مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية
استطلاع: ناصر العواضي وعبد الغني اليوسفي
كثير هي المناظر السياحية في اليمن، والجميل عندما يجتمع عبق الطبيعة وجذور التاريخ في مديرية ذات مناظر خلّابة واسعة، وذات أثر تاريخي مشهود، وهي مديرية السياني بمحافظة إب، التي تسلب الألباب لجمالها السياحي واخضرار أرضها وتعدد حكاياتها.
وفيها ننقل القارئ إلى دهشة العين وتلهّف القلب بنغمات أصيلة تربط التاريخ والأرض والإنسان والجمال، فالسياني مديرية كساها الله تعالى بثوب الخُضرة الدائم، ومنحها عيون المها، ذُكرت في كُتب المؤرخين، واحتفظت بين جفونها بمعالم حميرية ونقوش كتابية، تسطر اسمها وأصالتها وأهميتها. تقع جنوب محافظة إب، يحدها من الشرق جبل الخضراء وجبل التعكر من الغرب. وتعد المديرية غنية بالسياحة الطبيعية والتاريخية، ولها أهمية في قاموس الإنسان اليمني الذي يبحث عن بذرة البداية وشذرات العصور المتعاقبة.
شواهد سياحية
هذه المديرية الجميلة صاحبة حلة وتاج وهيلمان، ولها شأن، حوَت فنون الجمال الجذابة ومناظر الهوى الساحرة، ولها مواصفات فريدة، تمثلت بجبالها العالية التي تناطح السحاب، وتغازل النجوم، ومُدرجاتها الزراعية المرصوفة على صدور الجبال، ومُنحدرات الوديان المطرّزة بألوان الطيف، وقُراها الجميلة الرابضة في بطون الأودية، والقابعة في قمم الهضاب، تظهر وكأنها معلّقة في الفضاء، تنشد عظمة التاريخ للآباء والأجداد، وخيرة أيامها فصل الصيف الذي يأخذ فترة ستة أشهر، وفيه يعود لها عُمر الشباب وبهجة الروح، وتنساب فيها عيون المياه الصافية، ولا يجد الزائر لها كللا أو مللا تعوّضه عمّا فات من عُمره وتدهش البصيرة، وكم وفود تنقّلت في محاسنها وبقاعها؛ كونها محطة جذب للزائرين، والسياحة فيها معوّدة بالكثير من وقع الجمال وريا المفاتن الطبيعية، التي جعلت الغزل فيها متعة وروعة للنفس والوجدان.
مجلداتها التاريخية
السياني تاريخ من قبل الإسلام يعود إلى العصور الحميرية المتعاقبة، كما أكد الكثيرون، وهو الأمر الذي أكد أهميتها وخصوبتها وجودتها ومكانتها في دائرة العين. ومن أشهر آثارها منطقة الحمراء، وجبل الملك، وثلم، وسناح، والمصانع، وساحات الجند، ومساقي المياه، وحصون الحماية في أعالي الجبال، ونقوش الملوك، والمسمّيات، وكل ذلك يعود إلى العهود الحميرية، حيث ما زال الدحق أحمر، والأثر باقيا، والوصية شاهدة للتاريخ.
أما في ظل الإسلام، فقد زادت أهميتها؛ كونها تقع في ملتقى طرق، فكانت سوقا للتجار، ومزارا للزائرين ومأوًى لطلبة العلم. فيها الكثير من المساجد والمآذن، وفيها أضرحة تفوق الــ50 ضريحا. ومن قُراها القديمة: قرية ذي أشراف، والظفير، وعرنة، ونعيمة، وصُهبان، وفيها سمسرة المحرس المشهورة، ومصنعة سير، ومصنعة صيرات. ومدارسها العلمية المشهورة: ضراس، والعمرانية وحلل والمسالقة. ولها العديد من الأسواق القديمة التي كانت تُذكر فيها: ذي الأشراف، والجدس، والمحرس. ويقال إن العُمرانية وحدها خرّجت 300 عالم بدرجة الاجتهاد في القرون المتقدّمة. وحديثا شبّت فيها مدينة حديثة أصبحت عاصمة المديرية، ولها أحداث تاريخية ارتبطت باسمها، وتوالت منذ القرن الثالث عشر الهجري، حيث اتخذها العثمانيون منتجعا سياحيا يستريحون فيه من عناء السفر، وويلات الحروب المنهكة. ولها العديد من حصون الحماية العسكرية العثمانية التي كانت مواقع حميرية ذات يوم.
أما سمسرة المحرس فقد شكّلت سوقا رائجا للبضائع القادمة من عدن وتعز؛ ليتم مقايضتها بالبضائع القادمة من صنعاء وإب وذمار ويريم، وكانت تأتي الملابس والعطور والبخور والتبغ من عدن وتعز، ويأتي الزبيب والعنب والبن والعسوب والمدائع من صنعاء، فيتم التبادل في سمسرة المحرس التي تحوي أكثر من ستين عقدا تاريخيا، وتحتل مساحة واسعة إلى جانب الكثير من السماسر الأصغر في المساحة، والتي تزيد على ثماني عشرة سمسرة.
اسم السياني
لمديرية السياني شجن تاريخي، وهمزة وصل بين الماضي والحاضر، فيقال إن اسمها جاء باسم سيّان بن وائل الحميري، وهي عادة عند ملوك اليمن كانت في الماضي، حيث كانوا يربطون المناطق بأسماء أولادهم لترسيخ الاستقرار والحُكم وتوارث الاسمية.
ورغم جمالها وصلابة بأسها فما زالت بحاجة إلى ترميم شواهدها؛ كي يزداد جمالها، وتحتفظ بسلطانها السياحي والتاريخي، وهي تنتظر خُطوة قادمة لإخراجها من عالم النّسيان إلى عالم الإشراق الواسع..
صحيفة السياسية