الجيش السوداني يعلن السيطرة على مواقع جديدة في أم درمان
أطعمة تحارب الشيب المبكّر
برشلونة ضد جيرونا.. موعد المباراة والتشكيل المتوقع والقناة الناقلة
النفط يسجل مكاسب متتالية للأسبوع الثالث وسط ضغوط على الإمدادات
الغارات الأميركية تفتح أبواب الجحيم على الحوثيين في اليمن
الجيش السوداني يعلن عن ضبط أسلحة ومنظومات التشويش ..تفاصيل
قصف متواصل وعمليات جديدة للطيران الأمريكي في 6 محافظات يمنية ..تفاصيل
مقترح جديد لصفقة التبادل في غزة يتضمن إصدار ترامب تصريحا رسميا
حيث الإنسان يزرع الأمل في حياة إيمان وينقلها الى مصاف رائدات الأعمال بجزيرة سقطرى ... حكاية شابة غادرت دائرة الهموم لتلتحق بمضمار النجاح والمستقبل
ترامب يتوعد إيران بـالأمور السيئة
غادرتني دمشق والناس يومها أفواجا إلى بيت الله الحرام وفؤادي يهفوا إلى وطن ظلمه أجدادنا حين أسموه كذبا بالوطن السعيد .
ثلاث ساعات وأنا ارسم لليمن صورا في ذاكرتي تتراوح بين الانجازات والتطور وبين نفحات التاريخ وخصال الإنسان اليمني النبيل ، وزميلي بجانبي يرى حجم الشوق ويقرئه في عيوني وأنا استنكر عقارب الساعة وحركتها البطيئة ، وكلمات تتزاحم في ذاكرتي ولوحات أدبية وخدوش من بقايا ذاكرة قديمة أحاول ترميمها كلما تذكرت تلك المصطلحات التي سمعناها كالثورة والتغيير والحرية وحرية التعبير .
وفي مشاعر الرهبانية والحنين إلى الوطن ...كان انقطاع الإضاءة في الطائرة دليل يوحي أننا في سماء اليمن ، وان تتلاشي بعض من الأحلام الكبيرة التي رسمتها في مخيلتي .
هبطت الطائرة بسلام ...وما إن عانقت الوطن بنظرة عاشق حتى ملئت روحي بنسيم هوائه وأنا أذوب عشقا وحبا بين أحضانه .
تدافعنا إلى الجوازات ...بعضهم من لوعة الفراق والبعض كروتين من الحياة اليمنية ، وعيوني تتغلغل في تفاصيل كثيرة ...المطار ، النظافة ، الناس والانتظام ، الموظف ، لوحة الإعلانات والكثير من التفاصيل التي استغرقتها الفترة المتوقعة لتأشيرة الجواز ...وفجأة يأتيني البشير ليقول : انت ممنوع من الدخول وعليك الانتظار ويغادر بجوازي بناء على توجيهات عليا ؟
وأنا في الانتظار ...أحاول التذكر كم مرة حملت السلاح ( عفوا القلم ) في وجه الفساد ؟وكم مرة قلمي حاول المساس من قداسة الجهات العليا ؟ ومن هي الجهات العليا ؟
وهل القديسة الجديدة ....هي السيدة أمنة ؟
نصف ساعة في صالة الانتظار...كانت كفيلة بان اكفر بمضامين الثورة والحرية والتغيير وأنا أشاهد الكثير يمرون بسلام وأنا ممنوع من دخول وطني .فما الذي تغير يا قداسة الجهات العليا؟
يقترب من جانبي احد الضباط ويفتح معي حديثا مطول حول الكثير من الامور وان على الصحافة التوقف عن النيل من المنجزات وعرقلة عجلة التنمية ، وان كتاباتي مزعجة وان الوطن بألف خير وربما جنتان عن يمين وشمال ....وأنا انظر إليه بابتسامة خفيفة مالذي تغير ؟
ليأتي الموظف حاملا الجواز وقد تم السماح لي بدخول وطني ...ولكن بعد تدخل جهات عليا ؟
وفي الحقيقة أنني خلصت إلى حقيقة مرة في وطن كاليمن لا يجتمع حب الوطن وحب الجهات العليا ...والولاء للجهات العليا فرض عين وللوطن فرض كفاية .
أعود إلى وطني ...وطني الذي غادرته جريحا أعود اليه وهو مقبرة مفتوحة ...وأضرحة تسكن بموتى حكم عليهم القدر بالحياة ...وصدى أنيين من كل مكان .. أعود إلى وطني ...والألم فريضة سادسة في ديانة التغيير التي سنتشارك سويا في تسابيحها في الحلقات القادمة .