الى أبي رامي..في الطريق الى مران
بقلم/ سلمان المشدلي
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 27 يوماً
الأحد 21 يونيو-حزيران 2020 11:55 م

الأخ العزيز الشيخ ياسر أحمد سالم العواضي جمعتنا رفقة عمر التقينا خلالها في مساحات ود وآمال وأعمال وتجارب مشتركة كثيرة تقاطعت دروبنا ومواقفنا وافكارنا ورؤانا فيها وتوافقت ولقد كنت أنت ابا رامي خلالها قريبا حاضرا الكثير من فصولها الموجعة شاهدا على تلك الحرب الشرسة الظالمة التى استهدفت تصفية وجودي المادي والمعنوي على مستوى اليمن وخارجها وذلك من قبل من عرفت وتعرف ممن أعاف عن تذكر سيرتهم وجرائمهم وآثامهم بحق وطن بأسره أولئك الذين أفضوا الى نهايات مخزية ومهينة لم تترك لنا مجالا حتى للشماتة المستحقة إذ اختارت أسوأ انواع السقوط في فورة انتقام وسخط وعمى وجنون بتسليمها قدر ومصير اليمن واليمنيين لعصابة مسكونة بالأحقاد ومدججة بمزاعم ودعاوى الحق والإصطفاء. والإختيار.الالهي وتناسوا أنهم اختاروا الإنتحار والخزي والمذلة والهوان والصغار وعار الأبد والتخلي عن كل شيء. بما في ذلك. انفسهم ومصائرهم وكراماتهم وكل ما جمعوه نهبا وغصبا وراكموه من عرق ودماء واموال وحياة اليمنيين طوال ثلاثة عقود من الإستحواذ والهيمنة والصلف واللصوصية والإثراء غير المشروع وتسخير الدولة ومقدرات البلد لحفنة من المرتزقة والنهابةومجموعات المصالح وطفيلي النظام من عبيد الحاكم واقنان نظام السرقة والجريمة والفساد الذين تواطئوا طويلا على الصمت وكانوا شركاء ربما طوعا وكرها في الجريمة واقتسام الغنيمة وخذلان الروح والضمير والقريب والبعيد. 

 

 شيخ ياسر ثق اني وبقدر مابي من الجراح والطعنات من هذا وذاك ممن مالئوا في تلك الحرب ضدي. او اعانوا عليها بالإغضاء او بالتأليب أو بالخيانة او الغمز واللمز او الملاحقة بالاتهام او أسهموا بأي شكل في تأجيج تلك الحرب ونفخوا في نارها لحرق صورة سلمان المشدلي وتحطيمه وهدم كل ما بناه  

 

ثق أبا رامي أني وبقدر مالحق بسلمان من الخسارات. المادية جراء تلك السنوات الجحيمية المقيته مازال سلمان سالما وسيبقى واقفا كالطود شامخا شموخ رجال اليمن وأبطال البيضاء الأباة الشجعان البواسل. 

 

 ثذهب الأموال والقصور والأشياء. وتجيء لكن هناك فينامالا يعوض إذا فقدناه او خسرناه او فرطنا به تجاهلا او تساهلا او سوء تقدير  

 

أخي ابا رامي. اليوم أراك كما احببتك وكما أردنا جميعا أن نراك. ،نراك ياسر البطل إبن البطل أحمد سالم العواضي الشيخ الرائد الكبير الذي لا يكذب أهله نراك القائد الذي نؤمل ونرجو وتنتظره اليمن الجريحة المثخنة المقاومة  

 

اليوم وانت تحسم قرارك وخيارك وتخرج من دائرة التردد والمراوحة وتختار أن تقولها لا ولا . بكل ما انت مالك من قوة وعنفوان ورجولة وفحولة وبسالة ونبل ومحتد كريم 

 

لا يدرك شرف موقفك الا الرجال ولقد اخترت في لحظة الصدق والحقيقة ان تكون مع عرض اليمن وشرف وكرامة كل اليمنيين الذين تابعوك منذ بدء النفير. وبرغم التخرصات والتقولات ومحاولات الإنتقاص من الموقف والتشكيك في جدية ومصداقية الحمية واللغط الفارغ من قبل البعض لقد ادركت منذ البداية أن أبا رامي قرر دخول المعترك واختار المواجهة مهما كانت نتائجها وتبعاتها وآثارها وكلفاتها في واقع بائس تتكاثف فيه أسباب الخذلان وبواعث الهزيمة والرضوخ اكثر مما تتضافر فيه دواعي الإنتصار والجسارة والإقدام.  

 

لقد تعلمنا أن الحياة موقف ونراك اتخذت الموقف الصائب بالإنضمام الى صف الأبطال رموز اليمن الأحرار اصحاب الجباه العالية الأبية الرافضة للخنوع والعصية على التركيع 

 

رب موقف باسل وشجاع. يجب عمرا من العيش في الظلال وفي العتمة خلف هذا وذاك. برأس خفيض وصوت واهن مرتعش لا يعرف سوى ترديد كلمات السمع والطاعة وتدبيج بيانات التزلف والتمجيد  

 

ثق أبا رامي أن موقفك هذا يبعث في رجال البيضاء الروح ويعيد تجميع ما تمزق من نسيجهم خلال فترات من التعب والتيه والشعور بقهر الرجال  

نعرف انك لا تغادر مكانك في ردمان الا لتقف في مكانك الأوسع داخل الوطن وجرحه الكبير لقد اتخذت موقفا مجيدا بقدرك وقدر البيضاء وتاريخها ورجالها وابطالها وترابها وشعابها وكل مافيها من روح الحرية والعزة والإباء والصلابة والشكيمة  

 

لقد انصفتنا بموقفك هذا وأريتنا منك ما هو كفيل بنسيان الكثير من المرارات والأسى الممتد   

وثق أن البيضاء كلها معك وأنه آن الأوان لعقد البيعة للإمام القائم بالحق القادم من ردمان. 

فلقد خذل أبو جبريل صاحبه ونكث عهده له الذي قطعه ذات يوم بمران وإن غدا لناظره لقريب.