حيث الإنسان يوجه الأنظار عشية عيد الأم العالمي إلى نموذج فريد لنضال الأم اليمنية وكيف أحدث المشروع المستدام في حياة بائعة العطور
بشرى جديدة لمرضى السكري.. إليكم بديل الحلويات
رونالدو: البرتغال تعيش لحظة توتر قبل مواجهة الدنمرك بدوري الأمم
وفاة أسطورة الملاكمة الأميركية
بيان عاجل من حركة حماس للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بخصوص الجرائم الإسرائيلية في القطاع
عاجل: غارات امريكية تستهدف مواقع الحوثيين في مأرب والجوف
السفارة الأمريكية بإسرائيل توجه تحذيرا خاصا لرعاياها
تقرير: الحوثيون يرتكبون 1900 انتهاك بحق الصحفيين في اليمن وحجبوا مئات المواقع الإلكترونية
تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
عاجل: غارات عنيفة على مطار الحديدة
سألوني مراراً إن كنتُ ألمّح في عنوان كتابي: "جوهرة في يد فحّام" إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وكنت أجيب دائماً بأن العنوان هو جزء من عبارة عبدالعزيز الثعالبي الزعيم الديني والسياسي التونسي قالها عن اليمن، لكن هذا لا يعني أن اليمن ليست جوهرة ولا أن الرئيس اليمني لم يكن فحّاماً، وإن لم يكن هو الفحام الوحيد، وهو يحكم اليمن منذ أربعة عقود. المفارقة أن فكرة "الفحم والتفحم" ارتبطت باليمن، حتى إن الرئيس نفسه احترق، ومن دون شماتة فقد بدا قبل أمس متفحّماً، وكأن "التفحم" قدر اليمن واليمنيين، وربما احترق بعض الفحّامين بفحمهم!
أتعاطف مع الرئيس إنسانياً، وقد كان منظره يؤكد حجم الإصابات البالغة التي اقتضت ثمان عمليات تجميل، لكنه بات أشبه بما حدث مع الشاعر اليمني الشهير عبدالله البردوني، عندما شارك في مهرجان أدبي عربي، فسألوه عن وضع اليمن فقال: انظروا إلى شكلي لتعرفوا حال اليمن، وكان رحمه الله غائر العينين، مصابا بالجدري، وكان منظر الرئيس يذكر بقصة البردوني.
حال اليمن لا يسر، وهو بلاداً وشعباً وثقافة وعراقة يستحق أفضل بمراحل من هذا الواقع المؤلم، وتكالب الحمولة السلبية للقبيلة والفساد والفقر، يرسخ واقع كونه جوهرة في يد فحّام!
الخطابات التي ألقاها الرئيس اليمني خلال هذه السنة كثيرة جداً، بعضها ينقض البعض الآخر، خطابه أول من أمس جاء هزيلاً لأنه خطاب من دون سلطة، فالفعل اليمني الآن يتحرك من خلال أجواء التأزم الذي ساهم به الرئيس، ولن يتمكن اليمنيون من إجراء حوارات حقيقية حول مستقبلهم الذي يريدون مع تشبث كل ذي رأي برأيه، وكل ذي سلطة بسلطته!
كان عالم الآثار المصري: أحمد فخري، يتحدث إلى أحمد الشامي كما يروي الأخير في كتابه "رياح التغيير في اليمن"، فيقول له: "يا سيد أحمد كل شيء عندكم يحتاج إلى إصلاح، اليمن تعبانة". إنها بالفعل "تعبانة" تحتاج إلى نظام سياسي يمنحها الديموقراطية والعدالة، ليخرجها من أدواء التناحر القبلي، والفساد المالي، والعراك الدموي، والتقهقر التنموي، إن اليمن تعبت طويلاً وآن أوان راحتها.
قال أبو عبدالله غفر الله له: الجوهرة اليمنية يمكن للنظام السياسي التوافقي ولحكومة وفاق وطني، أن تمسح التفحم عنها، ويحتاج صقلها وإعادة لمعانها التاريخي إلى وقت، فاليمن بئر الآثار وعبق التاريخ تحتاج إلى سنواتٍ طويلةٍ من التغيير المستمر والإصلاح الدائم.. أيها اليمنيون إن الجوهرة التي بيد الفحّامين عصية على الكسر.. ونبذ الفرقة والشتات والبدء بمشاريع الحوار والمصالحة بوابة الدخول نحو مستقبل يمني عظيم!
*عن جريدة "الوطن" السعودية.