التحالف الإسلامي العسكري
بقلم/ خالد زوبل
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و يوم واحد
الخميس 17 ديسمبر-كانون الأول 2015 04:21 م
حينما زار بوتين خامنئي في نوفمبر المنصرم وأهداه مصحفاً، وطلب مدد الميليشيات الإيرانية في سوريا، كانت هذه رسائل واضحة بتقديمه إيران كممثل وحيد ومقاوم رسمي للأمة الإسلامية.. فلم تكن زيارة عادية بقدر ما كانت تحدٍّ واضح لغالبية الأمة الإسلامية، والاعتراف والدعم للأقليات المعتدية على حقوقها من وكلاء إيران في المنطقة كالحوثي وحزب الله وسائر ميليشيات إيران في العراق وسوريا والخليج..
إلى أن جاء الرد بإعلان تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، والذي حمل معه رسائل عدّة لعموم العالم الإسلامي والغربي بمجرد إعلان تأسيسه، وأبرزها:
1 الإسلام ليس الإرهاب.
2 الدول الإسلامية تضررت بالإرهاب أكثر من غيرها فهي الأولى في مواجهته والقضاء عليه، لا من يحمل شعار مقاومته زوراً كإيران وسوريا والعراق.
3 عودة المملكة العربية السعودية إلى ريادتها في التغيير وقيادة العالم الإسلامي لحمايته من التفكك والصراعات.
4 العودة للذات والثقة بالنفس وأن الدول الإسلامية بإمكانها صناعة حاضرها ومستقبلها بعيداً عن تدخلات الضباع.
لقد تعبت الدول العربية الإسلامية من التفكيك والتشظّي وبروز ظاهرة العنف، كما يئست من الخداع الغربي والأمريكي والمجتمع الدولي بحمايتها والتغطية على جرائم إيران ووكلائها في العراق وسوريا واليمن، ولعل مواقف الدول الغربية والموقف الأمريكي في سوريا والعراق واليمن خير شاهد. فميليشيات إيران في العراق وسوريا غازية محتلة، ومع ذلك لم يدِنها المجتمع الدولي يوماً، فيما يحسن دائماً حشد التحالفات وتجييش العالم إن دافع سنّي عن نفسه من الإبادة!
كما تعبت دول المنطقة من الدجل الغربي الدولي في المتاجرة بالإرهاب وإدعّاء حربه، حتى حولّوا العراق وسوريا إلى مذابح مفتوحة في المدن المعارِضة أو السنية فقط وكل هذا يجري بذريعة حرب داعش، فيما هي باقية تتمدد أكثر وأكثر بتوسعهم، وزيادة غزوهم واحتلالهم!
ففي سوريا تم شرعنة الاحتلال الروسي بالسكوت تارةً، أو بتسابق النفوذ وتقاسم التركة بتدبير أحداث كتفجيرات باريس وغيرها، ودخول فرنسا وبريطانيا للأجواء السورية بحجة مكافحة الإرهاب!
وفي العراق تتحرك ميليشيات إيران وقوات البيشمركة بغطاء جوي وتأييد دولي وإعلامي لمحاربة داعش، فيما النتائج كانت: نجاة داعش، وتصفية وتهجير إلى العراء لأهل السنّة الذين سيطرت على محافظاتهم داعش تحديداً! في عملية طرد جماعي وإخلاء ممنهجة تمهيداً لتغيير ديموغرافي يستوعب الميليشيات الإيرانية الداخلة عبر الحدود العراقية ، النصف مليون إيراني ربما !
وقد قال نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي بوضوح بأن: "هناك خطة متكاملة لإجتثاث السنة بشكل كامل من العراق"، وأضاف : " لابد من تحرير المدن العراقية من سيطرة داعش بطريقة صحيحة وعلى أيدي أهلها، وإذا استمرت السياسيات القائمة والتدخلات في العراق فإن خطر التقسيم قائم".
وفي اليمن لم يتوانَ الحوثيون والمخلوڈى§rعن طرق الباب الروسي طالبين منهم التدخل بحجة مكافحة داعش والتي ما هي إلا مخابرات رجال صالح من تنظيم القاعدة، والهدف هو التقسيم، وتشتيت التحالف، وإعادة جنوب اليمن المحرر إلى وكلاء إيران، وتخفيف الضغط عن الحوثي شمالاً ، وشطب عاصفة الحزم من الأساس!
لذلك جاءت فكرة التحالف لتقطع الطريق على مزيد من التدخل في جنوب اليمن ، وتحمي أجواء محافظات العراق السنيّة وأراضيها من التغيير والإبادة السكانية لأهل السنّة خصوصاً، وتحمي الأرض من التقسيم والفرز الدولي بحصان الطراودة (داعش)!
ولعلّ من أهم الخطوات التي ينبغي مراعاتها في الحلف:
تحرير مصطلح الإرهاب، وإعادة الاعتبار والتلاحم مع التيارات الإسلامية الفاعلة في الأمة الإسلامية كظهير بشري فكري رادع ضد المد الصفوي الحاضن للخمينية، والوقوف مع تركيا ضد التصعيد الروسي وتسليح المعارضة السورية، وتحريك قضية الأحواز العربية سياسياً وإعلامياً كبلد عربي محتل من إيران، وإنقاذ جنوب اليمن من التقسيم وقطع الطريق على تدخلّ دولي يفشل العاصفة، وإنقاذ سنّة العراق من الاجتثاث من بقية المحافظات بتحريرهم من داعش بأيدي عراقية وجبهة جهادية سياسية تحفظ سنتها من تصفيات الحشد وداعش.
وهكذا تكون اللمعة النجدية العثمانية الإسلامية المباركة حين تقود التغيير وتصنع حاضرها وترسم مستقبلها بأيدي رجالها وشبابها ونسائها وشعوبها، وبشعار الحرب على الإرهاب حقيقة لا كما يفعلون.