الصحوات .. مليشيات دولة الوحدة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 14 سنة و أسبوعين و 6 أيام
الخميس 28 أكتوبر-تشرين الأول 2010 03:54 م

الصحوات مشروع حكومي بغطاء قبلي يهدف إلى تشكيل مقاتلين من بعض قبائل العوالق يساندها الجيش !! لمواجهة عناصر القاعدة في منطقة الصعيد بمحافظة شبوة .. فقد تم تشكيل ما يقارب من 15 فرقة قتالية لهذا الغرض .. الخبر في حد ذاته أوجد عند الكثيرين نوعا من التساؤل والاستفهام المركب والذي يصب في المغزى الحقيقي والغاية منها .. أإلى هذا الحد وصل الإفلاس بمؤسساتنا الأمنية والعسكرية في ضعفها وهشاشتها إن لم نقل تهيب اقتحام الوغى وإلا فكيف أفسر قدرة هذه الصحوات بآلي و100 طلقة لكل فرد منهم أن يتغلبوا على من عجزت الدولة بطيرانها واستخباراتها أن تقضي عليهم .. عجيب أنت أيها القاعدة ؟ كم عدد رجالك ؟ وكم عتادك ؟ إن ابسط عقل يمني أضحى مستيقنا ( مما عاصر وجرب ) المدى البعيد الذي وصل إليه حال مسئولينا من اللف والدوران والتناقض في التصريحات فقد أعلن محافظ شبوة بعد يومين فقط انتهاء الحملة وخلو المنطقة من القاعدة وان المتواجدين فيها لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ومعروفون بالاسم !! فلماذا هذه الجعجعة والتهويل وهذا الطيران الذي اقلق نسائنا وروع أطفالنا .. لماذا أزعجتم العباد والبلاد بأن الصعيد ثكنة للقاعدة وتشكل خطورة كبرى ؟ ولماذا شكلتم الصحوات وطلبتم الإمدادات ونثرتم المعونات ووزعتم المخصصات ؟ وفي يومين أقمتم حفلة الانتصارات .. عجبي عجب .. على قدر المخصص مدد أيام التعب !!

ـ تساؤل بحجم الفساد في وطني : إلى متى ستظلون تستخفون عقولنا ؟!

هذه الصحوات لها غاية ابعد مما يتخيله إنسان .. فبكل حيادية نقيمها سلبا وإيجابا ..:

ـ الايجابيات ( إن صلحت نيات القائمين عليها ) :

ـ تفعيل دور القبيلة في الدفاع عن الوطن ومناطقها الخاصة بها من أجل بيئة مستقرة ـ مصدر رزق لكثير من محدودي الدخل أو كمصدر ثانوي للموظفين والمتقاعدين ـ الاستفادة من القدرات الشبابية واكتشاف الطاقات القتالية وتوظيفها مستقبلا لصالح البلاد ـ حفظ القوات الرئيسة في أمان وعدم تعريضها للهلاك والمواجهة الداخلية كرا وفرا ـ كسب الجانب القبلي واستغلال صلة القرابات في تثبيط الطرف الأخر وتفتيت التحالفات الضارة ـ معرفة الأهالي بجبال وشعاب مناطقهم مما يقلل عدد الخسائر وحجم التكاليف ـ تحقيق المنزلة الرفيعة لقيادة المنطقة لدى أصحاب الشأن ناهيك عن غيرها من العوائد ـ السلبيات :

ـ إعطاء صورة مشوهة للمحافظة وأنها بؤرة فتن وإرهاب والإساءة إلى سمعتها الوطنية ـ عسكرة الحياة في المحافظة ونشر أجواء الحرب وخلق توتر قبلي بين قبائل المحافظة عامة ـ تكوين مناطق نفوذ تتطور مستقبلا إلى رقم صعب وقوة لا يستهان بها كصعدة مثلا ـ استغلال هذا الوضع كلعبة سياسية وبث دوافع فتنة بين قبائل العوالق نتيجة دفاع البعض على أبنائه أو لعدم اقتناعه بالمشروع أساسا .. أو قتل أحد المشاركين غدرا وتحميلها جهة أخرى !!

ـ استغلالها لأغراض شخصية أو لتحقيق مراكز قوى ودرجات عليا على الهرم الحكومي ..

ـ إيجاد طائفة عسكرية قبلية قد تنقلب مستقبلا على مدربها كعناصر هيلوكس مطلع التسعينات ـ تجميد القانون والنظام في مهامها فهي تتلقى تعليماتها من جهة معينة لها الولاء والبراء أولا ـ إيجاد قوة مؤهلة مستقبلا للسيطرة عند انهيار الدولة وبداية عصر الفوضى والتصفيات سؤال مخيف أتوجه به للقبائل المشاركة في الصحوات :

ماذا لو استغنت عنكم القيادة المنظمة لكم بعد انتهاء المهمة أو بعد عقد اتفاقات مع الجهة المضادة ؟ هل ستبدأ مرحلة تصفية الحسابات الخاصة ؟ وتتخلى عنكم الدولة وجيشها كما تخلت عن الشيخ النائب بن عزيز وأهله الذي دفع ثمن وقوفه مع الدولة ضد الحوثيين والتي بدورها خذلته فيما بعد وتركته وحيدا بحجة التزامها بتوقيع اتفاق امني مع الحوثي والنتيجة نسف منزله وقتل ابن أخته وعدد من أبناء قبيلته وإصابته .. ولا بد من صنعاء وان طال السفر !

ـ أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه الصحوات أكثر ايجابية وان لا تكون مهمتها القاعدة فحسب ولكن أن تتطور لتشكل نواة مشروع وطني أعظم للحفاظ على امن المحافظة وسلامة أهلها وتأمين سبلها ومطاردة قاطعي الطرق والمجرمين .. عندها ستكون حقا اسما على مسمى ..

وأما صحوات اليوم فأيا كان الغرض منها .. مكسبا سياسيا أو ماديا .. أو لإبعاد شر عن منطقتنا .. أو لرفع صورة إعلامية للخارج بتحقيق نجاح في ظل الانتكاسات .. أو لأي سبب خفي كان ! فهي لوحة لم يرسمها المحافظ ولا المقدشي ولا قطن ولا مجور ..

بل هي تحفة فنية بريشة المبدع صاحب اللمسة السحرية والكلمة العسلية والشخصية المغناطيسية ... الجوكر !!!.