اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية
اولاً: اسأل الله أن يتقبله في الشهداء ويرفع درجته ويغفر له
ثانياً: هل كان بن لادن بعيداً عن أيدي الأميركان طوال هذه المدة التي طاردوه فيها, أم أنهم أرادوا بقاءه لشيء في نفوسهم, أنا من ناحيتي لا أشكك في نية بن لادن, ولا في صدقه في حربه لهم,ولست مع بعض المتذاكين الذين يقولون: أنه عميل أميركي, لكنهم هم يريدون بقاءه شماعةً يعلقون عليها حربهم للإسلام والمسلمين, فلماذا قتلوه الآن, هل أستنفدت صلاحية ورقة بقاء بن لادن على قيد الحياة؟ هذا ما يظهر وليس كل هذا من تدبيرهم وحدهم, فلله سبحانه وتعالى من وراء ذلك أمر وحكمة, وما كل ما يجري في الكل يكون عن تدبير وتخطيط غربي بقدر ما يكون مستغلاً منهم وإستثماراً لكل حدث, فمع الثورات العربية وموجة التغيير السلمي التي اجتاحت العالم العربي, والتي جاءت على غير هوى ومراد المغيرين عنفاً, والمتصلبين المتخشبين من الحكام قهراً, جاءت لتقول أن هناك طرق أخرى وربما أقصر وأقل كلفة من غيرها, وهو ما حدث بالفعل في مصر وتونس, ويرجى له النجاح في اليمن إن شاء الله, ولطالما تغنى حكام العرب وردد معهم الغرب أنهم يحاربون الإرهاب والإرهابيين فهاهم اليوم يواجهون التظاهر السلمي يحمل المتظاهرون الورود ويُقصفون بالرصاص الحي والغازات السامة, فلا يكون ردهم سوى سلمية سلمية, فلم يعد هناك حاجة لبقاء بن لادن وتحميله كل ما يجري في العالم الإسلامي بل إن التنظيم نفسه لم يقم خلال هذه الفترة بأي عملية تخرب لعملية التغيير السلمي, وهذا مما يحسب له, أو يضع شكوكاً حول حقيقة هذه الأعمال, وهل هي أصلا من تدبير مخابرات الأجهزة الأمنية العتيدة؟ والتي لا تتورع عن فعل أي شيء مهما بلغ من الخسة, وشاهد الحال في سوريا, كيف تقتل المخابرات الجنود ثم تنتقم لهم بقتل المتظاهرين, ولا ضير هناك فالدم المراق كله من النوعية السنية الرخيصة
ثالثا: أوباما ظهر متبجحا وأعلن قتل بن لادن, وهي ورقته الرابحة لكسب معركة الانتخابات القادمة, وترشيحه لفترة رئاسية ثانية, بعد أن فشل في تحقيق جميع وعوده الخمسمائة, والتي بهر العالم بإطلاقها, وخيبه بنقضها وعداً وعداً, فصار قتل بن لادن بالنسبة لهم معركة انتخابية لاغير, يكسب بها تعاطف الشعب الأميركي, وأنه انتقم لقاتل أبناءهم في نيويورك, وحقق لهم ما لم يحققه بوش, وهذا سيرفع نسبة التأييد له بعد أن انخفضت إلى أدنى مستوى منذ دخوله البيت الأبيض.
رابعاً: ماذا يشكل قتل أسامة بن لادن لا شك أن العالم اليوم له انشغال بأمر الثورات العربية, ومتابعة الناجحة والمتعثرة والمتوقفة منها, وتجربة تنظيم القاعدة لم تثبت فاعليتها في التغيير المنشود, بقدر ما كانت عبئاً على المسلمين بما رأيناه طيلة السنوات العشر الماضية, وبالتالي فلم يكن مقتل بن لادن رحمه الله يشكل كثير فرق اليوم, وذلك انه من ناحية اختفى دورهم في المرحلة الراهنة في بلاد العرب, ومن ناحية أخرى فإن المعركة في أفغانستان تكاد تكون طالبانية محضة, وهذه ميزة كبيرة لطالبان لعلها استفادة من التجربة الفلسطينية القائمة, أو من التجربة الأفغانية مع الروس, فسواءٌ قتل بن لادن أو بقي فلا يشكَّل بالنسبة للجهاد الأفغاني أي تأثير, حيث أن جهدهم وجهادهم ذاتياً, وكون بن لادن يقتل في باكستان لا في أفغانستان يؤكد فك الارتباط بين طالبان والقاعدة, وهذا تدبير الهي لهم يدحر كل كل مشاجب الغرب لسفك دماءهم.
خامساً: بن لادن قتل, وهذا ما كان يتمناه رحمه الله, والرجل ترك أمواله الطائلة والعيش الوثير, ولم يكن باحثا عن الشهرة, فأمواله تمكنه من الشهرة التي يريد, فذهب مجاهداً في الأرض, سواءٌ في عهد الجهاد المدعوم من حكام والعرب والغرب ضد الروس, أو من الجهاد الموصوم بالإرهاب لتغير العدو لا تغير المجاهد/ ضد الروس - والإرهابي ضد / الاميركان - فقتله شهادة نسأل الله أن يبلغه إياها, ولو كان هناك بعض الأخطاء في مسيرة أي حركة, فليس من أراد الحق فأخطأْه, كمن أراد الباطل فأصابه, ولا ينبغي الحزن والولولة على قتله, فالمسلمون كانوا يتلقون سيوف الأعداء بالفرح والترحاب, وابن ملحان نثر دم صدره على وجهه ليقول فزت ورب الكعبة, حتى بهر قاتله فأسلم, والحارثي يقول تسيل على حد الضباة نفوسنا## وليس على غير الضباة تسيل
والمعتصم تمنى انه قتل وقيلت فيه مرثية أبي تمام في محمد بن حميد الطوسي.
