آخر الاخبار

صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل

الشهيد علي عبدالمغني
بقلم/ عادل عبد المغني
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 27 يوماً
الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:09 م


 "نحن الغد وهم الأمس، والأمس مضى والغد قادم"، كلمات من نور قالها قبل نحو نصف قرن شاب شغلته هموم اكبر من سنه، لكنها لم تكن أبدا اكبر من وطنيته وتطلعاته لمستقبل أفضل لبلده. انه الشهيد البطل علي عبدالمغني عقل ثورة الـ26 سبتمبر 1962م وقائدها، ومفجر شرارتها الأولى.

 ورغم العقود التي مضت على قيام ثورة سبتمبر في اليمن إلا أن الشهيد عبدالمغني الذي استشهد بعد أسبوع واحد من الثورة يحضر اليوم في ثورة الشباب التي قامت لتعيد الاعتبار للثورة الأم بعد أن انحرف بها النظام بعيدا عن مسارها.

ولم ينحصر تواجد الشهيد علي عبدالمغني في الخيام التي نصبها الشباب باسمه في ساحات التغيير وميادين الحرية والكرامة، ولا في المنتديات التي تحكي تاريخه الحافل بالكفاح والتضحيات، ولكنه حضر أيضا بروحه الطاهرة التي تحلق في سماء ساحات الاعتصام يغمرها الفخر والاعتزاز بشباب اليمن الأبي الذين خرجوا بالملايين لرفض الظلم والطغيان والجبروت.

الشباب الذين رافقهم علي عبدالمغني منذ الأيام الأولى للمسيرات الاحتجاجية التي جابت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وهم يشكون له جور ما وصل إليه حال اليمن اليوم بعد نحو 50 عاما على الثورة حين هتف الثوار:"يا علي عبدالمغني ... علي صالح جوعني" ويا علي عبدالمغني ... علي صالح جهلني" وغيرها من الهتافات التي أرادت أن توضح أن الأهداف التي قامت عليها ثورة سبتمبر والتي من أولوياتها القضاء على الفقر والجهل والمرض لم يعد لها وجود اليوم في قاموس الإصلاحات الحكومية التي فاقمت من أعداد الفقراء في اليمن حتى وصل الحال أن يعيش نحو ثلثي الشعب تحت خط الفقر، وكذلك الحال بالوضع التعليمي الذي بلغ من السوء ما لا يمكن تخيله، ومثله الصحة التي وصل بها التردي حدا صار فيه أعداد اليمنيين المصابين بالأمراض التي نساها العالم منذ سنوات طوال بالملايين كما هو الحال بمرض الملاريا التي لا تزال تنهك أجساد ثلاثة ملايين يمني كل عام، وكذلك البلهارسيا وشلل الأطفال، فضلا عن السرطان الذي يحصد أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين كل عام ومثلها أمراض الكلى والقلب في ظل انعدام كامل للصحة المجانية في البلد، بل والمرافق الصحية بالمعنى المتعارف عليه.

أما النظام الجمهوري الذي جعله ثوار سبتمبر على رأس أهدافهم فقد تلاشى شيئا فشيء في العهد الصالحي الذي استمر فيه بقاء صالح في الحكم أكثر من ضعف المدة التي قضاها الإمام في العرش، حتى صارت الجمهورية في سنوات عهده الأسود أشبه بمملكة محصورة عليه وأسرته من الدرجتين الأولى والثانية.

ولان الأمر كذلك فان الجيش الوطني القوي الذي سعى ثوار سبتمبر لإنشائه لم يعد كذلك، بعد أن حوله الحاكم إلى قوات عائلية لحمايته وحماية عرشه الذي كان يتهيأ لتوريثه نجله الأكبر من بعده دون أي اعتبار لتضحياتكم الجسيمة ودمائكم الزكية التي أريقت في طريق الثورة.

لكن الشباب اليمني اليوم لم يكن اقل عظمة من جيل الشهيد علي عبدالمغني ورفاقه فأبو إلا الانتصار لأنفسهم ووطنهم واستعادة ثورتهم المسروقة سائرين على خطى ثوار اليمن الأوائل وشهداءها الأبرار، مستلهمين خطاهم ورؤاهم.

الشهيد علي عبدالمغني الذي قادة ثورة سبتمبر في ريعان الشباب حيث كان يسير في العشرينات من عمره، يخاطب شباب الثورة اليوم بلغة مفهومة لاعتبارات عدة بينها تقارب الأعمار واتفاق الأهداف والمبادئ.

هو الشهيد علي عبدالمغني احد شباب اليمن العظماء الذين يسطرون اليوم أروع ملاحم العزة والكرامة، فابهروا العالم بثورتهم البيضاء وصمودهم الأسطوري وأعادوا رسم أجمل صورة لليمن السعيد والشعب الحر الأبي، مؤكدين للعالم اجمع الهوية الحقيقة لليمنيين النابعة من حضارتهم الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ منذ نحو 10 آلاف عام.

وبحلول الذكرى الـ 49 لثورة سبتمبر يدنو على عبدالمغني من شباب الثورة في ساحاتهم وميادينهم العطرة ليقبل رؤؤسهم ويشد على أياديهم ويردد على أسماعهم مقولته التي تدوي في الفضاء:" "أنتم الغد وهم الأمس، والأمس مضى والغد قادم"