آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تقوم بطرد أكثر من 500 طالب من أحد مراكز جماعة الدعوة والتبليغ غربي اليمن صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل صفقة سرية تسعى الصين لإبرامها مع الحوثيين بعد زيارته لمخيمات النزوح بمأرب..تحرك عاجل من قبل رئيس الوزراء بخصوص احتياجات النازحين د مختار الرباش: دليل الحوكمة الجديد يهدف إلى تطوير أداء قطاع الحج والعمرة توافقا مع رؤية المملكة 2030م لتطوير خدمات الحج والعمرة قناة إسرائيلية شهيرة تضع صورة عبدالملك الحوثي في صدارة قائمة الاغتيالات أحزاب التحالف الوطني بمحافظة مأرب تعلن رفضها القاطع لقرار الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على حميد الأحمر وتحذر من الانحناء إعصار مدمر يهدد حياة 22 مليون أمريكي  بولاية فلوريدا كأسوأ كارثة طبيعية منذ 100 عام وبايدن يناشد السكان بالفرار فورا البنك المركزي الإسرائيلي يكشف عن خسائر مخيفة ورقم فلكي لكُلفة الحرب خلال عام 20 صاروخاً من لبنان تجاه تل أبيب يشعل المواجهات من جديد.. وحزب الله يعلن تصديه لمحاولتي تسلل هي الأعنف اشتعال الحرب وبدءاً من اليوم..وكوريا الشمالية تعلن قطع الطرق والسكك الحديدية مع الجارة الجنوبية

همسات مغترب ثائر
بقلم/ سلطان عايش محمد
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
الأحد 11 مارس - آذار 2012 04:11 م

منذ اللحظة الأولى التي ولجت فيها ارض المهجر بل منذ اللحظة الأولى التي غادرت فيها بلدي الحبيب وأنا أتأمل شكل وتركيبة وبنية البلدان الأخرى مقارنة مع بلدي وعادة أهم ما يشد انتباه اي شخص مسافر من بلد الى أخر هو المطار حيث وانه أول نقطه ومحطة يصل إليها المسافر لذلك تصمم المطارات خاصة بتصميم معين يعكس وضع وبنية ألدوله ومستوى التقدم والتكنولوجيا التي وصلت إليه .

كان الفرق شاسعا والبون واضحا يعكس مدى القصور بين ما نملكه مقارنة مع ما يملكه الآخرون من مطارات بين العشوائية لدينا والنظام لدى الآخرين في كل شي في حجم المطار وطريقة تصميمه وتعدد مدارجه والتقنيات الرائعة الموجودة به والتي نفتقد الى ابسطها كل ذلك يعكس البعد التفكيري لدى الآخرين وضيق الخافق لدينا.

ولأن المطارات تبنى عادة خارج المدن للكثير من الاعتبارات فهناك نقطة اخرى تشغل ذهن المسافر ايضا وهي كيفية الوصول من المطار الى المدينة وماهي التسهيلات الموجودة والمتاحة التي تضمن للمسافر التنقل بسهوله ويسر دون عناء ومشقه ودون ان يتعرض لأي ابتزاز او نهب في بعض الأحيان.

فالتباين واضح بين وجود سكة حديديه وباصات كبيره مكيفه واسعة على مدار الساعه وبين ما يوجد لدينا في اكبر مطاراتنا الدولية وهو مجرد فرزه لسائقي التكسي او الباصات يتحكموا بها كيفما أرادوا خاصة اذا وصلت في أوقات متأخره من الليل.

ما لفت نظري أيضا في بلد ألغربه هو الأسلوب الراقي في التعامل مع الإنسان واحترام كرامة الإنسان والمحافظة على وقته وعلى أوقات الآخرين وذلك عن طريق وجود انظمه مدروسه ومعده لهذه الأغراض وحسب احتياجات الموسسات ناهيك عن التحديث والتجديد والتنويع في هذه البرامج والانظمه لتلافي القصور او العجز الذي قد يظهر فيها.

لله در الشاعر احمد شوقي حين قال

بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبنى ملك على جهل وإقلال

ان تقدم ونمو الأمم يقاس بالعلم وحده وبمستوى ما وصلت اليه البلد في مختلف العلوم والعلم كما يقال يجر بعضه بعضا اي ان الدول التي تحترم العلم وتأخذ به تنهض في كل الجوانب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا وكذلك الجهل. ذلك يبدوا واضحا حين نتامل بلد ما نهض في مجال الصناعه والتكنولوجيا فستجد ذلك يعطيه دفعه كافيه كي يحسن وينهض بمستوى اقتصاده ككل ثم يتجه لينهض بالبنية التحتية ثم لينشأ ويؤسس جيش قوي يحمي البلد وكل ذلك ينعكس على حياة الفرد في النهايه ومستوى الخدمات التي تقدم اليه وتصله باعتباره من أبناء تلك البلدة وله نصيبه من خيراتها مع انه في نفس الوقت لا زال الكثير منا من حملة الشهادات العليا في بلدي يعاني من قسوة العيش وصعوبة الوضع الاقتصادي في حين ان بلدان اخرى قد كفلت هذه المشكلة وأمنت السبيل أمام المواطن البسيط لينال ويحصل على كل الضروريات دون جهد يذكر.

استوقفتني الكثير من التساؤلات واستغربت من وجود واستمرار هذه الحالة وذلك الوضع المخزي والعشوائي في بلدي وتسالت في نفسي هل يعقل ان حكوماتنا المتتالية والمتعاقبة لم تنظر ولم تسمع عن مستوى النهضة الموجودة لدى الشعوب وتحاول ان تسايرها او اقل شي للمجتهد ان لم يستطع اللحاق ان يقلد فلم أجد اجابه البته تقول ان وضعنا سليم وان أمورنا على ما يرام.

لا ندري متى سنصل الى ذلك اليوم الذي ينعم فيه الإنسان العادي والبسيط بكل مقومات الحياة دون عناء وتعب باعتباره ممن قدر له ان يكون من سكان تلك البقعة المعمورة على هذه البسيطة وله حق في خيراتها وثرواتها كما كان يحدث في عهد الخلافه الراشده.

لم تكن تلك الأخلاقيات التي وجدت في فترة ألخلافه الراشدة عشوائية ولا عن جهل حينما كان يعطى الفقراء والبسطاء من بيت مال المسلمين وتغطى نفقاتهم بل ويزوج المعسورين من الشباب من بيت المال بل كان كل ذلك عن علم ودراية بان الأرض لله وقد قسم أرزاق خلقه فيها قبل ان يجدوا أنفسهم على هذه البسيطة وبالتالي فهم متساوون في الميراث الدنيوي وفي تقاسم خيرات هذه الأرض كل حسب موضعه او مكانه.

اندهشت كثيرا حينما رأيت وشاهدت مستوى ومقدار الإنفاق في مجال الأبحاث والدراسات ومقدار الدعم والتعاون الذي يقدم للطلبة في سبيل تميز وتقدم البحث العلمي في حين ان ذلك منعدم في بلدي تماما وأمام من يرغب بالدراسات العليا اما ان يستلف او ان لا يفكر في الدراسه كون الجامعه لا يهمها الموضوع لا من قريب ولا من بعيد بل حتى لا تعرف سبب إنشائها .

فهل يا ترى مازال هناك أمل في تجاوز مثل هذه الأوضاع والنهوض بالبلد للمستوى المطلوب في شتى مناحي الحياة وإعادة الاعتبار الى المواطن البسيط ليعيش بأمن وسلام لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.