اللاعبون على الحبال المشتعلة !!
بقلم/ نبيلة الوليدي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 27 يوماً
السبت 17 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:29 م

ترى هل هو الهدوء الكاذب الذي يؤذن بانفجار وشيك؟

الجميع يراقب بتوجس,ويتحرك بحذر,ومروجي الشائعات يمارسون هوايتهم المفضلة ويتلذذون باللعب على أوتار الجميع المشدودة..والمرجفون في صفوف الثوار يبثون سموما من أنواع شتى ...

وبعض أذناب النظام البائد سارعوا لارتداء أقنعة تليق بالحفلة التنكرية

القائمة في أروقة السادة الجدد..واللاعبون بالأوراق تحت الطاولات ارتبكوا ومازالوا يتساءلون بحيرة: أيّ الأوراق ينبغي إبرازها في هذه المرحلة؟!

والمدهش والمثير لمزيد من علامات التعجب في أذهان المتابعين للمشهد السياسي ,هو اليقظة المفاجئة للأمميين وتسارعهم وتداعيهم لحسم الموقف في اليمن بعدما ظننا لزمن أنهم لا يأبهون لشئننا ,وبأن مصيرنا لا يعني لهم شيئا !!

الجميع يدرك مدى التعقيد للمشهد في اليمن ,والمبادرة التي يثيرون حولها كل هذه الجلبة ليست سوى أحبولة شيطانية يراد بها شنق "س" و"ص" من أرقام اللعبة على المسرح اليمني "نظام ومعارضة وثوار"

وهي بالتأكيد ليست طوق النجاة لهذا الوطن النازف بالجراح ,الناضح بالألم المستقر في ذاكرة شعبه منذ عقود...

لماذا لا يراد السيادة لهذا الوطن العريق ,ولماذا لا يراد لأبنائه العيش بكرامة ؟؟ أسئلة تكلفة إجاباتها باهظة ..!!

توجهت بسؤال لإحدى الأخوات الناشطات قلت لها :باعتقادك لماذا كل هذا الاهتمام العالمي والعناية البالغة والتصعيد الإعلامي وتسليط الضوء على الثورة السورية؟!!

أجابت بحماس : طبيعي هناك ظلم..قهر..ديكتاتورية..وو..والعالم المتقدم لم يعد يسكت عن هكذا انتهاكات !

قلت لها : هل تظنين أن العالم... بهذ النبل ؟!

كم هو تفكير ساذج وطفولي أن نظن بأن العالم حقا بهذا النبل ,وبأن هناك ثمة ضمير عالمي !!

لماذا لا نتساءل عن سبب خفت الأضواء وانطفائها حول حركة"احتلوا وول ستريت" ؟!!

فجأة صمت الكل ..!!

صمت إعلامهم "الحر المحايد.." ووئد القضية بإيعاز من أساطين المادة الذي يستعبدون البشرية بالقوة الناعمة في عالم انسلخ من أبسط معاني الإنسانية ..فلماذا صمت إعلامنا؟!

نحن الشعوب المطحونة تحت وطأة الأنظمة المتسلطة ,المستبدة ,الظالمة؟؟!

الإجابة ببساطة : لأنا نريد هذا الأفيون كيلا تعلو كلفة حريتنا ..

نريد التصديق بأن ثمة ضمير عالمي ,وأنه ثمة ديمقراطية حقه وعدالة عالمية صادقة ,نريد التصديق بأن ديمقراطيتهم المخادعة والتي تتسع وتضيق وتتمدد وتنكمش وتتلون تبعا لمصالحهم هي طوق النجاة لنا !!

لا نريد أن نفتح آذان قلوبنا لنسمع صوت الفطرة الصادقة ينادينا: لا تشرقوا ولا تغربوا فأنتم أمة وسطا..

أيها الأحرار فليسكر من يريد بهذا الأفيون وليطرق من يريد أبواب الشرق والغرب وليلهب اللاعبون على الحبال المشتعلة أوراقهم ..أما أنتم فارفعوا رؤوسكم نحو السماء ,وثبتوا أقدامكم على أرضية ساحات الإباء ,فأنتم بثباتكم وإيمانكم ستشكلون الرقم الصعب الذي سيفشل مكر الماكرين ويبطل كيد الخائنين ,ولئن اجتمعت الإنس والجن على أن يضروكم بشيء فلن يضروكم إلا بشيء قد كتبه الله عليكم..ولينصرن الله من ينصره..وعد محقق.

ولو صدقوا وما في الأرض ماء

لأجرينا السماء لهم عيونا