آخر الاخبار

أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات قبائل أبين تحذر عيدروس الزبيدي : قادرون على انتزاع حقوقنا والوقوف ضد أي قوة تحاول المساس بأمن واستقرار أبين ست جهات حكومية يمنية تبدا سلسلة إجتماعات مع صندوق النقد الدولي في عمّان ورشة توعوية بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة ودور الدعاة والخطباء والسلطه المحلية بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين

سوريا.. وجوب الثورة ومازق الخارطة
بقلم/ ياسين الزكري
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 14 مارس - آذار 2012 04:51 م

الناظر لخارطة سوريا وجوارها يدرك كم أن سوريا تبدو اليوم محشورة في زاوية صعبة بالمقارنة مع الأقطار العربية الأخرى التي وصلتها رياح الربيع العربي.

تلتقي سوريا شمالا مع الأراضي التركية الواقعة حاليا في ظل حكم الأخوان المسلمين وهذا شيئ جيد بمقياس الشعب السوري ..لكن تركيا أيضا تلقي حدوديا مع ايران وتلتزم بعديد اتفاقيات معها وايران حليف لسوريا وهذا جيد من نظر النظام السوري

أما شرقا فان المسالة تبدو أشبه بساحة واسعة للمراوغة فالنظام العلوي اقرب الى الشيعية الحاكمة في العراق وكلاهما حليف لإيران التي تود إبقاء العراق وحدود العراق مع سوريا منطقة توتر فيما يرى الأمريكيون وحلفاءهم في العراق ان النظام السوري يزعجهم من ناحية فتح حدوده لتغذية عمليات في العراق لكنهم لايعرفون طبيعة النظام القادم فهو في حال كان سنيا سيدعم سنة العراق ومابين السنة والقاعدة في المقياس الأمريكي خيط رفيع جدا..

جنوبا تقع الأردن وهي قد تكون مرتاحة بشكل ما للثورة في سوريا لكن مخاوف العدوى من جهة والاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل يجعلان الأمر غير قابل لاتخاذ قرار حاسم في دعم الثورة السورية التي لا ترغب إسرائيل بنجاحها حتى ألان.

وأما الغرب فحكاية أخرى.. فمن تلك المساحة الضيقة بين سوريا واسرائيل يتغذى النظام السوري أيامه الإضافية في القصر..

تقوم فكرة الدولة في إسرائيل على أساس نظرية الأمن وفي هذا الاتجاه فإن لا شيئ يضاهي القوات الإسرائيلية في الدفاع عن الأمن الإسرائيلي واستقرار المستوطنين أكثر من الجيش السوري على الحدود السورية الإسرائيلية وراء الجولان حيث ظلت الجبهة الشرقية لإسرائيل هادئة على طول الخط منذ احتلال الجولان في الخامس من يونيو حزيران 1967 وحتى ماقبل انطلاق الثورة الشعبية في سوريا..

ولان إسرائيل لن تجد سلطة في سوريا أكثر حرصا على هدوء الجبهة الشرقية من سلطة الأسد فإن استمرار هذه السلطة حتى أخر دقيقة يعد بشكل او بأخر رغبة إسرائيلية أما وأن الثورة الشعبية بلغت نقطة اللاعودة فإن ثمة تعديل على إستراتيجية الأمن الإسرائيلية القائمة على الردع والتوازن يمكن تعديلها بشكل ما او إضافة صورة أخرى لأدواتها لتغدو في صورة "إنهاك الجيش السوري يضمن التفوق لإسرائيل وبالنتيجة يضمن تحقيق مبدأ "سوريا ضعيفة يعني جبهة شرقية امنة" وتلك هي هدية النظام السوري لإسرائيل التي يجتهد في تجهيزها قبل مغادرة اسوار القصر الرئاسي..

مشكلة الثورة في سوريا أنها لاينظر إليها بنظارة واحدة فهي من نظر إسرائيل والولايات المتحدة خطر قادم على امن إسرائيل في حال نجاحها في الإطاحة بالنظام قبل إضعاف الأمن والجيش والاقتصاد السوري.. وهي من نظر إيران قطع للأذرع الخارجية الطويلة لطهران وفقدان ضحية بالنيابة في حال مواجهة محتملة مع إسرائيل او خسارة ورقة ضغط فاعلة في الحوار مع الغرب وتجنب ضربة عسكرية محتملة لمنشآتها النووية وقدرتها الصاروخية

وهي من نظر حزب الله تقطع شريان التغذية وتهدم حائط الاستناد في الوقت الخطأ ومن نظر الغالبية اللبنانية أشبه بقدر يتدخل لرفع الصخرة عن صدر لبنان ليتنفس الحرية بملء رئتيه وهي من نظر العراق طارئ غير مرغوب فيه يكشف حدودها الشرقية على المجهول وقد يفتح عمقا فاعلا لسنة البلد الذي بدأ شيعته يتذوقون نعيم السلطة..

أما من نظر الروس فآخر قلعة للعودة إلى الديار القديمة وربما ورقة ثمينة لانتزاع صفقة نادرة من الشرق وأخرى من الغرب في حال تأكد ان البوابة ملغومة.. وهي بالنسبة للصين فرصة تسجل في دفتر الإقراض مع روسيا لكن الى حين يكفي مبدئيا باستعادتها ذات يوم عصيب ..