|
هل يتمكن احمد علي عبد الله صالح من استعادة حكم والده انطلاقا من تعز..؟
أم أن التاريخ لا يعيد نفسه إلى بصورة ملهاه !!!
فقد تمكن أحمد حميد الدين من استعادة حكم أبوه على صنعاء من يد عبد الله الوزير وحركة الأحرار الدستوريين في غضون شهر فقط عام 1948م بعد أن قام بالتحرك انطلاقا من تعز إلى الحديدة ومنها إلى حجة بالمناسبة عبد الله الوزير بالنسبة للإمام والمليك يحي حميد الدين يماثل تماماً وجود ودور على محسن الأحمر بالنسبة لعلي عبد الله صالح.
وتمكن الأمام والمليك أحمد بن يحي حميد الدين من استرداد حكمة هو بنفسه بعد أن وقع تنازل مشرف نسبياً عنه في تعز عام 1955م لأخيه السيف عبد الله وذلك بفضل تضحيات بلك مسلم " كتيبة عسكرية نظامية كانت تحرس مداخل قصر صالة الخارجية " حيث كان (ألبُلك) شديد الولاء للإمام والمليك أحمد بمساعدة بطارية مدفعية كانت مرابطة في قلعة القاهرة يقودها ضابط يلقب با "المحجاني" وهو من حاشد وقد لعب دور بارز في ضم كثير من بطون حاشد للقتال في صفوف القوات الملكية أبان حر 1962- 1968م
تعز إذاً هي المقر الثاني للحكم في اليمن بل وهي عنصر الضمان والتوازن بالغ التأثير على وضع العاصمة صنعاء وتعز هي من وفرت للإمام احمد فرصة التفكير الإستراتيجي في تحديد شكل مخاض انتقال السلطة إلية من بعد والده ولست أوافق البعض على مقولة أن عدن تقدر على خطف هذا الدور من تعز....بل يمكنها أن تكمله كما أعتقد.
لا تمثل حالة احمد علي عبد الله صالح سابقة أولى بالتاريخ اليمني فقد حصلت أكثر من مرة عندما يشتد الصراع على العاصمة صنعاء بين أطراف مستحكمة وقوية ويبدو فيها النصر بعيد المنال يفكر طرف من الأطراف باللجوء إلى مناطق جنوب العاصمة فقد لجأ المكرم الصليحي وزوجته أروى بنت أحمد إلى جبلة ولجأ احمد حميد الدين إلى تعز...!!
واجه وما يزال يواجه حكم علي عبد الله صالح انتفاضة شعبية غير مسبوقة في تاريخ اليمن هي الأوسع انتشاراً الأكثر والأكبر والأعمق في كل المجتمع اليمني ، انتفاضة مدنية ريفية ، شبابية ، رجالية ، ونسائية ، وحتى أطفال بل حتى ذوي الاحتياجات الخاصة انتفضوا ضد حكم هو الأطول ولأوسع انتشاراً في تاريخ اليمن المعاصر(الجمهوري) لذلك هو مترنح ومهدد بالسقوط الوشيك وأن كان قد أظهر مقاومة عنيده لكل أسباب السقوط حتى الآن غير أنه فقد الكثير الكثير من أسباب ومسببات وقوفه بل وقطعت معظم جذوره بفعل الانتفاضة (الثورة) ومحتطبين مهره هذه هي الحقيقة في اعتقادي.
بعض من صور الملهاة (الصالحية ، السعودية).
خروج تعز قبل صنعاء من سلطة على عبد الله صالح ، على نحو مفاجئ وغير متوقع بالمطلق ...علي عبد الله صالح من يمسك بل من عض بالنواجذ على موضوع (الشرعية الدستورية ) حتى توقيع ألمعاهده في البلاط الملكي السعودي (العاصمة السياسية) بحسب إفادة صالح نفسه ولم يكن علي محسن الأحمر الذي يمسك بموقف الشرعية الدستورية وهو افتراضيا في موقف عبد الله الوزير بل ذهب الرجل إلى ما هو أحدث وابعد "الدولة المدنية الديمقراطية"
تعرض الرئيس علي عبد الله صالح لمحاولة اغتيال أخطر وأعنف بكثير من محاولة اغتيال الإمام والمليك يحي حميد الدين ولكنه لم يمت سوى 15 يوم وعاد إلى لعب دور ما بعد مماته بينما الأخير لم يسعفه باقي الرصيد الصحي ولم تتدخل كفاءة الإنقاذ السعودي لصالحة مثل ما حصل بنقل (صالح) وزملائه إلى مشفى قاعدة الرياض الجوية !!! حيث توفي الأمام يحي على الفور وعمرة يساوي عمر المليك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اليوم
لم يعد بوسع احد من طرفي الصراع تجييش قوات قبلية من بكيل وحاشد وحجور الشام وصعده كافية لحسم الأمر في صنعاء لأن كل هذه المناطق تعيش مخاض ظهور سلطة مختلفة تماماً (الحوثيين الهاشميين) فوق أن هناك العديد من الانقسامات أهمها انقسام حاشد الحاد – وأخطر من ذلك واهم أن يد السعوديين طولى بين قبائل شمال الشمال لأن الوجود والدور السعودي في قلب وعقل الملهاة والمأساة اليمنية من زماااااااااان طويل وليس من ألآن كما يعتقد البعض !!!!
