن هو الأب الشرعى لتلك الأحداث التى تعتبر النقطة السوداء فى تلك الصفحة الناصعة البياض التى سطرها ذلك الشباب الذى كتب الله لنا على يديه حياة جديدة طالما سعينا وتمنينى أن تحدث ... أم أن القدر أراد أن يذيق أعضاء الحزب الحاكم من نفس الكأس الذى طالما أذاقونا منه؟