بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية أحمد العيسي ينافس نفسه في انتخابات اتحاد كرة القدم باليمن.. تعرف على القائمة النهائية للمرشحين تحذير للمواطنين في 9 محافظات من أجواء باردة وشديدة البرودة اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا اتفاق أمني بين تركيا و فلسطين يشمل إرسال قوات عسكرية
يبدو أن التركة الكارثية لنظام المخلوع ، حجبت عن الناس إستيعاب النظام الفيدرالي ، حتى أن البعض يعتقد أن تطبيق الفيدرالية بداية لتقسيم الوطن اليمني ، دون أن يدركوا أن اليمن مقسم ومجزأ أصلا في واقعه الإجتماعي والسياسي ، بسبب الممارسة المركزية الشديدة لعلي عبدالله صالح خاصة بعد حرب 94 م المشؤومة ، إذ كان هو الدستور والقانون والحاكم المطلق المتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، لدرجة أن الإعلام بمختلف وسائله كان يسوق للناس ما يرضي رغبات المخلوع ، ولهذا يفهم الناس اليوم الفيدرالية فهما مغلوطا بسبب ذلك التسويق الفاقد لكل معاني المصداقية والمسؤولية.
من الأهداف العظيمة لثورة 11 فبراير ، إزاحتها ستار الكذب والتدليس وكشف عورة نظام فاشل دمر البلاد في كل نواحي الحياة ، ليجد اليمنيون أنفسهم في نقطة ( الصفر ) عندما شرعوا في بناء الدولة المتطلعين إليها ، ولعل ذهاب مؤتمر الحوار نحو فرض الفيدرالية أحد أهم الأسس التي يجب من خلالها تجاوز الصفر والإنطلاق نحو تحقيق تقدم رقمي يقود البلاد والشعب نحو الحياة في ظل دولة يستشعر فيها كل فرد واجبه ومسؤوليته.
من المهم أن يدرك الخائفون من الفيدرالية أنها أفضل بكثير من المركزية التي عفى عليها الزمن ودفنها البشر ، في حال تصميمهم على مخاوفهم ، أما إن تخلوا عن تلك المخاوف وفهموا بعقل ومنطق ما تعنيه الفيدرالية ، فسيجدون أنفسهم في مقدمة من يسعى لتحقيقها وتطبيق أسسها ومبادئها على إعتبار أنها أرقى نظام سياسي وإقتصادي وصلت إليه العقول ، وبها بنيت دول عظيمة ومؤسسات وشركات عملاقة في مختلف بقاع الأرض.
إن الفيدرالية تعني نزع السلطات من الحاكم المركزي ومنحها للشعب من خلال منحه الحق في إختيار من يحكمه من الرئيس إلى النواب والمحافظين والقضاة ورؤساء الشرطة ومدراء الأمن والمديريات ، ووضع كل أولئك تحت رقابة الشعب المراقب لعملهم عبر حكم كل محافظة أو إقليم لذاته في نطاق محدد ومعلوم سيتيح الفرصة للشعب ليتحكم في ثرواته وموارده ، إذ أن الأقليم أو المحافظة ستوزع مواردها على نفسها في محتاجاتها وبعد الإكتفاء يذهب الفائض للدولة المركزية لتوزعه على أي محافظة أو إقليم يعانيان من نقص الموارد.
أن تتخوف مراكز القوى في اليمن من الفيدرالية فذلك طبيعي بسبب خوفها من سحب البساط من تحت قدميها وتحرير البلاد من قبضتها التي جعلت مصالحها فوق كل إعتبار ، ومصالحها ستنتهي بوجود الفيدرالية ، أما أن يتخوف المواطن العادي والمثقف والإعلامي فذلك يدعوا للعجب ، فالفيدرالية كنظام سلس وسهل التطبيق يجب أن يشكل مصدرا للفرحة والأمل لدى اليمنيين ، لأنهم سيتخلصون من مراكز القوى وهيمنتها وتقاسماتها وتحاصصاتها ، وسيقضون على فسادها المتعفن ، بشرط فهمهم وعملهم على جعل الفيدرالية نظام عملي لا مجال أبدا للتساهل في تنفيذ مبادئه.
