|
يمكن وصف رضية المتوكل، بالمقاتلة الحوثية البارعة. مقاتلة مخلصة مشبعة بروح الولاء، تخدم مليشيا الإنقلاب، كأفضل ما يمكن أن يفعله أي عضو مطيع للسيد، ولمشروعه الطائفي السلالي.
هي كما هؤلاء الذين يقاتلون في الجبهات، يستميتون في نصرة مليشيا طائفية وعنصرية إجرامية حتى لو أفنوا حياتهم، المهم تبنى حياة السيد، زعيم الجماعة المعجونة بالجريمة.
الفارق أن الناشطة، تستبسل، بطريقة "ناعمة" وتقاتل بشكل آخر من أجل تمكين أبناء عمومتها، الذين سيحتفظون لها لاشك بقسم من الغنيمة!
قبل أسبوعين كانت رضية قد أعدت نفسها جيداً للحديث في ندوة جرى الترتيب لها مع معهد الشؤون الإنسانية الدولية، ومنظمة اوبن فوكس الامريكية.
كان المكان المقرر لإحياء الندوة هو كلية القانون بجامعة فوردهام بنيويورك.
عندما علم عديد ناشطين يمنيين وأبناء الجالية اليمنية بأمر الندوة هناك اتصلوا بالجامعة للإحتجاج وأبلغوها امتعاضهم من استضافة "متحدثين يمثلون طرف الإنقلاب" ولوحوا بالحضور بأعداد غفيرة، فألغيت الفعالية.
لكن رضية وشبكة التنسيق المتغلغلة مع المنظمة، لجأوا الى حيلة ملعوبة بذكاء: لم تعلن الجامعة عن الفعالية، وحصرت في البدء حق الحضور لطلابها ، ثم تحوط المنضمون لأي حضور يمني، بمنع أي نقاشات والأكتفاء بتقديم أي أسئلة مكتوبة !
لذلك أقيمت الفعالية مساء أمس الأول في نفس المكان.
ما هو مصدر دعم رضية كي تتحدى بهذه الصورة ومن أين أكتسبت كل هذه القوة والنفوذ لتضع جامعة في موقف حرج للغاية ؟
في الواقع هذه ليست مبادرة وجهد شخصي لرضية ومرافقها، بل فعالية في إطار برنامج وضعه داعمون دوليون للناشطة الموجودة في أمريكا.
هي وصلت إلى هناك لأ نها في مهمة مسنودة من "شبكة حقوقية" مؤثرة في المنظمات الدولية وهي مكلفة لتقديم بعض العروض "الحقوقية"، لإيصال صوت المليشيا للعالم، وتقديم صورة مضللة، باسم منظمة مدنية تدعى "مواطنة".
سيرة هذه المنظمة تصلح أمثولة للتدليل على أنها ليست سوى يافطة لتشبيك واسع ومؤثر للوبيات مسيسة، وبعضها يستخدم كعصا في العلاقات الدولية لمزيد من الإبتزاز وفرض المزيد من الصفقات. تحديداً تلك المنظمات الناشطة ضد السعودية التي تستخدم الملف الإنساني بصورة إنتقائية لخدمة مصالح دول كبرى .
يوحي اسم "مواطنة" بمنظمة تسعى للتوعية بمفاهيم المواطنة المتساوية، وقيم الحرية والتمدن، لكنها كما تقاريرها التي تزعم الحياد لا علاقة لها بأي من ذلك.
بل هي على النقيض من ذلك تماماً، إذ تعمل كقفاز مدني تستخدمه المليشيا العنصرية، لخداع العالم .
كانت منظمة "مواطنة"، قبل 3 سنوات عبارة عن شنطة، يتأبطها عبدالرشيد الفقيه، زوج رضية، قبل أن تصعد المنظمة، في فترة قياسية، كصاروخ نفاث.
في زمن الحرب حيث عصفت المليشيا بكل أشكال العمل السياسي والمدني، باتت "مواطنة" المنظمة الأكثر "تأثيراً" و"إعتباراً" لدى المنظمات الدولية، وحظيت بدعم الأمم المتحدة، ويجري إستضافتها في مؤسسات سياسية أمريكية، كما حدث في الكونجرس قبل حوالي شهر!
حدث هذا الصعود الكبير، للمنظمة، في وقت أصبحت كل منظمات المجتمع المدني في صنعاء مغلقة ومعظم، إن لم يكن جميع الناشطين إما فارين أو مختطفين أو نازحين خارج البلاد!
لم يتبق سوى القفازات "المدنية" للمليشيا، وهناك عدد كبير منها نشط من وقت مبكر، مملوكة لناشطين من أسر هاشمية، قسم منها تأسس كذراع للمليشيا مع بدء الجولة الأولى من حرب صعدة.
