|
احرقي شَعْركِ يا كريمة الحسب...سيأتي شَعْر جديد وجيل جديد...وكل ذلك الزيف سينتهي...
إي والله...
بعد اندحار الحوثيين عن مأرب، وصلت إلى المحافظة أعداد متزايدة من أخواتنا وأمهاتنا من محافظات صنعاء وصعدة وحجة والمحويت وذمار، وعمران وغيرها، بحثاً عن أبنائهن أو إخوانهن أو أقارب لهن، كانوا يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي في مأرب.
فتحت المقاومة، والجيش الوطني في مأرب الأماكن التي يُحتجز فيها أسرى المليشيات. وكانت من تعرف قريبها من بين المعتقلين لا تخرج إلا به، معززة مكرمة.
شهادات سجلها ناشطون من مأرب (ناصر علي النهاري، مثلاً)، وغيرها، حول موقف المقاومة والجيش الوطني المشرف إزاء أخواتنا وأمهاتنا اللواتي قدمن للبحث عن أقاربهن، ورجعن بهم من أماكن اعتقالهم، مع أن هؤلاء الأقارب كانوا يقاتلون في صفوف المليشيات.
واليوم تحرق اليمنية في صنعاء شعرها توسلاً لأن تطلق المليشيات سراح زوجها، أو ابنها الذي لم يقاتل، والذي اعتقل ولم يقدم لمحاكم، ولم تقدم ضده لائحة اتهام. ومع ذلك تصر المليشيات على ألا تستجيب لامراة ضعيفة لم تجد من وسيلة للفت الانتباه إلا بحرق ضفائرها بين يدي من لا يعيرون ذلك أي اهتمام.
الجندي اليمني الذي كان عندما تقف أمام نقطة التفتيش سيارة فيها امرأة يؤشر للسائق بعدم التوقف دون أن يفتش السيارة احتراماً للمراة، هو نفسه اليوم الذي مسخته مليشيات "القرآن الناطق"، ليصبح بلا شعور، وهو يرى أخته تحرق شعرها، بكل ما يعني حرق الشعور من رمزيات في تراثنا التقليدي، دون أن يحرك ذلك فيه شيئاً.
احرقي شَعْركِ يا كريمة الحسب...
سيأتي شَعْر جديد وجيل جديد...
وكل ذلك الزيف سينتهي...
إي والله.
في الأربعاء 25 مايو 2016 04:40:11 م