مستشفى عتق .. نظرة من الداخل
بقلم/ احمد طلان الحارثي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 26 يوليو-تموز 2011 04:58 م

نشاء في عام 1978م كهدية من دولة الكويت الشقيقة وهو المستشفى المركزي على مستوى محافظة شبوة بحكم وجودة في عاصمة المحافظة وبحكم ما تصل إليه من الحالات المرضية من جميع مديريات المحافظة وبعض المحافظات الأخرى ، تبلغ سعته التمريضية (120سريراً) ويقدم الخدمات العلاجية والتشخيصية وخدمات الرعاية الصحية الأولية وخدمات حفظ الموتى ، وبه قسم الأمراض الباطنية وقسم أمراض الأطفال وقسم الجراحة العامة وقسم جراحة العظام وقسم أمراض النساء والتوليد وقسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة وقسم جراحة العيون وقسم جراحة المسالك البولية.

يحتوي المستشفى على الوحدات العلاجية والتشخيصية التالية:قسم العيادات الخارجية وقسم المختبرات وقسم الأشعة وقسم العمليات وقسم الطوارئ التوليدية وقسم استقبال حالات الحوادث الفجائية وقسم التموين الطبي والصيدليات ووحدة الأسنان وعيادة الأمراض المزمنة (أمراض السل) ووحدة العناية بالأطفال القصر.

يعمل بالمستشفى كادر طبي وإداري يصل عددهم إلى أكثر من مائتي عامل موزعين على التخصصات التالية: أطباء أخصائيون ، أطباء عموم ، ممرضين ، فنيي أشعة ، فنيي مختبرات ، قابلات مجتمع ، أطباء فنيين إسعاف ، أطباء تخدير وفنيي تخدير ، فنيي صيدلة ، وإداريون وعماله مساعدة.

يصل عدد المترددين على المستشفى خلال العام الواحد حوالي (35200 مريض) كما يصل عدد حالات الرقود خلال العام الواحد حوالي (3800 حالة) كما يوجد بالمستشفى مصدر خاص لتوليد الطاقة الكهربائية من مولدين تصل قدرتهما الكهربائية إلى ((170 كيلو وات)).

هذه إمكانات وطاقات مستشفى عتق المركزي لكنه يعاني من نقص حاد في المخصصات المالية التي يحتاج إليها لتوفير مستلزماته الضرورية ، مما يجعله عرضه للانهيار والتوقف المفاجئ عن أداء كثير من هذه المهام الخدماتية الهامة والملحة لمواجهة الإقبال المتزايد على طلب الخدمات العلاجية والتشخيصية اليومية من قبل المواطنين بالإضافة إلى ضعف مستوى نظافة المستشفى ، الأمر الذي يهدد بتحويله إلى مكمن آمن للأوبئة والأمراض المعدية ، ومن يتجول داخل الأقسام الداخلية يجد العجب العجاب من كثرة الذباب والبعوض والنمل والصراصير وغيرها ، فضلاً عن ما يتواجد في ساحات المستشفى من مخلفات ، بالإضافة إلى وجود بحيرة دائمة من المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي على طول الحائط الجنوبي لجدار المستشفى تبعث على الاشمئزاز والتقزز جراء الروائح الكريهة التي تنبعث منها على مدار الساعة بالإضافة إلى كونها محضن آمن لتوليد البعوض وتصديره إلى داخل غرف المرضى بسهولة ويسر.

وبما أن المال عصب الحياة فإن ما يخصص لهذا المستشفى من قبل مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة يبعث على الأسى والحزن ويدعو إلى مزيد من التأمل عن ما هي الأسباب والدوافع التي تجعل المستشفى بهذا المستوى من عدم الاهتمام حتى وصل إلى هذا الحد من الرداءة وسؤ الحال.

ومن خلال علاقتنا الشخصية مع عدد من القائمين على شؤون المستشفى تبين لنا أنه يعاني من نقص شديد في المخصصات المالية للبنود الخدماتية وهذا النقص إلى جانب عوامل إدارية أخرى عمّق الأزمة المالية للمستشفى في ظل فساد مالي وإداري كبير على جميع المستويات ، كما أن السعي إلى الكسب الغير مشروع من أهم العوامل وأكثرها ضرراً على أداء مهام واختصاصات المستشفى ودوره الكبير في توقير الخدمات العلاجية والتشخيصية التي يتطلبها المواطن ، وقد تبين أن مصدر العلل ومكمن الخلل قادم من جهة مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة كونه الجهة المباشرة عن عمل المستشفى وهو الذي يحدد مخصصاته المالية الشهرية ضمن الموازنة الممنوحة للمكتب ، ولكي نبين وجه الخلل بصورة جلية نقدم للقراء الكرام جدول مصغر كنموذج لما يحصل عليه المستشفى من المال مقابل ما يستحوذ عليه مكتب الصحة بالمحافظة ، في حين أن المستشفى هو الأكثر حاجة إلى المخصصات المالية التي يستأثر بها المكتب ويتصرف بها بعيداً عن نطاق المهام التي يفترض على المستشفى القيام بها بدلاً عن مكتب الصحة.   

 

م

البنــــــــــــــــــــــــــــــــد

مكتب الصحة

(الإدارة العامة)

مستشفى عتق

المركزي

ملاحظات

1

أدوية

559910ريال

175000ريال

شهرياً

2

محروقات

160000ريال

093000ريال

شهرياً

3

ضيافة

222000ريال

لا شــــــــــيء

شهرياً

4

صيانة آلات طبية

406000ريال

451000ريال

شهرياً

5

تنقلات

638960ريال

057000ريال

شهرياً

6

أجور نقل

203000ريال

060000ريال

شهرياً

7

أدوات كتابية

276000ريال

068000ريال

شهرياً

الإجمالـــــــــــــــــــــــــــــي

2465870ريال

904000ريال

شهرياً

مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأرقام المخصصة للمكتب هي تحت تصرف الإدارة العامة فقط ، أما بقية الجهات فلها موازنتها الخاصة بها. 

وبنظرة سريعة إلى هذه الأرقام نجد الإجحاف الكبير ضد المستشفى ، حيث خصص المكتب لنفسه مبالغ مالية كبيرة كان ينبغي أن تكون تحت إمرة المستشفى حتى يتمكن من أداء مهامه بصورة جيدة ، ولكن الفساد يأبى إلاّ أن يحاصر المواطن في أضيق نطاق وحتى فيما يتعلق بصحته الشخصية وعدم الاكتراث بما تؤول إليه حياته اليومية في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تفرضها بقايا نظام صالح العائلي وزمرته المتنفذة.