آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

حكيم عربي ..يرحل
بقلم/ جمال الجعبي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أسابيع و يومين
الإثنين 07 يناير-كانون الثاني 2008 06:54 م

مأرب برس – خاص

تكثف مشاهد الجنازة مسيرة المتوفي، وتكون الصورة أكثر وضوحاً في مشاهد وداع السياسيين كونها تعبير عن الحصيلة التي حصدها السياسي طوال فترة عمله، وإفراز للمكانة التي يحتلها في محيطه السياسي والاجتماعي، حيث تتحول لحظات الوداع إلى رسالة للحاضر والمستقبل بأهمية الدور ومكانة الشخص.

وفي جنازة فقيد اليمن والأمة العربية والإسلامية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر(رحمه الله) رسم المشيعون الذين تقاطروا من داخل اليمن ومن خارجه، صورة لمعاني التقدير والاحترام والوفاء لرجل احتل مكانة كبيرة في تاريخ بلاده وتجاوز بأدواره ليكون شخصية عربية لا تقل عن شخصيات احتلت مكانة كبيرة في ضمير شعوب المنطقة.

وللشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مواقف داخلية وعربية وإسلامية كبيرة، وإذا كان قد قيل الكثير في أداءه الداخلي وأوضحت مذكراته عن الكثير منها فإنه يمكن الوقوف أمام مواقف إقليمية مشهودة ومحفورة في ذاكرة التاريخ لا يستطيع المتابع والقارئ لهذا التاريخ تجاوزها.

احتلال دولة الكويت:

في الثاني من أغسطس 1990م اجتاح الجيش العراقي دولة عربية معترف بها وعضو في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية هي دولة الكويت، وانقسم الشارع العربي بين معارض في اغلبه وأقليه مؤيده، ورغم المواقف القومية والدعم الكبير الذي قدمته الكويت لسنوات طويلة لليمن، فإن علاقات النظام في اليمن بالنظام في العراق جعله يقف موقف احتسب على النظام العراقي، واستخدم الشارع اليمني كغطاء لهذا الموقف وتمت تعبئة الجماهير وإخراج المسيرات للتعبير عن التأييد العلني والضمني للاحتلال العراقي للكويت، وعندما تكون التعبئة للجماهير فإن السياسيين يكونون أمام خيارين إما ركوب الموجه والمزايدة في الطرح، أو الصمت باعتباره اضعف الإيمان، لكن الشيخ الحكيم عبدالله بن حسين الأحمر كان مختلفاً حيث امتلك الشجاعة ليقف في وجه طرفي الحكم في اليمن حينها(المؤتمر والاشتراكي) ويتبنى موقف صحيح وصلب في إدانة الاحتلال العراقي للكويت، ويستقبل الوفد الشعبي الكويتي المنبثق عن مؤتمر جده، والذي يضم بينه نخبة من أفضل رجال الكويت ومن كانوا يمثلون سفراء لليمن لدى الكويت قبل الغزو وفي المقدمة الأديب والشاعر الكويتي أحمد السقاف(أطال الله في عمره)،ويشير الكويتيون اليوم إلى هذا الموقف الحكيم من الشيخ عبدالله باعتزاز وتقدير.

وقد أثبت الشيخ عبدالله بذلك الموقف أنه كان صائب الرأي وحكيماً واسع الأفق، وأكدت الأحداث التي جرت بعد ذلك صحة موقفه.

القضية الفلسطينية والمقاومة:

تحتل القضية الفلسطينية مكانة كبيرة في وجدان الإنسان العربي عموماً، وفي ضمير المواطن اليمني بصورة خاصة، وفي الوقت الذي تقف الأنظمة السياسية العربية موقف المناصر والداعم للقضية الفلسطينية نجدها تتردد أمام دعم وتأييد المقاومة للاحتلال الصهيوني والحال ينطبق على المقاومة اللبنانية بذات القدر من المقاومة في فلسطين. لذلك نجد أن الحديث عن المقاومة يكون مصحوباً باستثناءات وتردد، لا نجده عند الحديث عن دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف غريب لمساندة شعب محتل حيث يتم مساندته ولكن ليس لمقاومة المحتل، ولكن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر(رحمه الله) لم يكن من النوع الذي يقبل الاستثناء في الدعم والتأييد للمقاومة باعتبارها حق للشعوب في مواجهة الاحتلال.ومن هنا كان تبنية لمؤسسة القدس ودعم حركة المقاومة في فلسطين ولبنان بصورة عملية وصريحة تتحدى الترهيب والترغيب. هذا الموقف من الشيخ عبدالله زاد من رصيد اليمن القومي والإسلامي وجعل صنعاء محطة للكثير من الأطراف لطرح آرائهم ومواقفهم، واستطاعت القيادة السياسية بفضل المواقف المتقدمة للشيخ عبدالله أن تطرح العديد من المبادرات والمواقف المساندة للشعب الفلسطيني وإيقاف القتال الفلسطيني الفلسطيني.

وهذا يمكن أن يوضح الحضور الفلسطيني والعربي في الجنازة باعتبار الفقيد صاحب مكانة تتجاوز محيطة الوطني لتكون شخصية عربية وإسلامية كبيرة.

رحم الله الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي فقده اليمن والأمة العربية والإسلامية.

رحم الله الحكيم اليماني والعربي الذي خسرناه.

والهم الله أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.