المؤتمر والمشترك وجهان لعملة واحدة
بقلم/ محمد جمال الدين
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 21 يوماً
السبت 26 فبراير-شباط 2011 08:24 م

إن المتابع للأحداث في اليمن يعرف أن حزب المؤتمر حزب مناسبات, ليس أكثر, ففي المناسبات يجمع أنصاره الذين يرون فيه الموسم المُدر للبن, حيث تمتلئ الجيوب وتنتفخ الأوداج في هذا الفصل الخيّر, إذن فهو مجموعة من الأفراد لا تجمعهم أيديولوجية ولا نضال ولا تجمعهم أهداف وفكر معين.

ومن الطريف أني سألت أحد الناخبين, وكان ريفي, من رشحت؟ قال: رشحت الحمار أقصد الحصان اللي قلت كلهم نركب عليهم, فقلت له: ولكن المرشح سيء: قال: أنا رشحت الحمار قلت لك ما رشحت الشخص.

هذا منطق وفكر من رشحوا المؤتمر (الحصان).

والمؤتمر نظرا لفقدان الأيديولوجية والوعي الحزبي, حتى أعضاءه لا ينالون حقوقهم, فالذين يرتقون فيه لينالوا مناصب في الدولة هم يلازمون الرؤوس الكبيرة أو القيادية ويتغنون بوطنية هذا وذاك وينصتون لأحاديثهم بإعجاب حتى ولو كانت تلك الأحاديث مجرد ظاهرة صوتية. فكلما قال كلمة قالوا صدقت بأبي أنت وأمي وألهبوا المكان بالتصفيق حتى تخال أنهم يحيون صلاح الدين الأيوبي.

ولا عجب أن نرى أناسا تسلموا إدارات مهمة في مرافق الدولة وهم أقل خبرة وأقل تأهيلا وأقل كفاءة من غيرهم وأقول وبكل تأكيد أن هناك رؤساء مرافق بشهادة ثانوية أو دبلومات أو جامعة بمستوى مقبول ويرأسون كفاءات وخبرات تحمل الماجستير . وهذا يعلمه الجميع.

أما المشترك فهم أحزاب لها أيديولوجيتها وتنظيما وخلاياها, ولكن أفرادها انتموا إليها إما بتعاطف ديني وقبلي أو بتأثير النزعة القومية والشعور بالغيرة على الأمة العربية أو ... أو... ولكن كيف صار المشترك والمؤتمر وجهين لعمله واحدة؟

بعض أحزاب المشترك منطقها إن لم تكن في حزبنا فأنت كافر ويجب محاربتك. وبعضها إذا انتسبت إلى حزبنا وخرجت منه فأنت خائن للحزب ويجب تصفيتك.

وبين هذا وذاك القاسم المشترك, الذي هو إذا تولى القيادة المشترك فسوف يسير على نفس النمط توزيع المصالح على قياداته وأكثر أنصاره ولاء وأكثرهم تطبيلا لأمجاده. وسينتقمون ممن سبقهم شر انتقام, فهم الكفرة الفجرة وهم من أهلك الشعب ودمره – من وجهة نظر المشترك- فليس لديهم صدور واسعة تستوعب الوطن بكل فئاته.

ومن تجاهل المشترك لشريحة الشعب التي هي مصدر القوة: إنني حضرت فعاليات يوم الخميس لبداية التحرك أمام الجامعة, 3/2/2011, وسمعت ما يزعزع النفوس ويطفئ الغليان الثوري المتأجج في صدور أبناء الشعب الحر.

كان الناطق الرسمي لهم يردد دائما: "نحيي ونشكر اللقاء المشترك نحيي أنصار المشترك نحيي قادة المشترك", وقد تجاهل عامدا أو جاهلا الأحرار من أبناء الشعب اليمني سواء غير الحزبين أو الشرفاء من أحزاب أخرى, فاضطررت آسفا للانسحاب واعتقد أن غيري كثيرين.

أضف إلى ذلك تخلي المشترك عن ثورة الشباب في بداية الثورة الشبابية, وفي آخر المطاف تحركوا, وهذا ليس بجديد عليهم, فقد سبقتهم المعارضة المصرية إلى هذا الموقف. وعلى ما تقدم أثبتت المعارضة في الوطن العربي أنها لا تقود ثورات ولا تغير فسادا؛ لأنها جزء منه والتغيير المأمول هو من الشعب والشعب فقط.

العزة لليمن, والمجد للشهداء والنصر للشعب الحر.