أردوغان يحسم موفقة من حرب عزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟
في ظل الإحتقان وغياب الحوار بين أطراف العمل السياسي ونتيجة للتهميش والإقصاء الممنهج الذي مارسه الحزب الحاكم في اليمن ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام ضد الأحزاب السياسية الوطنية الأخرى، وتفشي الفساد وإرتفاع نسبة البطالة والعاطلين عن العمل بين أوساط الشباب إلى ما يعادل 54.7% ، وغياب الديمقراطية الحقيقية وممارسة الديمقراطية الزائفة ، فإن الوضع في اليمن كان بحاجة إلى من يشعل النار في الهشيم، وعليه فقد أشتعلت الثورة الشعبية والمظاهرات بتاريخ 3/2/2011م، بقيادة الشباب المستقل وشباب أحزاب اللقاء المشترك، تلاها خروج الشباب في مظاهرة يوم جمعة الغضب بتاريخ 11/2/2011م يوم سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
ووجد الشباب اليمني وبعض من النشطاء والسياسين والأكاديمين ضالتهم في إشعال الثورة، واستلهموا الروح الثورية من التجربتين التونسية والمصرية، وبمعنى أدق فإن الثورة التونسية والمصرية ألهمت الشعوب العربية بأنها تمتلك قوة جباره قادرة على التغيير وبطرق سلمية وديمقراطية عبر ممارسة النظال السلمي المستوحى من التجربة الغاندية. وبدأ الشباب اليمني ومعهم بعض النشطاء في تسيير تظاهرة تضامنية مع الشعب المصري وأتجهوا نحو السفاره المصرية ورددوا شعار الشعب يريد إسقاط النظام -أول مرة يردد مثل هذا الشعار في اليمن - وكانت تلك المظاهرة بمثابة تجربة أولية للشباب لإختبار مدى قوتهم وقدرتهم على تنظيم المظاهرات عن طريق التواصل عبر الفيس بوك والرسائل القصيرة SMS ، وكان للناشطة توكل كرمان ومجموعة من الشباب المستقل والمتنور وبعض من شباب جامعة صنعاء دورا رائدا بإستخدام الإنترنت لأجل التوعية بالثورة والتحريض للمظاهرات عبر إستخدام الفيس بوك للتواصل مع الشباب وتنظيم المظاهرات الإحتجاجية، وفعلا تمكنوا من تحويل الواقع الإفتراضي إلى حقيقي موجود في الشارع اليمني، وبتاريخ 13/2/2011م، سير الشباب ووعد من النشطاء والصحفيين مسيرة نحو القصر الجمهوري ورددوا فيها شعار الشعب يريد إسقاط النظام ، وتعرض لهم المؤيدون لنظام الرئيس وقوات من الأمن والشرطة بالعصي والهراوات، وأعتدوا على الصحفيين والمراسلين والمصورين لوسائل الإعلام الأجنبية، وكسرت الكاميرات وصدرت الأشرطة المسجلة الخاصة بالمراسلين وتم إحتجاز عدداً منهم، وبعدها بدأ الشباب في تنظيم مظاهرات من أمام بوابة جامعة صنعاء تكاد تكون يومية تنادي بالديمقراطية وإسقاط النظام، ونتيجة لإستخدام العنف المتكرر ضد المتظاهرين والمؤيدين للديمقراطية، إستقطب الشباب المزيد من المؤيدين والمطالبين بإسقاط النظام، سعى بعدها المتظاهرون إلى إيجاد ساحة للإعتصام ، وكانت عيونهم على ساحة التحرير تيمنا بميدان التحرير بمصر، لكن النظام ومؤيدوه سبقوهم إليه، فلم يجد الشباب بديلا سوى الإعلان عن تسمية الساحة أمام بوابة جامعة صنعاء بساحة التغيير بتاريخ 20/2/2011م، وقرروا الإعتصام فيها.
وإنصافاً منا وحتى لا ننسى دور شباب مدينة تعز وبقية المدن اليمنية مثل عدن وعمران والحديدة وإب وصعده وحجة ومأرب والمحويت والجوف وذمار وغيرها من المدن اليمنية في صناعة عملية التغيير الديمقراطي ، فإن شباب تعز كان لهم الأسبقية في تسيير مسيرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام وإيجاد ساحات للإعتصام، وبدأوا بالتجمع والتظاهر ليلة إعلان تنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وفي صباح اليوم التالي وتاريخ 12/2/2011م، تجمعوا أمام مبنى المحافظة، بعدها نقلوا التجمع والتظاهر إلى شارع التحرير وبعد أن تزايد عددهم، نقل المعتصمون مكانهم إلى ساحة الحرية في منطقة صافر وبدأوا إعتصامهم بالساحة بتاريخ 12/2/2011م، وبعدها أنتشرت الإحتجاجات والمظاهرات في جميع ربوع اليمن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأداة الرئيسية والمحرك لهذه الثورات هي الثورة المعلوماتية الهائلة، والمتمثلة بالإعلام الحر والفضائيات والإتصالات والإنترنت والمواقع الإجتماعية كالفيس بوك وتويتر وغيرها فبدون هذه الأدوات الآنفة الذكر ما كان بإستطاعة هذه الثورات أن تجد طريقاً للنجاح، إلى جانب أن الوعي لدى المواطن العربي قد تطور نتيجة إستخدام هذه الأدوات وكان الشباب بمختلف فئاته هم الوقود الحقيقي لهذه الثورات.
ومن ضمن المجموعات والحركات التي تشكلت على الفيس بوك وكان لها السبق في إستخدام الإنترنت للدعوة للثورة الشبابية والتوعية والتحريض للقيام بالمظاهرات، مجموعة صحفيات بلا حدود، وحركة الشباب الأحرار، ومجموعة الشعب يريد إسقاط الرئيس صالح، ودعوة للمساهمة الفعلية في ثورة الشباب اليمني ضد الظلم والفساد، وحركة أحرار للتغيير، وغيرها من المجموعات الأخرى المتواجدة في الشبكة العنكبوتية.