من النقاط المهم توضيحها أن الفيدرالية تطرح كخيار لليمنيين ، في الوقت الذي يتم توحيد الجيش ، وهذا ما ينفي ويدحض مخاوف البعض من حكاية تقسيم البلاد وتفتيتها ، فكيف ستتجزأ بلاد جيشها واحد وعلمها واحد وتمثيلها الدولي واحد ؟ ، وأعتقد أن المخاوف تلك سببها إشاعات مراكز القوى نفسها رغم وجودها في الحوار ، وهو أسلوب يؤكد أن تلك القوى لم تصل لمرحلة قناعة بإنتهاء عهد التقاسم والتحاصص وتعمل جاهدة على البقاء وتكرار الماضي بطريقة أو بأخرى.
لقد كنا من أول الداعين لتطبيق النظام الفيدرالي في اليمن ، واعتبرناه خارطة خلاص وطني من نظام المخلوع ، ودافعنا عن دعوتنا تلك بالإستشهاد بأقوى وأعظم وحدة دولية تتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية المحكومة بالفيدرالية ، واليوم نكرر الدعوة بضرورة ذلك ، ومع أن الفيدرالية المطلقة المتمثلة في حكم كل محافظة لنفسها في إطار الدولة المركزية ، خيارنا ونصيحتنا في الوقت ذاته ، إلا أننا نقف مع فكرة الأقاليم كحل سيفضي مع الأيام لتعريف الناس بما تعنيه الفيدرالية وحتما سيجدون أنفسهم في كل محافظة من المطالبين بالخروج من فكرة الإقليم إلى فكرة المحافظة.
آن الأوان أن تتحر المحافظات من سيطرة مراكز القوى التي تتقاسم التعيينات وتلتهم الثروات ، وآن الأوان أن توفر كل محافظة خدماتها الكهربائية والمائية والأمنية لنفسها بعيدا عن هيمنة المركزية الفاشلة ، وآن الأوان أن يختار الناس المحافظ والقاضي ومدراء الشرطة ليشعروا أن رضى الناس بتطبيق القانون سبب وصولهم وبقائهم وليس رضى مراكز القوى التي لا يهمها لا قانون ولا مصالح شعب ولا تطور أو أمن وإستقرار.
آن الأوان أن نقلص الوزارات الهائلة العدد لتنحصر في خمس أو ست وزارات تمثل شكل الدولة ، وآن الأوان أن يكون الرئيس مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يستطيع تجاوزها بحكم الدستور ، وآن الأوان أن يشعر كل مواطن بقيمة صوته الإنتخابي المحاسب لكل مسؤول ، وآن الأوان لإحلال الكفائات الوظيفية والعلمية في المكان المناسب بدلا من الوساطة والبيع والشراء والتقاسم والتحاصص ، وآن الأوان أن نثق في أنفسنا كيمنيين ، ونتخلص من عقدة الشعور بالفشل من خلال التهويل والنقص في قدراتنا ، خاصة عند قول الكثير أن الدول الفيدرالية كأمريكا نجحت وذلك لا يعني نجاحنا ، ونعتقد جازمين أن البشر جميعا متساوون في العقول وعدد الأصابع والعينين ، فلا يمكن أن يكون للأمريكي عقلين وستة عيون ومائة أصبع ، بينما اليمني بعقل وعينين وخمس أصابع ، فالفارق فقط في الإيمان بالحق في الحياة والشراكة في بناء الوطن والوقوف ضد كل خطأ ، وإيماننا أن شعبا قاد ثورة أسقطت أبشع وأسوأ حاكم وحكم قبلي بغيض ، قادر بعون الله على المضي قدما نحو بناء وطن يتسع للجميع.
Aalmatheel@yahoo.com