أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية
لازالت بعض دول مجلس التعاون لم تصلها رسالة شباب الثورة اليمنية الداعية الى تغيير تلك النظرة السلبية الى اليمن وشعبها، ولذلك نجد ان بعض جيراننا يتصرفون بنفس الاسلوب الذي جرت عليه العادة بالهيمنة والضغط ومحاولة فرض الاملاءات وكأن الشعب اليمني لايمكن له ان يتخذ قراره الا من خلال وصي يوجهه ان يفعل او لايفعل.
ان هذه الاسلوب لم يعد مقبولا اليوم من اي جهة، واذا كان النظام السابق في اليمن قد عود محيط اليمن الاقليمي على القبول بالتوجيهات وفرض الشروط لانه يريد تحقيق مصالح شخصية للرئيس السابق ولم يكن لليمن فيها منفعة فان شباب اليمن اليوم لايقبلون من يفرض عليهم ما لايريدون، فاليمن اليوم تغيرت واصبح لديها طبقة كبيرة من المثقفين ممن يحملون المؤهلات العليا ولايمكنهم ان يقبلوا باستمرار تدخل الآخرين بشئونهم.
ان دول مجلس التعاون بحكم الجوار مع اليمن عليها ان تعي ان اليمنيين لايقبلون باستمرار الوضع السابق ويطالبون بان تكون العلاقة بينهم وبين جيرانهم تتميز بالاحترام المتبادل والمحافظة على المصالح المشتركة باعتبار ان دول الخليج تجمعهم مع اليمن الكثير من وشائج القربى والجوار، كما ان كافة اطياف المعارضة اليمنية وشباب التغيير يصرحون باستمرار ان امن الخليج يعتبر جزء من امن اليمن وانه لايمكن لليمنيين ان يسمحوا لاي جهة ان تعبث بأمن جيرانهم وان النظام السابق كان يلعب بالورقة الامنية بهدف ابتزازهم وانهم لن يسمحوا بذلك بعد الآن.
ولكن يبدو ان رسالة شباب التغيير لم تصل حتى الآن حيث ان بعض دول الخليج لاتزال تتصرف بنفس العقلية السابقة وليس لديها استعداد لتقبل ان ما يحدث في اليمن تغيرا في العقلية اليمنية يتطلب منها اعادة تقييم الموقف وتغيير السياسات بناء على مايحدث في الساحات اليمنية، لذا جاءت مواقف دول الخليج (باستثناء قطر) من الاحداث الجارية في اليمن بطريقة متحيزة وضد تطلعات الشباب الثائرين في ساحات التغيير وحاولت بعض هذه الدول فرض المبادرة الخليجية بعد تعديلها عدة مرات بما يتوافق مع مصالح النظام اليمني الفاسد وضد مطالبات الثوار بتغيير جذري للنظام واعوانه وتقديم من يثبت عليهم ارتكان جرائم الى المحاكمة.
ان دول مجلس التعاون امامها فرصة لاصلاح العلاقة بينها وبين الشعب اليمني من خلال تغيير اسلوب التعامل وتطوير الجوانب الايجابية ومعالجة الحوانب السلبية في هذه العلاقة، وعلى دول الجوار ان يعوا ان هناك تغيرا كبيرا قد حدث وان اي محاولة للعب على بعض الاوراق السابقة التي كانت تسمح بمسك خيوط اللعبة السياسية من اجل التدخل في تسيير اليمن حسب مصالحها فان كل ذلك سيفشل الآن بعد ان فرض الشباب توجهاتهم في بناء يمن جديد، كما ان الجانب القبلي الذي كانت تستخدمه بعض الاطراف الخليجية من خلال رصد ميزانيات لبعض شيوخ القبائل ليتم استخدامهم عند الحاجة لم يعد له ذلك الثقل بعد ان قامت اغلب القبائل اليمنية ذات الثقل التاريخي بالصدام مع النظام والانحياز الى الثوار، فهذه اهم القبائل في الشمال (حاشد وبكيل ) اصدمت بالنظام عسكريا بسبب انحيازها للثوار ومطالبهم، وكذلك فعلت اقوى القبائل في الجنوب (يافع والضالع) حيث دخلت في معركة كسر عظم مع الحرس الجمهوري في منطقة الضالع والعر بيافع انتهت باجلاء كل القوات من معسكر العر رافعين الرايات البيضاء بعد اثنى عشر يوما من القتال لتسقط قبضة النظام على اهم معاقله في الجنوب.
ان هذه التغييرات في البنية اليمنية قد ادت الى ثورة تصحيح لمسار الدولة اليمنية مما يتطلب اعادة التعاطي مع هذا التغيير لان ساحات الثوار حتى اللحظة لايرون ان دول مجلس التعاون يقبلون بهذا التغيير، وعملية الاصرار على فرض المبادرة الخليجية المرفوضة شعبيا سوف تكون لها آثار غير سارة على مستقبل العلاقة بين الدولة اليمنية القادمة ودول المجلس لان هذا الاصرار على تمرير الاتفاقية يدل على ان هناك من لايقبل ان يصنع اليمنيون مستقبلهم كما يريدون، ولا اعتقد ان ابناء اليمن بكل شرائحهم يقبلون ان يكون مستقبل دولتهم رهن التجاذبات الاقليمية والدولية كما انهم لن يسمحوا ان تذهب دماء ابنائهم هدرا بعد ان قدموها رخيصة على مذبح الحرية لابناء وطنهم كي تعيش الاجيال اليمنية القادمة في دولة مستقلة وينعموا بكرامتهم بعد ان حرموا منها سنوات طويلة.