لكن هذه المرحلة الدامية التي تبسط فيها مليشيا الحوثي وصالح سيطرتها على قسم كبير من المحافظات الشمالية وجرفت كل شيئ في طريقها، هي نفسها المرحلة الذهبية لمنظمة ناشئة، لم تكن أكثر من إسم تحت التأسيس، وربما حصلت على رخصة العمل عقب الإنقلاب !
تلعب المنظمة على وتر الحياد، الحياد باعتباره الطريقة المثلى لتقديم ما يجري في اليمن كصراع بين طرفين يستخدمان السلاح لإلحاق الأذى باليمنيين، مع تركيز جوهري على "جرائم العدوان "!
لكنه حياد زائف سرعان ما يسقط على الأرض وتبدو رضية، عبدالملك الحوثي آخر، فقط يتحدث الإنجليزية ويخاطب الكونجرس الأمريكي، ولديها عكفي يدعى عبدالرشيد الفقيه!
في تقرير سابق، للمنظمة عن الإنتهاكات في اليمن أثناء الحرب، شككت في صحة اتهامات لمليشيا الحوثي وصالح بشأن مجزرة مروعة في تعز نجمت عن صاروخ كاتيوشا أطلقته المليشيا من أماكن تمركزها في طراف المدينة.
سقط هذا الصاورخ في سوق مكتظ بالسكان بمحاذاة جبل صبر، نهاية الطرف الجنوبي من المدينة، وقتل وجرح العشرات.
لم تشكك المنظمة فحسب في مصدر الهجوم، بل كانت تقوم بإعادة رواية مليشيا الحوثي وصالح للجريمة وتوجه أصابع الاتهام ضمنياً لقوات الجيش الوطني والمقاومة!
كانت رواية مبتذلة ومتهافتة لا تشير إلى افتقاد المنظمة للحد الأدنى من الحياد الشكلي، بل تجعلها غريماً لتعز وللجيش الوطني، وسنداً رئيسياً للإنقلاب، كما سترد واحدة من فلتات زوج الهانم، حامل الشنطة السابق ونائب رئيس المنظمة !
هذه المرة طورت رضية وسائلها للوصول إلى هدفها.
عرضت في فعالية نيويورك التي علم بها ناشطون يمنيون قبل بدئها بـ 3 ساعات، مقطعين فيديو لواقعتي قصف سقط فيها مدنيون بتعز.
حتى ترتيب العرض يظهر تحيزات المنظمة وتكشف حقيقتها كوسيلة تضليل عابرة للحدود.
بحسب ناشطين حضروا الفعالية، بدأت رضية بعرض مقطع فيديو يظهر تعرض شاب للإصابة بسبب هجوم "عشوائي" للمقاومة في منطقة تسيطر عليها مليشيا الحوثي بتعز.
أما المقطع الثاني فيظهر واقعة إستشهاد طفل جراء قصف عشوائي لمليشيا الحوثي على المدينة !
هذا الترتيب ذو مغزى خطر للغاية، فهو يبدو كما لوكان يقدم قصة: المشهد الأول: قصف عشوائي من قبل المقاومة يواجهه قصف عشوائي من الحوثيين في المشهد الثاني. في النهاية هناك فعل وهناك رد فعل و"الجميع " يقصف المدنيين عشوائياً!
هذا التحيز، يظهر تعاطفاً ضمنياً رتب أولوية الإستعراض، فالمفترض على الأقل أن يتم ترتيب العرض وفقاً لحجم الجريمة، ففي العرض الثاني سببان يجعلان عرضه أولاً، فالضحية طفل، وقتيل أيضا، وبالنسبة لمنظمة مدنية، فإن جريمة قتل طفل جسيمة وفادحة، مقارنة باصابة شاب!
لكن هذه السقطة الفنية المهمة، ربما فاتت على السيدة رضية، "والجروشبول" عبدالرشيد، ففضحتهما بدون أي ضوضاء!
في الجزء المتعلق بالحديث، ركزت رضية على الشق الذي تلوكه وسائل إعلام الحوثي والمخلوع، وأعادت طرحه بحذافيره: الطيران السعودي يقوم بقصف وتدمير البنية التحتية للبلاد ويستهدف المدنيين. مطار صنعاء مغلق ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني. صنعاء هي تلك "التي لا يوجد فيها ماء ولاكهرباء".
هذه النقطة ستظهر طريقة تفكير رضية ولاوعيها الذي يكشف ماهي عليه حقاً في ترتيب تحيزاتها ضمن فضاء الوطن المغدور من المليشيا واتباعهاً.
قالت إن التحالف يحتجز السفن الكبيرة التي تحمل مواد إغاثية وتمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة. هذه المحافظة التي تعاني مجاعة كبيرة لم تحضر على لسان رضية إلا من زاوية أن "تحرير الميناء سيتسبب بكارثة إنسانية كبيرة"!
