على سفوح الحب تشرقين يا توكل
فاطمة واصل
فاطمة واصل

من هنا..... من هذه الأرض من أرض الولايات المتحدة الامريكية التي تضم كل أجناس الأرض وكل الملل ومعظم الديانات واللا ديانات تلقيت خبر تتويجك بابتسامة لا تنتهي. كان الخبر كحلم لا يصدق أو كإشراقة شمس بعد يوم مطير. أضفتِ لي كثيراً ولغيري أكثر ...... فأنا من اللحظة تلك التي تمشي بخيلاء وسعادة لأنني مسلمة كتوكل.... محجبة كتوكل.... إمرأة كتوكل، توكل اعلت من شأن النساء جميعا مهما اختلفت بنا مسالك السياسة وايديولوجيات التغيير. فالنساء حتى اليوم في نظر الرجل مخلوق ثان وكائن ضعيف ومحط سخرية وأداة للعرض والجنس والاستغلال. اعلم أن كثيرون سيسعدون وأعلم أن القليل القليل لن يكونوا كذلك فلن نأبه لهم ولن نسخر لقولهم لأن المعركة حسمت لصالح اول إمراة يمنية في التاريخ تستلم جائزة نوبل للسلام..... أول إمراة عربية مسلمة تعلو الآن مصاف أحمد زويل ونجيب محفوظ والبرادعي وغيرهم من عظماء العرب.

اليوم يهنؤك علي صالح بعد عراك معه جزيل على تنحيه والمطالبة بأبسط حقوق الشعب والتي نالت من حريتك أياما لتسكني السجون اليمنية بتهمة الدفاع عن الحقوق والحريات ولكن وفي كل الأحوال لنا ان نعتبر ذلك جرأة أدبية من صالح والتي لن تضيف إلى رصيده شيئا سوى ان نشكره لأنك وفي ظل تلك الحكومة الفاسدة نشطت يا توكل وطالبت بالحقوق ودافعت عن السلام لتعتلي إسمه وترسمي لليمن إشراقة للمستقبل.... كيف لا وأنت حفيدة أروى وبلقيس.

السؤال الذي يضع نفسه الآن وبجداره هو كيف ينظر صالح للثورة اليمنية بعد أن كرمتِ والثورة تمخر عباب القتل والدمار والفقر.... إنه سلاح سلمي آخر يقصف وجه الأفاقين المنادين بالسلام والضاربين بحرية الشعب عرض الحائط، انتصار الثورة محتوم وتكريمكِ هو أول قطرة في الغيث. 

إن ما ينمقه

علي صالح من عبارات باسم الجيش أو الشعب أو المؤتمر الشعبي العام أو حتى الرئاسة احتفالا بتكريمك وتشريفا لنجاحك الطيب ليس إلا بقايا فتات في مائدة لا تجدي شيئا ولن تغير من مجرى الثورة أبدا إلا إذا كان الواجب المهني يحتم هذا ولو كان كذلك فالشعب اليمني لم يعد يعترف بتلك الحكومة ولا تلك الرئاسة ولا أظنكِ تلك فكل ما تخلطه الحكومة من سموم أصبح معلوماً لديك ولن يزيد الماء إلا جفافاً.

حرية المرأة التي لطالما تشدق بها المتحررون والليبراليون وبعض المتفلسفون لم تكن سوى سلما يصعدون عليه لتحسين الصورة السياسية للحكومة وليست حقا يؤمنون به وإلا وجدنا الواقع شيئاً آخر. "أنت مكلف" كم تكررت وكم سمعتها وكل يوم تقال ...."انت مرة مثل اسمش" ألسن النساء بأسرهن يسمعن مثل هذا الكلام يوما يعد يوم وخاصة في اليمن؟!!" لكننا اليوم أظننا قد ظُلِّلنا بالغمام وبك يا توكل ... قلتِ للعالم أجمع بأنك أنت "المرأة" غيرت في التاريخ مجرىً وأعطيت للأنثى قدرا ينصب في أعلى المحافل الدولية.

السعادة التي تسكن القلوب ليست إلا إعرابا منك عن حبك لليمن واعترافا من العالم بأسره بأن ثورة اليمن فاقت كل توقع وستجني ثمارا أيضا لا تتوقع... من سعادتي كنت كأنني التي تنالها ولست أنتِ.....إنها جائزتي وجائزة كل النساء.

تم ذكركِ في الصحافة الامريكية  ولأكثر من مرة بالمرأة التي ترتدي الحجاب والذي أحيانا يمعنون في وصفة بالوردي الذي يحوي زهورا. أو يصفونك بالمرأة التي ترتدي ملابس واسعة وحجابا منمقا إن صحت الترجمة. مهما كان اللباس فالشخصية هي التي تهم واعتقد هذا ما توصل إليه كل العالم.

أنت يا توكل رسمت للإسلام صورة جديدة غير تلك التي تلتحم بالقاعدة. إنها فرحة كيف توصف..... لا أدري ،إنه علم لم تسعه أرض ليرفرف، إنها ثورة للحب باسم السلام..... إنها توكل.... ليرعاك الله.


في السبت 08 أكتوبر-تشرين الأول 2011 02:53:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=11880