وكونه قتل كذلك فهذا أشرف وأعز من جرجرته في المطارات, مكتوف اليدين مغمض العينين, والتشهير به في المحاكم, والشماتة به من كل حقير وخسيس, وأين هذا مما حصل لصدام حسين ولمبارك اليوم.
وكونه قتل اليوم فهذه أيضا فرصة فاتت بوش, ولا فرق عندي بينهم, غير أن خطاب بوش سيكون فيه من القذاعة والغطرسة والنذالة الكثير.
سادساً: ستثبت الأيام حقيقة تنظيم القاعدة ومدى فاعليته الحركية من عدمها, بعيدا عن كيرازيمية الزعيم, وخصوصا أن كثير من الحركات الثورية ترتبط بالزعيم أكثر من ارتباطها بالفكرة, فبمجرد غياب أو تراجع أو قتل الزعيم, تتلاشى وتنتهي كل مكونات التنظيم, وكان الحكام يحرصون على التخلص من الزعيم أكثر من الفكرة نفسها, وهذا ما كاد يحصل للصحابة في موقفين مع ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم, من تأثير على نفوس المسلمين لا يقاربه أو يدانيه زعيم في التاريخ, ففي يوم أحد خر بعض المسلمين على ركبهم لما سمعوا بمقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبهم الله بقوله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144 وفي هذه الآية تنويه إلى الإرتباط بالمنهج لا بالأشخاص وأي شخص هو, إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, حبه لذاته دين, لكن الإسلام منهج وليس شخصاً, فكأنه يقول لهم أيضاً حتى لو لم يقتل فسيموت قطعاً {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }الأنبياء34 ولذلك قالت أسماء بنت أبي بكر: رضي الله عنها للحجاج لما قتل ابنها عبدالله ابن الزبير رضي الله عنهما, لو لم تقتله لمات. والموقف الثاني كان يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, فارتبك الصحابة رضوان الله عليهم, حتى اضطرب الشديد الجسور منهم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه, فقال ما قال: فعندما قرأ عليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية قال عمر: فلم تحملني قواي.
من هنا فإن المتتبع لتنظيم القاعدة والخبراء فيه يقولون: انه أشبه - كما قال رامسفيلد نفسه - بمطاعم ماكدونالدز أي شركة متفككة لا ترابط عضوي بينهم وبالتالي فأنت ترى كثرة الفروع فيه, حتى انه في بعض البلدان يكون هناك فرعين أو ثلاثة, كل منهم يدعي انه هو تنظيم القاعدة الحقيقي, وفي نظري أنه لا ذا ولا ذاك له ارتباط بالمركز الرئيسي, وأين التواصل والترابط في ظل التشتت والمطاردة والتضييق والتنقل من مكان لآخر, كل بضعة أيام وهناك أعمال كذلك لا يمكن أن يرتضي بها مجاهد يخاف ربه ويرجو الشهادة فضلاً عن قيادة نذرت نفسها لتغيير العالم بأسره.
سابعاً: هل يمكن أن يكون توقيت وإعلان مقتله في هذا الظرف والحال صرف أنظار الناس عن الحدث الكوني العظيم ومسيرة التغيير التي تجتاح الوطن العربي, وإعادة فاعلية تنظيم القاعدة مرة أخرى إلى الساحة, لإنقاذ العروش المتهاوية, خصوصا وأن التنظيم قد فطن ويحسب له ذلك إلى شماعة الحكام لوأد الإصلاح, ولذلك تمنى مبارك أي رصاصة تنطلق ورجا صالح أن يفجروا حتى خرابة فلم يسعفوه بها ففجر هو خرابةً سماها مصنع الذخيرة, وهدد معمر العالم كله أن التنظيم سينفجر في ليبيا وسيفجر العالم بأسره لكنهم كانوا أذكى من جميع الخشب المسندة.
ثامناً: وعليه فينبغي وضع مقتل رجل كأسامة بن لادن رحمه الله في وضعه الصحيح فلا ندعي أنه مجرد رجل قتل كغيره من الألوف الذين يقتلون يومياً, ولا نهول الأمر بأنه سوف يحدث هزة وزلزلة في الكون لمقتله, ولا يصرفنا مقتله عن مشروع التغيير الذي اختطته الأمة اليوم, وخصوصا أن فاعلية التنظيم قد تراجعت بشكل كبير منذ سنوات ووقفت الأمة بعلمائها ومفكريها إلى جانب أصحاب القرار لقطع الطريق على الأعمال الطائشة, التي يأتي بها البعض من هنا وهناك وخصوصا بعد سفك كثير من الدماء البريئة, وتعطيل المشاريع الخيرية, ولكنني في الأخير أقول اللهم ارحمه واغفر له وتقبله في الشهداء, وهذه رؤيتي الشخصية, وهي مجرد هوامش على الحدث فقط.