ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن في عهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي
زرت مصر بعد نجاح ثورة 25 يناير في إنهاء حكم مبارك ومشروعه التوريثي ، كنت دائماً ما أحب أن أستطلع أراء المصريين الذين ألقاهم لعلي أجد أحداً منهم يتعاطف مع مبارك خاصة وقد أصبح (رهين المحابس لا المحبسين) محبس المرض ، ومحبس الذل، ومحبس السجن، ومحبس المحاكمة ، لم أجد أحداً يمكن أن يبدي ولو طرفاً من التعاطف مع مبارك حتى من الذين لم يشاركوا في ثورة يناير ، الكل يلعنه ويلعن أيامه السوادء ، والكل يقبحه ويقبّح مشاريعه الصغيرة التي كان أبرزها مشروع التوريث .
أحد الحوارات التي لا أنساها كانت مع سائق أجرة ؛ قلت له كيف تجد مصر بعد مبارك ؟ أجاب : زي الفل والحمد لله ، يا راجل يكفّينا نسيم الحرية ده اللي بنتنفسه، إحنا أيام مبارك كنا عايشين زي الكلاب ، دول لما كانوا بيعملوا لجنة في الشارع (نقطة تفتيش) كان أصغر عسكري أمن يقدر يوقفك ويبهدلك في وسط الشارع على ولا حاجة وانت مش قادر تفتح بؤك (فمك) بكلمة واحدة ..... قاطعته قائلاً : ربما بالغت ؛ يبدو أنك ممن شارك في ثورة يناير ، أو أصيب أو استشهد في الثورة أحد أقربائك حتى تتحامل على نظام مبارك بهذا القدر .... أجاب : أبداً والله ، بالعكس أنا ما شاركتش ولا في أيتها مظاهرة ، تصدّق بالله ، أنا يوم ما قرا سليمان خطاب التنحي بكيت من قلبي ، وقلت حرام تاريخ الراجل ينتهي بالشكل ده ، لازم يتكرم ، أي والله قلت كده ... ثم أردف قائلاً بعد لحظة صمت : محنا معذورين ، إحنا ما كناش عارفين إنو بالوساخة دي، ده لازم يتعدم !!
أحببت أن أنقل هذا الموقف لأولئك الذين لا يزالون يتباكون على صالح ونظامه ، وإلى أولئك الذين يُستخدمون كأدوات لفرض المشاريع الصغيرة من بقايا النظام البائد ، غداً ستدركون كم كنتم مخدوعين بالرجل ونظامه الفاسد ، غداً بعد أن تتكشف لكم الحقائق التي كان يزيفها إعلام النظام السابق ستلعنون كل يوم وكل لحظة عشتموها في ظل ذلك النظام الذي أفسد الحياة من كل أطرافها ، وغداً ستقولون كما قال ذلك المصري :" إحنا ما كناش عارفين إنو بالوساخة دي" ، غداً في اليمن الجديد الذي سنبنيه بسواعد الجد والإخلاص والصفاء والنقاء والطهارة والوطنية والنزاهة ستذوب وتتلاشى كل المشاريع الصغيرة الباهتة ، وتعود للمواطن عزته ، وللقانون هيبته ، وللدستور حرمته، وسيدرك حينها المتباكون على صالح ونظامه البائد كم كانوا مغفلين .
أقول هذا وأنا على يقين أن الانتهازيين والطفيليين والنفعيين الذين يعيشون كالذباب على بقايا الموائد لا زالوا يروجون لبعض المشاريع الصغيرة المرتبطة بصالح وعائلته ليس حباً في الرجل وعائلته ، بل حباً لأنفسهم التي لا تستطيع العيش إلا وسط الأوحال المنتنة الفاسدة ؛ أحدهم يظهر على شاشة المؤتمر يوم الانتخابات مادحاً في الزعيم الوطني الخالد باني اليمن الحديث ومحقق الوحدة والرفاهية للشعب –حسب قوله- ويناشد الرئيس هادي بتكريم هذا الزعيم الوطني الذي لن ينسى التأريخ فضله .... من خلال ماذا؟ ... من خلال الإبقاء على صورة صالح إلى جوار صورته بعد فوزه في الانتخابات ، كما فعل محمود عباس مع صورة الزعيم الفلسطيني الراحل (ياسر عرفات) ... أنظروا ضيق الأفق وحقارة هذا المشروع الذي يقدمه أحد المتباكين على صالح ونظامه ..
موقف آخر لضابط في الأمن السياسي أمسك بيدي ونحن خارجين من المسجد عقب إحدى الصلوات أيضاً يوم الاقتراع ؛ قائلاً: خلاص يا دكتور ؛ طابت أنفسكم ؟ .. فأجبته : غداً تطيب أنفسنا جميعاً ببناء يمن جديد يعيد لك كرامتك كعسكري قبل أن يعيدها إلي كمدني ... فأجاب: والله ما عاد تسبر إلا إذا عين هذا الشيبة (يقصد الرئيس هادي) الفندم أحمد علي نائباً له، ما عيسبر الأمور إلا هو !! فأجبته لا إرادياً : قبحك الله؛ أنت ومشروعك الحقير هذا ، لو كان في سيدك هذا الذي تتحدث عنه خيراً لقدمه في أيام أبيه .
خلاصة القول ؛ غداً سوف تتلاشى كل هذه المشاريع الصغيرة وتتحطم على صخرة المشروع الكبير .. مشروع اليمن الجديد ... والدوام لله وحده ..