انقطاع كلي للكهرباء في عدن وتوقف محطة بترومسيلة الإمارات تؤكد التزامها بدعم المجلس الرئاسي والحكومة.. والعليمي يثمن دورها في اليمن موقفان مشرفان لمصر والأردن رداً على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين وحماس تثمن شاهد طوفان بشري.. مئات آلاف الفلسطينيين يعودون الى منازلهم شمال غزة كشف تفاصيل المنافسة القوية بين النصر وريال مدريد … من يضم دوران اكتشف سبب حدوث ألم في الرأس من حين لآخر مثل الكهرباء بعد توقف 10 سنوات.. استئناف الرحلات الجوية بين ثالث أكبر مطارات اليمن والقاهرة الصين تحظر الاستيراد من عدة دول بينها عربية وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف عن تحرك خطير ضد إيران في الأشهر المقبلة.. تفاصيل النازحون يبدأون العودة إلى شمال قطاع غزة وهذا ما حدث
«أي مجتمع لا يمتلك صفارة الإنذار ولا الميل إلى المغامرة ولا إحداث الدهشة مكانه مزبلة التاريخ».
- بات من المؤكد أن التحولات الكبيرة في المجتمعات تبدأ بأفكار غريبة، يقودها مغمورون، ومغامرون، ومعدمون يأتون من قاع المجتمع في أغلب الأحوال، ومع الوقت تجتذب هذه الأفكار اهتمام الناس وتؤثر في وجدانهم وطريقة تفكيرهم باتجاه التغيير المنشود الذي لا شك أنه يمر بمراحل طويلة ومتعددة قياسًا إلى خصوصية المجتمع وتراكيبه.
- من يقودون هذه التحولات أو الثورات هم بلا شك (مغامرون) لا يخافون على شيء يخسرونه ولا ينتظرون شيئًا يكسبونه. إنهم يضعون أعناقهم على أكفهم.. فماذا ينتظرون بعد ذلك؟
- في مجتمعات بدائية، غارقة بالماديات والمصالح الذاتية، ومكبلة بالجهل والأمية والاستبداد والتخلف، تكون درجة المغامرة فيها على قدر كبير من الخطورة، إذ ليس أمرًا هينًا أن يتم استنهاض طاقات المجتمع وإعادة توجيهها صوب عملية التحول والتغيير من دون تضحيات جسيمة، أو أثمان باهظة يدفعها من يشتغلون على أفكار التغيير أو يتصدون لقيادة عملية التحول.
- الثورة.. حالة تمرد على السائد، قطيعة مع الماضي، حالة رفض لواقع لم يعد يمتلك أدنى مقومات أو أسباب البقاء أو التغيير، لذلك تعاني الثورات كثيرًا في مجتمعات اعتادت على الخضوع والإذلال والاستسلام وتنظر لأفكار التغيير بنوع من الريبة والخوف والقلق؛ لأنه لم يسبق لها أن قالت (لا) في حضرة الطاغية أو المستبد.
- إن تحرير المجتمع من الخوف والاستسلام مسألة ليست عادية ولا هينة، التغيير الذي تصنعه الثورات في النهاية هو عملية تراكمية من المعرفة والنضال تبدأ في العقل قبل أن تغدو واقعًا ملموسًا على الأرض.
- هل الثورة مغامرة أم معجزة؟ سؤال في غاية الأهمية يؤكد أن ما من فعل كبير وعظيم مثل هذا لا يكون في مضمونه محض تسلية أو هراء أو حالة انتقام بقدر ما هو حالة تفاعلية ممزوجة بالقدرة البشرية والعناية الإلهية التي تتولى تشكيل هذا التحول أو الحلم وحمايته. إنها معجزة ومغامرة في آنٍ، تلك هي الثورة التي تبدأ كفكرة ثم تتحول إلى حالة شعبية ثم عملية بناء، إنها عملية متواصلة من الميل إلى المغامرة والدهشة.
- إذا كانت الفكرة الثورية وهي تتحقق على الواقع تصعق المهتمين بها وتدهشهم كما يقول خبراء النفس كاكتشاف جديد طال انتظاره، فما بالك بالمجتمع الذي ظل ساكنًا مستكينًا في انتظار الحل الذي جاء بلا شك في صورة مغامرة ومعجزة!
على المجتمع إذن أن يكون مغامرًا ومدهشًا في آنٍ؛ حتى يتجنب الوقوع في مزبلة التاريخ.
b.shabi10@gmail.com