القتل بأسماء ناعمة
بقلم/ مختار الرحبي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 27 مارس - آذار 2013 05:03 م
القتل لغة واحدة ولا يعرف مسميات ناعمة أو خشنة لكن إيران بعثت لنا موتاً باسم ناعم إنه (سفينة جيهان) التي أصبحت أشبه بأفلام الأكشن التي يكون فيها قصة حب ممزوجة بالقتل والدمار والخيانة والعمالة، وهو ما تم في حادثة سفينة جيهان التي أرسلتها إيران لليمن دعماً منها لمسيرة التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة فجمهورية إيران الإسلامية التي لم تدعم اليمن في أي مؤتمر دولي لدعم اليمن لكنها تدعمها بسفن جيهانية تفتك بأرواح مئات آلاف اليمنيين عبر متفجرات وأسلحة باستطاعتها قتل مئات بل آلاف بحسب ما أعلنه اللواء عبدالقادر قحطان وزير الداخلية اليمني.
هكذا تشارك إيران في دعم مسيرة الأمن والأمان وهكذا تدعم إيرانُ اليمن وهو دعم سخي لم تحصل عليه اليمن من أي دولة أخرى غير إيران.
لعل إيران أرسلت سفينة أو سفن أخرى لم تتمكن الحكومة اليمنية أن تقبض عليها وهو ما جعل من مليشيات إيران في اليمن المسيطرين على مناطق شمال الشمال قوة عسكرية لا يستهان بها، حيث تسربت معلومات عن حصولهم على أسلحة ثقيلة ومتنوعة خلال الفترة الماضية والتي شهدت انهيار حكم الرئيس السابق صالح، حيث شهدت البلاد انفلاتًا أمنياً وتواطؤاً من قبل بعض قيادات الدولة السابقة مقابل أموال دفعتها إيران لتمرير أسلحة إلى مليشياتها.
لعل المسميات الناعمة وهي نفسها المسميات والشعارات الرنانة التي يستخدمها أنصار الله الحوثيون في شمال اليمن والتي أصبح انتشارهم عبرها (شعارات الموت للأمريكان واليهود) دليل على أنهم يدرسون منهج واحد ولكن بصور مختلفة.
الأخت جيهان كانت في طريقها إلى اليمن لقتل وتدمير وطن مدمر ولم يعد يتحمل أي اسم ناعم ولم يعد باستطاعته تحمل أي أعباء أو تدخل قذر ممن تركوا قضية فلسطين وتحريرها واتجهوا لتدمير الشعوب العربية بل إنهم أصبحوا هم القتلة والجلادين في سوريا الجريحة التي تشكو إلى الله تخلي الجميع عنها وتركها لمليشيات إيران وحزب الله وفيلق بدر وجيش المهدي وفرق الموت وشبيحة بشار الأسد.
إيران التي تريد إشعال الفتن في دول الخليج العربي وجدت فرصة تاريخية للانتقام من المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج وللأسف الشديد أن هذه الفرصة كانت على حساب اليمن واليمنيين فقد كانت الأحداث التي شهدتها اليمن خلال الفترة الماضية فرصة ذهبية لتدخلات إيران السافرة والقذرة بتفاصيل حياة اليمنيين ودعمت مليشياتها ودعمت بعض السياسيين للعمل في تنفيذ أجندتها وباسم ثورة الشباب التي هي بريئة منهم لكنها في الأخير استطاعت استمالة كثير ممن يبيعون ويشترون في دكاكين العمالة الرخيصة.
جيهان الإيرانية السفينة المحملة بآلة القتل والدمار أصبحت سيئة الصيت وتكلم عنها العالم أجمع لكن مجموعة من أصحاب الأقلام المستأجرة مازالوا إلى اليوم يتحدثون عن براءة إيران من شحنات الأسلحة التي تصل تباعاً لليمن ويبررون موقف إيران المعادي لليمن بكلام إنشائي أصبح الجميع يعرفون ما وراء هذه الكتابات ومن يدفعون ثمنها.
وفي الأخير سوف أسرد كلمات أعجبتني من كلمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في قاعة الكلية الحربية ولعل اختيار المكان له دلالة واضحة على صدق المضمون قال: على إيران أن ترفع يدها عن اليمن وعلى الأشقاء في إيران احترام سيادة اليمن وإلا فإن الرد سيكون قاسياً وأضاف: إننا لا نتدخل في شؤون أحد ونحن لا نريد أحد أن يتدخل في شؤوننا ارفعوا أيدكم عن اليمن يا أشقاءنا في إيران.