الريال اليمني يواصل الإنهيار بشكل غير مسبوق أمام العملات الأجنبية قضاء الولايات المتحدة يمنح تعويضات لمعتقلي أبو غريب بسبب إساءة المعاملة تصاعد الغارات على الحوثيين في 3 محافظات والمبعوث الأممي يطالب بالإفراج عن الموظفين ترامب يكشف عن مناصب جديدة في إدارته… و إيلون ماسك يقود وزارة كفاءة الحكومة الكشف عن انتهاكات جديدة للحوثيين ورفضهم إطلاق سراح المعتقلين كتائب القسام تكشف عن 10 عمليات نوعية و جديدة وغارات إسرائيلية مكثفة على شمال غزة تسفر عن 64 شهيداً كتائب القسام تكشف ما فعلته بآليات العدو الإسرائيلي وجنود كانوا على متنها صحيفة أمريكية تتحدث عن المهمة الأولى لترامب التي ستغضب الحوثيين الحوثي يغدر بـ مؤتمر صنعاء ويرفض إطلاق قياداتهم الفريق بن عزيز يوجه برفع الاستعداد القتالي لجميع منتسبي القوات المسلحة
من أبشع صور الشخصيات في تاريخ العرب، تلك الصورة التي صورت الإمام يحيى حميد الدين في حكمه وبخله من قبل مجايليه، وهو الأستاذ والثائر أحمد حسين المروني، لم نجد لها مثيلاً في التاريخ.. تأملوها جيداً!
لقد كان الإمام يحيى لا يستمع لشكوى أي مواطن مظلوم إلا إذا قدم للإمام ما يسمى بالنذر ولو ربع كيلو سمن أو كيلو عسل أو نقداً!
بل كان يتقبل زكاة الفطرة بنفسه، ويعطي صاحب الزكاة وصلا مختوماً بخاتمه. ومن فرط بخله فقد سمي فيلسوف البخلاء، ويقال عنه بأنه كان يأمر بصرف شوال من فضلات الخيل والبغال لمن يلتمس منه ذلك، بل لقد قيل بأنه كان يحرص على بيع تلك الفضلات، وكانت وزارة الخزنة في قصره، وهو وزير المال والصحة والاقتصاد والمعارف، وهو الحكومة والدولة، بل كان إذا أصيب بوعكة واعتذر عن الخروج من مقامه لمقابلة الناس وتصريف أمور الدولة تقف الحياة ويتعطل كل شيء، ولو عاش الجاحظ - رحمه الله- ورأى بخل الإمام يحيى لغفر لكل البخلاء وعكف على تدوين بخل هذا الشحيح الغريب!
كان النازحون من الأرياف والقرى النائية إلى صنعاء يلتمسون الرحمة من الإمام ليسعفهم بما يدفع عنهم غائلة الجوع ويبقي على الرمق الأخير من حياتهم، ولكنهم لم يحصلوا إلا على الموت؛ حيث كانوا يتساقطون من شدة الجوع وهم يلاحقون موكب الإمام يناشدونه الرحمة والعطف، وإسعافهم بما يحفظ أرواحهم من الهلاك، وكانت مخازن الحبوب ومدافن الزكاة تكتظ بالحاصلات التي كان يسوقها المواطنون قسراً إلى المخازن في العواصم صنعاء وتعز وإب والحديدة وذمار!
....
في تلك الظروف القاسية قيل للإمام يحيى: أعتق الناس من الجوع والهلاك، فرد بعبارته المشهورة قائلاً: "من عاش فهو عتيق، ومن مات فهو شهيد"!
يواصل المروني شهادته:
انتشرت الأمراض الفتاكة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وكيف قضت على كثير من سكان اليمن، علماً بأن جمعيات خيرية في العالم كانت ترسل المعونات الغذائية والدوائية والأمصال للتلقيح ضد الحمى الصفراء والفوئيد والطاعون ولكنها تخزن حتى تتلف ولا يستفيد منها الا الأسرة الحاكمة.
ومما كان يثير الأسى في نفوس الأحرار مشاهدتهم لجموع الفقراء وهم يتساقطون بالعشرات من المرض والجوع؛ بل كان معظمهم يدفنون في حفر بدون أكفان؛لأن صرف الكفن لا يتم إلا بأمر من الإمام بعد التحقق من أن الشخص الميت كان يصلي وإلا فلا كفن له!
إنها مأساة لن يصدقها العقل، وإنني لأذكر أحد أعضاء البعثة العسكرية العراقية التي وصلت إلى اليمن في أوائل الحرب العالمية الثانية حين قمنا لتوديعه يوم سفره قال وهو يكاد أن يبكي: لقد هان على البعثة كل ما تحملته من مضايقات وعراقيل وسخرية واستخفاف، ولكن لم يهن عليها أن لا يصدقها الناس في العراق عندما تروي لهم ما شاهدنا، وما عانت، وما رأينا من قسوة الحاكمين وظلمهم، لن يصدقوا ذلك؛ لأن ما رأينا وسمعناه وشاهدناه أغرب من الخيال!
فمثلا لن يصدقونا عندما نقول لهم بأن صيدلية الأدوية في خزانة الإمام ولت تصرف أية رشدة إلا بأمره، حتى ولو كان العلاج حبة أسبرين، كما لن يصدقوا عندما نقول لهم بأن الإمام يكنع الناس من ان يتصدقوا على المحتاجين خشية أن يقال: لماذا الإمام لا يتصدق؟!
هي ذات الظروف وبنفس الصور التي كان عليها الإمام المتوكل إسماعيل بن القاسم وهو ينظر إلى المجاعات والأوبئة المختلفة التي كانت تفني اليمنيين دون أن يحرك لها ساكناً، بينما كانت مخازنه وخزائنه مكتظة بكل أنواع الغلال والحبوب ونفائس الأموال من الذهب والفضة والمجوهرات وغيرها!
لا حظوا كل تلك المظاهر والصور وطابقوها مع ما تفعله الإمامة الجديدة اليوم (المليشيا الحوثية) ؛ ستجدون إعادة تدوير وإنتاج لكل تلك السياسات القبيحة!
فمثلا منعهم التجار من توزيع زكوات اموالهم على الناس، نهب رواتب الموظفين، ومنع حملات التلقيح، والجبايات المالية بصور شتى لهذه المليشيات، والمجاعات المحيطة بالناس، والفقر المتفشي!
إنهم يعيدون كل وسائل التخلف الإمامية ومجاعاتهم وأسوأ صور الحكم القاتمة والمظلمة بحق الشعب اليمني!