لماذا تكرهوننا؟
بقلم/ نبيلة الوليدي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 05 يوليو-تموز 2011 06:20 م

يا قومي مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار؟؟!!!

سؤال أقض فؤاد كل المصلحين على مدار التاريخ.. وأقض فؤادنا وأشعل جواه واعتصره ألما. فلماذا يا قومنا تنكرون علينا الرغبة في التغيير..؟

لماذا تسفهون حلمنا في يمن جديد, وغد مشرق رغيد؟؟

لماذا غدوتم أشد علينا من عباد السلطة وأسرى شهوة الملك الذين أباحوا دمائنا تشبثا بالعروش المتهالكة؟!

لماذا تسعون لوئد حلمنا, وسلبه من بين أيدينا بعدما كدنا نظفر به؟؟!

ما بالكم تدندنون حول الجزئيات ولا تنظرون في الكليات؟ ما بالكم لا تكفون عن مناقشة الأشخاص والأحداث الصغيرة ولا تعملون فكركم في المبادئ العظمى والهدف الأسمى الذي بذل شباب الثورة الغالي والنفيس لقطفه وتقديمه لكم على طبق من ذهب؟؟!

لماذا نحن "لا"؟؟

ألا يحق لنا أن نثور على هذا الظلام الجاثم على صدر اليمن منذ 33عاما؟

ألستم قد تجرعتم غصصه معنا على مدى هذه الأعوام؟

ألا ترون الفساد البين الذي نخر في جسد الوطن فغدت جراحه تنزف من كل بقعة فيه؟

ألم تباع الأرض وتنكث العهود وتضيع الكرامة بين سندان الفقر ومطرقة القهر؟؟

أما آن لقلوبكم أن تلمس صدق مرادنا ومضاء عزيمتنا؟

لماذا كرهتمونا؟!!!

ألسنا نحن شباب اليمن الذين كنا أمواتا فأحيا الله مواتنا بهذه الثورة, كنا سبهللًا, كنا غثاءً..

كنا نحيا حياة البهائم لا هدف لا رؤية مستقبلية لا فعالية لا أمل في غد يأتي بجديد..

أنظروا إلينا مليًا.. الثورة تغيرنا, تصنعنا.. شتمنا وضربنا وسجنا وسحقنا تحت وطأة كراهيتكم وسنبقى صامدون!!!

كنتم قبلًا تزدروننا, تحتقروننا, وتعدونا زيادة على الدنيا وعندما قررنا أن نصبح رقما صعبًا ونضع بصمتنا على الحياة ونصنع مجدنا قمتم لنا قومة رجل واحد وقلتم: "لا!!", صحتم بنا: عودوا لمواتكم, عودوا لتيهكم, لغثائيتكم...!

نحن نفترش الأرض ونلتحف السماء منذ ستة أشهر لنحيا وأنتم الحياة الكريمة التي نستحقها على أرضنا الطيبة, لكنكم تأبون علينا ذلك, تعادوننا, تكرهوننا تصرخون بنا: ارحلوا..!!

لماذا كل هذا العقوق؟؟!

أرجوكم انسوا الأشخاص والأحزاب والشعارات الفارغة لبرهة, وتأملوا مليًا..

وطننا الحبيب, يمننا الغالي يئن تحت وطأة مؤامرات داخلية وخارجية, أضحى ساحة حرب لقوى خارجية تتصارع فيه من أجل مصالحها المتضاربة..

الخطر العظيم قادم.. كفوا عن النظرة الضيقة.. انظروا نحو المد القادم من البعيد..

ثقوا بنا. التفوا حولنا. نحن أبناء هذه الأرض الطيبة, نحن الغد, نحن اليمن الجديد, نحن الأمل المولود من رحم الآلام..

أما هذا الأخطبوط العجوز الذي لا يريد رفع وصايته عنا, فلن نستجديه بعد اليوم, لن نخاطب فيه الضميرا لذي مات فيه منذ دهر..

لكنا فقط نذكره بأنا نعرف كما هو يعرف أن عرشه التي يستميت ليوئد ثورتنا خوفا عليها إنما هو عرش قائم على تل من الرماد والنار تومض من تحتها, ولسنا نحن من سيشعلها, فما زلنا نرعى حق الجوار والأخوة وسنبقى كذلك ما لم يضطرنا ضيق الحال لما 

يكرهون ونكره... والحليم تكفيه الإشارة , ومعظم النار من مستصغر الشرر..

23/6/2011م