رأي الشارع في الرئيس
نشر منذ: 18 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 09 مايو 2006 08:43 م

وصلني إلى هاتفي السيار رسالة الكترونية من مرسل مجهول في اليمن كانت عبارة عن زامل موجه للرئيس يطالبه ناظم الزامل بالتنحي عن السلطة وعدم تصديق المنافقين ومحذرا إياه من أن عدم تخليه عن الكرسي الذي يشغله منذ ثلاثين عاما قد يجعل الكرسي نفسه ينسحب من تحته بضغط من أنين الشارع.

تقول أبيات الزامل:

صاحبي وخر شوية وتيح فرصه للبقية : الحكم ماجا في الوصية من ورا جدك

قد انتهى الحكم الوراثي وشعبنا ماهو أناثي : يصبر على ضرب الثلاثي ما يبوس يدك

لك ثلاثين عام جاثم على قلوب الناس رازم : هل اصطفاك الله حاكم لليمن وحدك

ياشعبنا قل للأفندم هو ذي بدع ذلحين يختم : هو المؤخر والمقدم من ثلاثين عام

والآن لاشي قلب يرسم يداول السلطة ويعزم : لا يستمع قول المنجم يترك الأوهام

 

أعتقد أن هذه الأبيات تكشف النبض الحقيقي للشارع اليمني، وتوضح أن الشعبية التي يتمتع بها " صانع الوحدة ومحقق انتصارها " فخامة الرمز المناضل ما هي إلا أضغاث أحلام، ومزاعم لا أساس لها وإلا لما اضطر المنافقون للعمل ليل نهار على رسم ملعب السباق الانتخابي بالطريقة التي يريدونها قبل أن تبدأ الانتخابات.

وهناك سبعة أشخاص على الأقل عرفوا في وقت مبكر الحجم الحقيقي لشعبية الرئيس أولهم المرحوم محمد حسين الفرح الذي اشرف على فرز الأصوات وتبويبها في انتخابات 1999 الرئاسية وكشف قبل رحيله لعدد من زملائه أن نجيب قحطان الشعبي تفوق على منافسه ورئيسه في عدد من الدوائر انتخابات بشكل أثار قلق الرئيس وجعله يكرر اتصالاته بالفرح عدة مرات في يوم واحد محاولا تلافي الأمر. ولم يتم إعلان النسب التي حصل عليها الرئيس حتى يومنا هذا لأن الفرح رحمه الله رفض التزوير الفج لكنه أدرك الحجم الحقيقي لمكانة الرئيس في قلوب الشعب اليمني . أما الشخص الثاني فهو قائل أبيات الزامل المشار إليه آنفا الذي تتضح رؤيته من خلال المعاني التي حملتها هذه الأبيات. أما الثالث والرابع فهما الزميلان حافظ البكاري وحميد شحرة اللذان اشرفا على استطلاع للرأي هو الأول من نوعه في اليمن بينت نتائجه أن شعبية الرئيس حاليا لا تصل بأي حال من الأحوال إلى نسبة الأصوات المزعومة المفترض أنه حصل عليها في انتخابات 1999.

أما الشخص الخامس الذي يعرف الحجم الحقيقي لشعبيته فهو الرئيس نفسه الذي قال له أحد أبناء الجنوب يوما لا تصدق ما يقوله لك باجمال لأن با جمال سيقول نفس الكلام للرئيس المقبل فقال الرئيس "أعرف ذلك".

ويمكن أن أعتبر نفسي الشخص السادس لأني لست مجنونا أن أقف إلى جانب شخص قضى في السلطة قرابة ثلاثة عقود ولا يريد أن يتزحزح من مكانه لأن ذلك يتعارض مع أول مبدأ من مبادئ الديمقراطية وهو التبادل السلمي للسلطة ويتفق معي في ذلك الشخص السابع وهو القارئ العزيز لهذا المقال، وإذا كان كل واحد من الأشخاص السبعة يمثل وجهة نظر مليون شخص في اليمن على الأقل فمعنى ذلك أن سبعة ملايين بني آدم يمكن أن يقولوا للرئيس " حان وقت الرحيل" لو كان الاحتكام للصندوق صادقا وليس مفرغا من محتواه.

لن يحصل هذا في المستقبل المنظور بل سوف يصر الرئيس على البقاء جاثما فوق صدور أبناء الشعب الرافضين وسوف يرشح نفسه مرة أخرى أو يرشحه حزبه ولكن السؤال الأهم هو: إذا كان الرئيس متمسك بالسلطة ولا يريد أن يتركها فما الذي يضمن له بأن السلطة لن تتركه؟ وما الذي يضمن له أن يكمل فترة رئاسته الرابعة إذا هب الشارع منتفضا ضد الاستبداد والقهر؟! ومن لم يستطع أن يمهد الطريق لخلافته سلميا خلال 28 سنة فلا يجب أن نتوقع منه أن يقدم لنا شيئا جميلا خلال سبع سنوات عجاف تنتظرنا.

الإسلام هو الحل ....((قراءة في مبادئ الدولة الإسلامية))
بوتين اليمن.. (علي الآنسي)
خيوط الظلام
عيون وآذان (أكبر سفارة في العالم)
( زوبعة النفاق تبدأ )
مشاهدة المزيد