آخر الاخبار

مؤسسة أمريكية توبخ الأمم المتحدة وتطالبها بالتوقف دورها كرهينة طوعية للحوثيين في اليمن وتدعو لنقل مقراتها من صنعاء الحوثيون يسخرون من حادثة اصطدام حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر المتوسط ... الشركة اليمنية للغاز تكذب صحيفة الأيام وتؤكد رفع دعوى قضائية ضدها ... وتفند أشاعات تحويل 300 مليون ريال لأعمال تخريب عدن تعرف على النجم الرياضي الأعلى دخلا في العالم للعام في قائمة لا تضم أي رياضية لماذا تم.إيقاف سلوت مدرب ليفربول بعد طرده أمام إيفرتون؟ مبابي سيعود لتشكيلة فرنسا للمواجهة في دور الثمانية الصين لم تعد الأكبر بعدد السكان في العالم لماذا يهرب الشباب من الزواج في الصين بنسب مهولة؟ هل تنجح الرياض بعقد قمة بين موسكو وواشنطن... السعودية ترحب بعقد قمة بين ترامب وبوتين في المملكة في وطن تطحنه الحرب ويسحقه الانهيار الاقتصادي .. الفريق القانوني يزف خبر الانتهاء من مراجعة مسودة القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي

العولمة تغزو بيوت البدو
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 15 سبتمبر-أيلول 2008 02:24 م

صحراء النفود السعودية.. الشاهد الأكبر على الانتقال من قسوة البداوة إلى رفاهية المدن

كان للبدو في الجزيرة العربية، نقطة تحول في حياتهم، مع توفر وسائل التقنية التي من السهل نقلها من مكان إلى آخر

بطل المسلسل الرمضاني «بيني وبينك» مناحي مطلق (فايز المالكي) المُتابع في السعودية بمستوى مُنقطُع النظير لم يأت بجديد، وهو ينقل أفراد قبيلته من قساوة الصحراء، إلى حياة تشوبها الرفاهية، التي من الممكن أن تخفف عنهم شدة الحياة الصحراوية في الجزيرة العربية. ولم يجل في خاطر البدو الرُحل في السعودية، من قاطني صحراء النفود الكُبرى في البلاد، التي تُعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، أن يأتي زمنٌ يكونون فيه، على مقرُبة مما يُسمى «العولمة»، التي كانت سبباً في تحويل منازلهم التي تُحاك من أصواف الحيوانات، وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، إلى أماكن لا ينقصها عن المدينة التي تعُج بالرفاهية بكافة أشكالها أدنى شيء.

مطلع العقد الحالي، كان للبدو في الجزيرة العربية، نقطة تحول في حياتهم، مع توفر وسائل التقنية التي من السهل نقلها من مكان إلى آخر، إلى أن بلغ الأمر، ان دُعيت من أحد قاطني تلك الصحارى، لن تشعُر بالفرق في حياتهم عن حياتك التي تعيشها في المدن العصرية، إلا في إحساسك بالهدوء التام، حال خروجك من ازدحامات المدن. فمن السهل جداً أن تقوم بزيارة أي منهم، وأنت تنعم بكافة وسائل الرفاهية، سواءً من حيث توفر «الستلايت»، أو من حيث توفر البيوت المتكاملة المتنقلة، التي يتم تجهيزها عبر متخصصين، والتي تحوي بدورها «غُرف نوم، ومطابخ، وصالونات، ودورات مياه»، مثلها مثل أي منزل داخل أي مدينة على وجه المعمورة، وهو ما انتشر في السعودية والخليج خلال الحقبة الأخيرة من الزمن، وإن كانت هذه المنازل المتنقلة لا تزال عند فئة محدودة جدا، إلا أنها بدأت في الانتشار بشكل أكبر من الفترة الماضية.

في السابق، كانت حياة البدو في السعودية والخليج، ترتكز فقط على الرعي خلف قطيع الأغنام، والبحث عما يُسمى بلغتهم «مراتع» لمواشيهم، التي قد تصل اهميتها لديهم اهمية الأبناء، إلا أن ما طرأ على حياتهم حالياً، اختلف كثيراً عن ذاك الوضع، فالقنوات الفضائية الإخبارية، والشعرية، والأخرى على كافة اهتماماتها، وجدت في نفوس بدو الجزيرة العربية، اهتماما قد يُساوي اهتمام أبناء المدن ممن يُسمون في البلاد «الحضر».

الإشارات الأخرى التي تدل على تقبل البدوي البسيط في السعودية لحياة العولمة، إن جاز التعبير، هي لجوؤهم إلى استخدام وسائل اتصال قد تكون حربيةً نوعاً ما، في التعامل مع رعاة أغناهم من الأجانب، وهي استخدامهم لأجهزة لاسلكية، يُهدف من خلالها معرفة موقع قطيع الأغنام، وهو ما يُعرف في السعودية بأجهزة «الكينويد»، إضافةً إلى الهواتف الجوالة التي يحملونها أينما ذهبوا.

جلسات السمر الخاصة بالبدو الرُحل في الخليج، والسعودية على وجه التحديد، باتت تختلف عن الزمن السابق، الذي كانت فيه تلك الجلسات، لا تُحيى إلا بالشعر النبطي، والآلات الموسيقية الخاصة بهم، كـ«الربابة»، باتت على اختلاف جذري تام هذا الزمن، الذي تحولت فيه تلك الجلسات من جلسات شعر، إلى جلسات فضائية، إن جاز التعبير، عقب دخول ما يُسمى «العولمة» الى حياتهم بطريقة لم يُخطط لها من قبل، إلى أن بلغ الأمر في ما بينهم، الى التنافس من حيث الفضائيات التي تخرج لهم عبر تلفاز «بيت الشعر» البسيط.

صحراء النفود الكبرى، تُعدُ من الصحارى الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأشدها وعورة، وهي التي تمتد ما بين منطقة حائل شمال السعودية، ومنطقة الجوف، والحدود الشمالية، ومنطقة تبوك، وتقطنها أعداد كبيرة من البدو الرحل، منذ أمدٍ بعيد، ويعتبرونها موطنهم الأصلي، ويعتمدون في حياتهم على تربية المواشي من الإبل والأغنام.

* الشرق الأوسط