كان عبد العزيز آل سعود احد الداعمين الرئيسين لمعارضة الأمام يحي بجانب قيادة القاعدة الاستعمارية البريطانية في عدن بالرغم من وجود معاهدة حسن جوار وعدم اعتداء الطائف 1934م بينة وبين الإمام والمليك يحي حميد الدين وبصورة خاصة دعمه لجماعة الأمر بالمعروف في صنعاء بزعامة المطاع وبصورة أخص العلاقة السرية بين آل سعود وبين عبد الله الوزير وفي اللحظات الحاسمة انقلب الموقف السعودي رأسا على عقب إلى دعم السيف أحمد بن يحي حميد الدين ضد معارضة أبية عبر مرسال خاص هو تاجر من تهامة وهو ناقل رسالة الولاء الأولى من الأمام احمد إلى المليك عبد العزيز
وفي 1955م وصل الأمير فهد بن عبد العزيز إلى تعز عبر البر بصحبة محمد البدر من طريق الحديدة اليوم الثاني لانتصار الإمام احمد على "شلة الصنوان عبد الله والعباس " حيث أمر أحمد بان يحجز للأمير فهد غرفة في قصر صالة مطلة على ساحة الإعدام ليرى بأم عينة مصير من خانوا الأمام مع القصر الملكي السعودي بحسب اعتقاد الأمام نفسه كل شيء في الحوار الشيق الذي دار بين الأمام والمليك أحمد وبين الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود يكشف ذلك بوضوح شديد.
ساند آل سعود المعسكر الملكي بالتحالف مع كل شياطين الأرض " بريطانيين ، إيرانيين ، إسرائيليين ، أردنيين ، مرتزقة ..ألخ ضد ثوار سبتمبر وأكتوبر حتى تمكنوا من إيجاد خروق مهمة في الصف الجمهوري لصالحهم(حلفاء ، عملاء ) وحين كاد الملكيين ان يسقطوا صنعاء في حصار السبعين 1967م سحبوا دعمهم من تحت أقدام الملكيين فانهار الحصار وتحول القتال داخل صفوف القوات الجمهورية مباشرة واليد السعودية موجودة.. على الدوام والعدو هذه المرة اليساريين القومي والماركسي ومعهم البعث.
دعم السعوديين وصول صالح للسلطة بتنسيق يعود إلى آخر مقابلة سيئة و(مهينة) بحق الرئيس ألحمدي بالرياض حيث كان الرائد(صالح) قائداً للواء تعز والأستاذ / محمد سالم باسندوه ضمن الوفد التعيس ، ثم تمرد عليهم نسبياً بالتفاهم مع صدام حسين ، ثم عاقبوه وعاقبوا الشعب اليمني معه دفعه واحدة بعد غزو العراق للكويت والأسباب كثيرة منها قرار انضمامه إلى مجلس التعاون العربي بزعامة صدام حسين ، والدخول في موضوع توحيد شطري اليمن وتأسيس " ألجمهورية اليمنية" دون إذن سعودي ثم أنة قد تمرد على السعوديين بمشاركة الشيخ عبد الله وتجمع الإصلاح حين رفضوا وقف القتال في 1994م عند أبواب مدينتي عدن والمكلاّ لإفساح المجال لدور خليجي للتدخل والهدف كان من جانبهم هو إعادة الأمور إلى ما قبل 1990م بحسب فقهاء السياسة في صنعاء في قيادة تحالف 7/7/1994م.
ثمة دلائل كثيرة وتصريحات خاصة تشير إلى أن أزمة وحرب صيف 1994م كانت تنفيذاً لخطة سعودية واحدة من جزأين وهي من إعداد"اللجنة الخاصة " وعليها توقيع سلطان بن عبد العزيز الجزء الأول فيها سلم للجانب الشمالي وبالتحديد للسيد حيدر العطاس ويقضي هدفه الإستراتيجي بسحب الحزب من مشروع الجمهورية اليمنية والعودة إلى الجنوب والجزء الثاني سلم للقيادة الشمالية وللجهاديين الإسلاميين على وجه التحديد مدنين وعسكرين وعلى رأسهم عبد المجيد الزنداني ومحمد إسماعيل القاضي والشيخ عبد الله الأحمر وعلي محسن الأحمر ويقضي بإخراج الحزب الاشتراكي اليمني من الحكم نهائياً بالعمل العسكري...
