رئيس سابق أو مخلوع ..لا يهمنا ذلك
بقلم/ رضوان عبدالله البعداني
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
السبت 03 مارس - آذار 2012 10:07 م

عاد صالح أو سافر صالح – هو رئيس سابق – لا بل رئيس مخلوع .....

كلماتٌ كثيرة ُمن هذا القبيل أشغلت اليمنيين كثيراً عن استكمال تحقيق أهداف ثورتهم العظيمة .

يا شعبنا الثائر صالح وبلاطجته تجاوزناه بثورتنا العظيمة ، ألا ترون معي أنه حريُ بالعاقل الحكيم الذي ضحى بالغالي والنفيس لكي يخلع النظام الجائر المستبد أن يبدأ الآن بالعمل نحو تحقيق ما تمنى من بناء الدولة المدنية الحديثة دولة العدل والقانون التي يستطيع من خلال هذه الدولة أن يستكمل كل ما تبقى من أهداف الثورة .

يا ثوار اليمن الأحرار واجبات اليوم تحتم علينا أن نترك تلك الكلمات أو تلك المواضيع إلى حين تأسيس الدولة الحديثة التي يكون فيها القضاء عادل ونزيه وهو الذي سيكفينا ملاحقة القتلة والمجرمين وإقامة الحدود لكل من يستحقها ، يجب علينا يا شعب اليمن أن نسعى إلى توظيف أناس عندنا في منظمتنا الكبيرة ( اليمن ) يعملون تحت إدارتنا نقوم بمراقبتهم ونقيل من أخطأ ونكرم من أصاب ونوكل إليهم جميع المهام التي نريد تحقيقها .

إن من يملك فكراً متقدماً اليوم يعلم أن إسقاط النظام الذي جعلناه شعاراً لثورتنا لا يعني الانتقام والاجتثاث والملاحقة وإنما يعني ذهاب النظام واستبداله بما هو أفضل منه وعمل قضاء عادل يقوم بملاحقة المجرمين الذي تجاوزا حد الفساد إلى القتل والسرقة والنهب ، وإلا لو كان كل شخص منا يريد تطبيق الحدود على من يستحقها لصارت الأمور إلى المجهول والكل سيبحث عن تطبيق القانون بما يراه .

إن من أراد حقاً أن تكون هذه الثورة ثورة ضد الظلم وضد الفساد ، ومن أراد الدولة أن تكون دولة العدل والمساواة والمواطنة ... أن يترك صالح في بيته يأكله الغيظ كمداً وقهراً ولندعه يشرب من ماء البحر الذي أرادنا أن نشرب منه ، ثم إن الأيام كفيلة لنا أن تخرج لنا كثير من الخبايا التي ستزيد من فضائحه وفضائح نظامه .

أيها الثوار.. صالح وشرذمته أصغر من أن نذكرهم في الوقت الحالي فالمهام والمتطلبات كبيرة جداً مقارنة بسفا سف صالح وعياله ، لقد أصبح صالح ماضي سحيق مظلم من المقزز ذكره والانشغال به ، وإن ذكره الآن هو الذي يعيده إلينا وذكره الآن يفرحه ، الكل يجمع يا ثوار اليمن أن صالح قد صنع باليمن ما لم يصنعه ألف مدفع ، قد صنع باليمن ما لم يصنعه طوفان اندونيسيا فمن ينظر اليوم إلى اندونيسيا يجد أن الطوفان قد حول شعبهم من شعب ترفيهي خامل إلى شعب عمل وبناء ، لقد جعلوا الطوفان ذكريات وحولوه إلى معرض صور ينظرون إليها حينما تضعف هممهم ، ألا يجب علينا يا شعب اليمن أن نجعل طوفان صالح درس كبير تعلمناه ، ألا نجعله مرحلة لا يمكن أن تعود مادمنا نفكر بعقولنا .

صالح لقد انتهى وذهب مع ذلك لن نتركه فلابد له أن ينال جزاءه ولكن على أيدي الدولة التي ننشدها ونطمح إلى تكوينها والله قد تكفل بنصرة المظلوم حين قال ( وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً )

( العدل – القضاء النزيه – الجيش الوطني – مهام الحكومة القادمة – الدولة المدنية الحديثة – مراقبة الحث ) هذه هي العبارات التي ينبغي أن تشغل مجالسنا وحواراتنا ، هذه العبارات التي ينبغي أن نتجادل حولها ونتخاصم ونتفق من أجلها .. نعم هي التي بذكرها سيستفيد منها الوطن ، أما صالح وعائلته فدع الغبار يمحيهم من حياتنا .

بناء اليمن أعتقد أنه لا بد أن يكون على مراحل تبدأ بهيكلة الجيش الوطني حتى يصبح جيش يحمي الشعب من المستبد والمعتدي ثم يأتي القضاء العادل النزيه الذي يحاسب ويعاقب كل من سيخطأ في المرحلة القادمة التي لا تتحملا لخطأ – ثم يأتي دور المساعدة والوقوف بجانب الحكومة الجديدة التي تحملت عبء ثقيل من فساد النظام السابق ، وبذلك سينهض اقتصاد اليمن وستأتي محاسبة كل من ظلم وأفسد وقتل ونهب ... المهام كثيرة وكل منها مهم ولكن ينبغي تقديم الأهم فالمهم ، فليس من الحكمة أن نبحث الآن عن إقامة الدوري اليمني ونترك اليمن يغرق في ظلام وفقر وفساد كبير .

إن ثورة اليمن هي الثورة رقم ( 4 ) والحمد لله فالأولى دائماً تكون هي حقل تجارب وتعلم فينبغي أن نتعلم ممن سبقنا ونستفيد من أخطاء الثورات التي سبقتنا ونتجاوز عقباتها حتى لا نقع بما وقعت فيه .

أخيراً ذكر صالح وشرذمته يذكرني بنهى الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال : (إنه لا يقتل الصيد ، ولا يتكأ العدو ، وإنه يفقأ العين ، ويكسر السن ) فذكر صالح لا يفيد يمننا الجديد شيء وينبغي علينا أن نراهن على الطاقة البشرية في اليمن وهي رأسمال اليمن الجديد .