حضرت صنعاء في ذاكرة رضية رطبة بمطار مغلق، وحضرت كمدينة تفتقد للكهرباء والمياه، أما الحديدة فقد حضرت، باعتبارها ميناء مهدد بالتحرير ، لذلك وجب التحذير من ذلك لأنه "سيتسبب بكارثة إنسانية كبيرة".
هل اكترثت لناس الحديدة الذين يتضورون جوعاً بينما مدينتهم هي المنفذ الرئيسي لملايين من أطنان الإغاثة والمشتقات النفطية التي تستقبلها سلطات المليشيا ؟
حتى الكهرباء التي تمثل لأبناء الحديدة، ضرورة حياتية ملحة إذ سيشويهم حر الصيف كفراخ، لم ترد إلا في إطار حديث رضية عن صنعاء، صنعاء التي تمثل قلب الإنقلاب، ورأسه بكل دلالاتها الجغرافية والطائفية!
أما تعز وحصار المليشيا للمدينة وسرقة ونهب وإحتجاز مخصصاتها من الإغاثة، فلم ترد إلا باعتبارها سببا للقصف الحوثي العشوائي عليها!
بل وجب توجيه ذات الاتهام للتحالف بمحاصرة الحديدة، والحديدة هنا ليست البشر، بل الميناء ولا شيئ غيره يستحق عناية رضية وليذهب الوضع الإنساني في تعز والحديدة الى الجحيم!
هذا "الحياد" يسجل ذروة السقوط، في جزئية مهمة للغاية لعلها جزءاً رئيسياً من هدف الرحلة برمتها، فالإرهاب مادة مثيرة في أمريكا وحين تحضر ناشطة يمنية تجيد العزف على هذا الوتر ستطرب الأسماع رغم أنها لا تفعل شيئاً غير إعادة ترديد معزوفة الحوثي وصالح اليومية:
الجنوب تسيطر عليه مجموعات إرهابية، والوضع فيه غير مستقر!
قالت رضية بثقة كما لو كانت تتحدث عن علاقتها بعبد الرشيد!
بعد أن فقدت زمام لغة الحياد المفتعلة أرادت أن تصب جرعة منها بإيراد معلومات، لم تعد مثيرة ولا جديدة، فقالت إن الحوثيين يعتقلون الصحفيين والناشطين ويمنعون منظمات المجتمع المدني من العمل.
حسناً .. لقد قالت جملة مميزة أخيراً، فإذا كان الحوثيون يمنعون العمل المدني، فكيف استطاعت إعداد التقارير والنشاط من معقلهم بصنعاء؟
كيف خرجت بكل هذه السلاسة وزوجها من صنعاء، وتوجهت إلى أمريكا؟
لكن هذه الهفوة جعلتها تشعر ربما بالذنب، فطالما هناك شيئ يجري لدى الحوثيين فيجب أن يكون "الوضع هو نفسه الذي يحدث في الجنوب حيث تقوم المليشيا باعتقال الصحفيين ومنع العمل المدني"!
إمعاناً في الضغط لتحقيق الهدف، أطلقت رضية ما تعتقد أنها عبارة خالدة، "في اليمن الآن لا يوجد أبطال . كلهم مجرمون".
بمفردة " كلهم " تريد رضية غسل جرائم ممنهجة لمليشيا مقابل أخطاء على هامش معركة فرضت على الناس، وهي مدانة على أية حال ولطالما اعترف "الطرف" الآخر بها وتحمل مسؤوليتها.
في الخلاصة ما الذي تريده رضية بعد كل هذا السرد "الحوثي" المخلص وما الذي تلح عليه في هذه المهمة الضرورية ؟
هنا يتجلى الهدف من مغزى تلك المساواة المصطنعة رغم التحيزات الواضحة في الحديث والسلوك.
لذلك كانت الصورة التي رسمتها مضللة وخادعة للغاية، فقد تحدثت عن صراع بين طرفين مع إعطاء مزايا لآخر "المليشيا" بصورة واضحة، وكانت مقتضيات المهنية تفرض عليها شكلياً على الأقل تقديم صورة وتوصيف دقيق لما جرى كوقائع غير قابلة للتفسيرات.
هناك سلطة شرعية تمثل إرادة شعبية، تواجه حركة انقلابية "لطائفة" استخدمت السلاح للسيطرة على البلاد والسلطة، وهذا هو الوصف الأكثر مهنية وحيادية، فكيف إذا كان الحديث لجمهور أجنبي يود معرفة جذور المشكلة؟
لقد كان ذلك هو هدف اللف والدوران من "الحياد" منذ أول كلمة باطلة للمنظمة وصاحبتها مع "الجروشبول"!