شن السعوديين على نظام 7/7 /1994م الخارج على بيت الطاعة حرب اقتصادية ممنهجه ركز جلها على قيمة الريال اليمني ، وأمنية من اختطاف أجانب إلى تفجير أنابيب بترول إلى حروب ونزاعات قبلية ، وسياسية من خلال تقديم دعم غير مسبوق للتيار السلفي الوهابي وإغلاق كامل المنافذ الإقليمية والدولية واجتماعية من خلال تسهيل شحاتة اليمنيين بالمدن السعودية وإساءة معاملة المغتربين والحجاج اليمنيين ، وثقافية / من خلال تشجيع تجارة مخطوطات واسعة النطاق تم من خلالها تحميل آلاف من الناقلات الكبيرة بالمصاحف والمخطوطات اليمنية على كل الصعد بما في ذلك شقشقة صفوف التحالف حتى أجبرتهم على المجيء لتسليم نتائج انتصارهم على الحزب الاشتراكي اليمني وهم صاغرين وذلك بتوقيع معاهدة جدة 2000م المشتملة على تنازلات فادحة وكأن تحالف 7/7/ قد هزم على مشارف صعده أمام الجيش السعودي أو أن قوات المملكة كانت تحاصر العاصمة صنعاء ذاتها وقد كان الطعم الذي أبتلعه القوم وعود عرقوبية فردية وجماعية وعلى كل المستويات والصعد وبالتحليل الأخير اليست المبادرة الخليجية سعودية الأصل والفصل والغاية
إذاً قد تطور الأمر كثيراً ونحن أمام تطور لا فت في الموقف السعودي فلم تعد أمور اليمني تدبر بليل فا لأول مرة في تاريخ العلاقة بين اليمن والسعودية تمارس الرياض (العاصمة السياسية) لليمن !! سيادتها ودورها على اليمن تحت سمع وبصر العالم ذلك ما كشفته واقعة توقيع (صالح) على تنحية في البلاط الملكي السعودي ..!! أكتفي بهذا القدر من صور الملهاة تاركاً للقارئ الكريم حق مراجعة وتقييم طبيعة الدور السعودي خلال سنوات الحرب في صعده وتحرك الحراك الجنوبي وصولاً إلى ثورة 11 فبراير 2011م وهي مواضيع ما تزال حية في رؤوس الناس وتحتاج إلى معالجة خاصة.
10تساؤلات تمليها الضرورة برهن قائد الحرس الجمهوري
البحر من أمامه والأعداء من خلفه !!!
1- كيف سيتصرف قائد الجرس الجمهوري في موضوع العلاقات بالغة التعقيد والمرارة مع آل سعود ؟؟
2- وهل سيتحصل قائد الحرس على دعم سعودي متكامل ومستمر في حال قرر التحرك العسكري الشامل ضد خصومة؟؟
3- هل من طريق أمامه كما يبدوا لي سوى تحقيق انتصارات عسكرية وفرض سيطرة على الأرض ثم التفاوض ؟؟
4- هل وضع الانتشار الراهن لقوات الحرس الجمهوري مناسب ولدية القدرة على الصمود والمواجهة لفترة أطول ؟؟
5- هل ذهاب احمد علي إلى قيادة المنطقة الجنوبية تساوي تحرك الأمام أحمد إلى حجة في الشمال لاستعادة حكم والده من الناحية الرمزية على الأقل.؟؟؟
6- هل هجومه الشرس على تعز هو جزء من مخطط عام ؟؟ أم أنة مجرد عقاب جماعي لكتلة سكانية هائلة كانت مسالمة ومهادنة ووديعة ردحاً من الزمن وفجأة أصبحت جحيم لا يطاق على والده وعليه ؟؟
7- هل سيتمكن في المنطقتين الوسطى والجنوبية من تجاوز الحراك الجنوبي وثورة تعز وأب لترسيخ الأرض التي يقف عليها ويبني من فوقها موقفه السياسي الجديد ..؟؟
8- هل سيتمكن من المحافظة على عدن ومناطق البترول في مأرب ، وشبوة ، وحضرموت وموانئ التصدير بحكم امتلاك قواته لغطاء جوي ما يزال يمثل قوة ردع عالية الفعالية بالذات في حماية مواقع معسكرات الحرس الجمهوري؟؟؟
9- هل سيكتفي أم أنة سيتحرك ليهاجم علي محسن وآل الأحمر في صنعاء لاستعادتها بقوات الحرس الجمهوري بعد إعادة ترتيب صفوفها وبقوات موالية من قبائل المناطق الوسطى ومحافظة ذمار وبجموع من المؤمنين (أهل السنة) بحقه كولي أمر غلب على أمرة وفي رقابهم له بيعة !!! ؟؟
- أم أنة قد قرر الرحيل نهائياً عن صنعاء بعد أن تقطعت به السبل ووالده والتخلي عنها وتركها لخصومة يواجهون غريمهم المشترك (الحوثيين الهاشميين)
10- هل لدى الرجل فسحة كافية من الوقت ليتمكن من إعادة تجميع قواته في (المنطقة الجنوبية ) والانتظار حتى يرى ما الذي سيحدث في صنعاء بعد خروجه وإنسحابة من شمال وجنوب العاصمة نحو الوسط والجنوب؟؟؟
- سبرت وإلى ركوب البحر نحو مدن الخليج العربي كما فعل قادة الحزب الاشتراكي
في السبت 03 ديسمبر-كانون الأول 2011 11:20:16 م