آخر الاخبار

عاجل.. مؤتمر مأرب الجامع يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى سرعة دعم وزاراة الدفاع ونقل مقار البنوك الى عدن وتنفيذ قرارات الرياض .. استثمار الفرصة التاريخي الحوثيون يفشلون في التقرب الى ترامب وتوسلاتهم ذهبت أدراج الرياح .. تقرير أمريكي: الغد ليس جيدا بالنسبة للحوثيين طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل اليمن تودع السياسية والأكاديمية اليمنية وهيبة فارع التكتل الوطني للأحزاب السياسية يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى استثمار الفرصة التاريخية لإنهاء الانقلاب أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب بدمشق الأمم المتحدة تعلن تعليق جميع تحركات موظفيها الرسمية في مناطق سيطرة الحوثي مكتب مبعوث الأمم المتحدة يكشف عن لقاء مع وفد سعودي عسكري لمناقشة وقف اطلاق النار باليمن وتدابير بناء الثقة من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟ من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما

غضب التاريخ وغضب الجغرافيا
بقلم/ سنان علي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 5 أيام
الأحد 19 يونيو-حزيران 2011 03:40 م

تغضب الجغرافيا احيانا وكذلك يغضب التاريخ فتغضب الجغرافيا عندما تثور الزلازل والبراكين والاعاصير والعواصف نتيجة اجتماع عوامل عدة جيولوجية وتكتونيه وغيرها من عوامل التعرية فتثور فتظرب اقاليم وتدمر اُمم وتتعدى اوطان واحيانا تتعدى البحار والمحيطات توسنامي مثلا .

وكذلك يغضب التاريخ عندما يتولد شعور بظلم الحاضر واجتماع عوامل من ظلم وتهميش وفقر ........ وغيرها من عوامل التعرية الجيوسياسية فهناك غضبات للتاريخ تحصل نظرا لتراكم احداث وعوامل عدة تنفجر فجأة وتفاجىء كل المحيطيين بها وتحدث احيانا دمارا هائلا تربك كل من حولها فكل الاطراف تحاول ان ترتب اوارقها لكي تستعد لمواجهة الخطر الداهم لها والدفاع عن مصالحها ودرىء ما يهدد بقائها نكبة فلسطين ثورة مصر احراق محمد البوعزيزي لنفسة مثلا.

وفي اعتقادي لقد ثارت الجغرافيا في تونس ضد الطاغية بن علي عندما ركز التنمية في المدن الساحلية حيث يتوافد السياح والاربيون ونسى وتناسى المناطق الداخلية حتى اصبحت خارج نطاق الدولة فثارات تلك المناطق ضدة لانه وفر عوامل التعرية هناك بشكل جيد فثارت تونس وانتصرت لشعبها وتعدت ثورتها اوطان ومحيطات وعمت كل ارجاء العالم والقت بضلاها على المشهد العربي وبثقلها المعنوي على كل اخواتها الدكتاتوريات في الوطن العربي.

وغضب التاريخ عندماغضبت مصر المحروسة و شعر اهلها بهدم تاريخهم الطويل والعريق عندما هُمشت وقُزمت وقُوطِعت ام الدنيا وضاقت على اخوتها العرب حتى كادت ان تلغى من الذاكرة العربية التى لطالما اثرتها تاريخيا وعلميا وفنا وثقافتا بل وفُتحت امام الجواسيس والاسرائيليين والامريكان بلا رقيب او حسيب وقبلتهم بعد ان كانت عصّية عليهم لعقود من الزمن وينتابني الالم دائما وابدا عندما اتذكر كلام مناحيم بيغن عندما قال لم يكن يحلم اي احد في اسرائيل ان يزور القاهرة بسلام واني اليوم ازور مصر واستقبل بترحاب منقطع النظير تستقبلني وحدة من جيش مصر بسلاحها حاملة لعلم اسرائيل وتردد نشيدها الوطني ترحيبا بي فكل هذة العوامل ادت الى غضبة تاريخية جعلت الشعب المصري يثور من اجل تاريخة وكرامتة وسقط الطاغية وبدأت مصر المحروسة تستعيد بريقها وقوتها الدُبلماسية والثقافية ومكانتها الطبيعية في الوطن العربي قلبة الكبير وحاضنت ابنائة .

 اما في وطني الحبيب يمن الايمان والحكمة فقد غضب التاريخ والجغرافيا معا فاوجدا غضب الشعب اللامتناهي فقد غضبت الجغرافيا في الجنوب وفي صعدة عندما هٌمشت فالجنوب اُخذ كغنيمة حرب واما صعدة فلم تصل اليها الجمهوية بعد وثارت تعز واب وحضرموت لتاريخها وثار اليمن من اقصاة الى اقصاة عندما اجتمعت كل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية من تهميش وظلم وقمع وقهر وفقر وعطالة وبطالة واميه وتخلف وفساد ورشوة ووساطة ومحسوبية واستبداد ودكتاتورية وتفرد وتسلط وانتشار للسلاح وغياب للقانون والدولة معا كل ذلك جعل الشعب اليمني بكل تفرعاتة واطيافة واتجاهاتة في بوتقة واحدة فغضب الشعب وثار وانتفظ لكي يسترد كرامتة المسلوبة وحقوقة المنهوبة وحريتة المأخوذة ومواطنتة الغائبة وسلطتة المغتصبة من ايدي مغتصبيها الذين لم يفكروا يوما ان شخص ما سيثور عليهم لانهم اعتقدوا ان بامتلاكهم المال والسلاح سوف يخظعوا اي شخص كائن من كان وليس عليهم فقط الا ان يرضوا الامريكان ولكن انهم امتلكوا الغباء السياسي ايضا ولم يدركوا ان ارادة الشعب فوق ارادة جلادها مهما كانت قوتة وان الشعب ابقى من حاكمة مهما كانت سلطتة وتسلطة.

فالاحداث تُقاس بقدر ما تحدثة ففي التاريخ يحدث حدث معين قد يغير احداث كثيرة فالاحداث تُقاس في اللحظة التي وقعت فيها والظروف المحيطة بها ومدى تأثيرها وفعاليتها في اعادة توجية مسار احداث تليها وبلورتها في صالح الشعوب والامم فمحمدالبوعزيزي هو من احرق نفسة واشعل شمعة الحرية التي لن تنطفئ في كل ارجاء الوطن العربي رغم انوف الطغاة واشعل فتيل ثورة الشعوب ضد جلاديها ومستبديها مستعمريها مهما حاولوا البقاء فان نهايتهم هي نهاية تشاوشيسكو وموسليني حتما. 

فتحية الخلود والحب والعهد والوفاء للشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل بقاء بلدانهم مرفوعة الهامة مصا نة الكرامة مكللة بتاج الحرية ولسان حالهم يقول ( اموت وتحيا بلادي).