آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا
بقلم/ عبدالفتاح علوة
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2012 08:50 م

بأي حال من الأحوال لا يمكن السكوت على هكذا تعسف وامتهان لحرمة المقدسات، فالمسجد ما كان ليستخدم لأي غرض سياسي أو حزبي إلا نتيجة سكوتنا علي هكذا ممارسات، ولن تسمح لنا قيمنا وأخلاقنا ووازعنا الديني بالصمت على استمرار تدنيس هذا المكان الشريف بأي مماحكات سياسية أو حزبية والتي يجب أن يكون لها أخلاق وضوابط يجب على الجميع الالتزام بها.

وانطلاقا من مبادئنا وقيمنا النابعة من الدين الإسلامي الحنيف الذي يحرم علينا الكذب والتزييف والابتزاز نستنكر هذا الإصرار على استخدام الدين والمسجد وحلقات التحفيظ في أتون العملية الحزبية واستثمار ذلك للمصلحة الحزبية الضيقة.

فأي كان الكلام الذي قيل في المسجد من احد إخواننا بقيادة الإصلاح صحيحا أم خاطئا، يعبر عن موقف الإصلاح أم وجهة نظر خاصة بقائلها، وان اتفقنا معه في جزء مما قاله واختلافنا في كثير منه، إلا أن ذلك يعد في إطار تسييس المسجد واستغلال الدين لنفس الغرض السياسي التاريخي الذي مازلنا نتجرع تبعاته المرهقة التي نشأت تحت مسمى الدين والمذهب، ومازلنا منذ قرون نجني ثمار ذلك التوظيف السياسي للدين وندفع الفواتير المؤجلة وسيستمر الأمر إن نحن سمحنا بذلك.

إن من يملك وجهة نظر يريد إيصالها للناس يجب عليه أن يختار المكان المناسب ويقل ما يشاء... ومهما يكن الاتفاق بين أحزاب المشترك الذي أشير إليه في حديث صاحبنا، فهو لم يكن صلح الحديبية ولم ينص على أن من أتى من الإصلاح لأي من أحزاب المشترك فليردوه وان العملية الحزبية متوقفة عند لحظة ذلك الاتفاق، وان الوقت ليس وقت العمل الحزبي والسياسي،،،،، فماذا يكن الوقت إذن، إن لم يكن وقت نشر ثقافة الاختلاف الايجابي والاعتراف بالآخر ونشر الوعي وبث قيم المحبة والتسامح بين الناس.... ومما ذكره أيضا أن أشخاصا وأناسا معروفين هم فقط من لا زالوا ثوريين وأما الآخرين فقد ذهبوا ليقتسموا الغنائم أو تركة الرجل المريض – كما قال- ولكنه لم يقل شيئا- ولا نريده أن يقول - حينما خرجنا للساحات بصدورنا العارية وبقيم ثورتنا الرائعة، ثورة المحبة والتسامح بينما كان غيرنا منتظرين الأوامر من قادتهم الذين لم يكونوا قد حسموا أمرهم مع حليفهم الأكبر حتى تلك اللحظة، ومن جهة أخرى فهو لم يدرك بعد ما هي الثورة ويظن أنها فوز طرف على آخر وانتصار حزب على نظيره.. فالثورة إن لم تكن ثورة في الأفكار والمفاهيم فلن تكون غير مؤامرة قادتها عصابة كما كان يريد علي صالح تشويه سمعتها قبل أن فشل في ذلك تاركا المهمة لمتشدقي الثورة.

إننا لا يمكن أن نعمل ضد احد.. ولا يمكن أن نحقد على أي كان، لأننا ندرك أن غيرنا قد مارسوا ذلك وجنوا ثمرة ما اقترفوه وانتم تنظرون، ولأننا أيضا نملك مشروعا حضاريا نسعى من خلاله لبناء الوطن وتحقيق دولة النظام والقانون ولا يمكن أن نضيع أوقاتنا بمماحكات تافهة، إدراكا منا ووعيا بعظمة القضية التي نحملها، وإيمانا بأنا نسير بطريق الحرية والعدالة وان هذا الطريق بطبيعته مليء بالمنغصات، وهذا الإدراك هو الذي يجعلنا نتجاهل حملات التشويه الممنهجة ضد أفكارنا ومبادئنا.

كما إننا نسعى في إطار توجهنا لنشر الوعي والاعتراف بالآخر والإيمان بالشراكة السياسية، ولا نتفق مع من يرى أن نشاط وفاعلية حزب ما سيكون ضررا عليه وانه يهدد كيانه فهو بالعكس يجدد الدورة الدموية للعملية السياسية ويغذيها بمفردات نضالية جديدة قد لا تكون متاحة للطرف الآخر أو غائبة عنه، وبالتالي يؤدي ذلك إلى نمو وتطور العملية برمتها....

إذن فلتكن هذه الثقافة ونشرها وترسيخها هي مهمتنا الوطنية والحزبية الأبرز التي ستشكل المنعطف الأهم في تنمية العملية السياسية والرقي بها لتناسب الظرف الوطني التاريخي الخطير وتغذي الحاجة التي يرجوها وطننا المعطاء. وليس هذا في إطار التحالفات والتكتلات السياسية فحسب ولكن يجب أن نذهب إلى -ابعد من ذلك- خارج هذه التحالفات، لتبقى معنا هذه الصفة والصيغة حتى بعد انفكاك أي تحالف سياسي قائم، لان التحالفات تولد ولابد ستموت يوما بتغير إحدى قواعد اللعبة السياسية، أما الثقافة فهي تولد لتبقى وتخلد ولا تنتهي إلا بميلاد ثقافة مضادة.

فما أحوجنا اليوم لخلق ثقافة التسامح والمحبة والمساواة والاعتراف بالآخر والإيمان بها ونقلها من الأقوال إلى الأفعال، لنميت بذلك الثقافة الأحادية التي تجثم فوق صدورنا منذ قرون.

Fattah_alwah@yahoo.com