طالبت رضية بقرار أممي جديد "يشمل كل القضايا في اليمن، ولا يقتصر على الشأن السياسي فقط، بل يجب أن يشمل الوضع الإنساني".
هذا ليس مطلباً لرضية في الواقع بل هو مطلب مليشيا الحوثي وورد مراراً على لسان صالح، فهل من المصادفة أن يرد على لسان ناشطة حقوقية "محايدة" ، استماتت لإيصال هذا الصوت؟
لكن الأمر سيتجلى أكثر على وقع إجابة "الجروشبول" عبدالرشيد، عندما سئل من أحد الحاضرين اليمنيين في حوار جانبي: لماذا تقولوا في تقاريركم، أطراف الصراع ومليشيا هادي، وكأنه رئيس عصابة وليس رئيس منتخب؟
"نحن طوينا صفحة هادي" رد عبدالرشيد.
"نحن" من هم ؟ سأله اليمني المهتم .
" نحن والفاعلين الدوليين " أجاب مساعد رئيسة المنظمة وزوجها!
لقد أصبحت منظمة " مواطنة" فاعلة جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين الكبار، فقررت طي صفحة هادي!
حتى صالح والحوثي اللذين يقاتلان في الميدان، ينوعان على جمل عديدة من المطالب، لكنهما لم يقولا عبارة بهذا الجزم الذي تتحدث به رضية وملحقاتها عن طي صفحة هادي !
هناك نقطة مهمة للغاية تسلط ضوءا كاشفاً على زوايا معتمة من علاقات المنظمة والدعم الذي يتلقاه خطابها الموجه.
فالشخص الذي أدار النقاش، إيطالي، يدعى جوليو كوبي، مدرس في نفس الجامعة، وعضو منظمة اوبن فوكس، وعمل مستشاراً لعديد منظمات تابعة للأمم المتحدة والمعهد الدولي للسلام فيما يخص الشأن اليمني.
منع جوليو الحاضرين اليمنيين من النقاش، خشية إحراج رضية وزوجها، وحدد وسيلة وحيدة لمناقشة المتحدثة الرئيسية: تقديم أسئلة مكتوبة . هذه الطريقة مكنتهم من إدارة الفعالية، بصورة تضمن إيصال رسالتهم المضللة بلا تشويش.
لكن الأمر لم يمر على الحاضرين اليمنيين.
وجه الناشط السياسي اليمني الأمريكي فضل المنتصر، أسئلة عديدة بخصوص مجاعة الحديدة وحرص الأمم المتحدة على ابقاء مينائها بيد الإنقلابيين رغم أنها لم تتمكن من مساعدة الجوعى في الحديدة نفسها على بعد كيلو مترات من شحنات الإغاثة.
وكذلك فعل حاضرون آخرون، لكن جوليو لم يقرأ أي من تلك الأسئلة، ما أثار استياءهم.
" أنت أسأت لسمعة الجامعة .. وأول مرة أشعر أني لست بأمريكا" قال فضل المنتصر للإيطالي جوليو منتقداً.
مضى وقت المحاضرة بالكامل، والحديث مخصصاً لرضية، وكان النقاش يدور بين جوليو ورئيسة منظمة "مواطنة" كما أفاد فضل.
حاول جوليو التبرير بأنه أتاح للحاضرين كتابة الأسئلة، لكن يمنياً آخر، رد عليه: أنا صورت سؤالي بالتلفون وسجلت اللقاء ولم تتطرق للسؤال على الإطلاق؟
بتعبير فضل "إرتبش الرجل" !
شعر بأن هناك من يرصد تواطؤاته المخزية.
لكن الجروشوبول عبدالرشيد، ورضية لم يشعرا بالخجل، ولن يشعرا، فقد قررا "طي صفحة هادي" ببساطة، هكذا يبدو المشهد مضحكاً بصورة سوداء.
مع ذلك فالمشكلة ليست بهذه المنظمة، فهي تقاتل في الصفوف الأمامية، للمليشيا بطريقة أخرى، في حين قاتل وزير حقوق الإنسان "المفترض" عز الدين الأصبحي، لتعيينه سفيراً على ضفاف الأطلسي في المغرب.
فعل ذلك في وقت أحوج ما تكون البلاد لوزارة تشتغل بطاقة إضافية أمام الإجرام الممنهج للمليشيا، وحس حكومي مرتفع حيال كل شيئ.
هو الآن يرقب ماذا ستفعل كتائب المليشيات "الحقوقية" في الضفة الأخرى من الأطلسي واضعاً رجلاً على رجل، يتأمل مقر مركزه الحقوقي الغافي في بلاد الثلج والزبدة، أما هادي فشخيره يصم الآذان من الرياض، منتظراً "طي صفحته" على يد رضية والجروشبول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك
في الأربعاء 26 إبريل-نيسان 2017 11:41:29 م