مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية يناقش ذاكرة الإعلام الوطني وزير المالية السوري يزف البشرى للشعب السوري بخصوص موعد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400% عاجل السعودية تكلف وفدا بالنزول الميداني في دمشق لتقييم الاحتياجات السورية براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟ وزير الخارجية السوري يحط رحاله في ثاني عاصمة خليجية وينشر بشائر المستقبل إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات تقرير بريطاني: إيران زودت الحوثيين بالأسلحة بعد انهيار وكلائها لمواصلة حربها لسنوات ولديهم ورش لتجميع الطائرات المسيرة بخبرات إيرانية تحذير أممي بخصوص تدهور الأمن الغذائي في اليمن متفجرات تخرج أحد مصانع الحديد والصلب بحضرموت عن الخدمة جرائم القتل اليومية تنتعش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .. مقتل مواطن وإصابة أخرين بينهم إمرأة
ما استطاعت أن تمسك به السعودية هي الورقة الأخيرة التي احترقت لديها ، والذين اسلموا لها تلك الورقة كانوا من الذكاء بحيث أنهم أحرقوها تماما ، وأوصلوها كرسالة سياسية مفادها "هذه بضاعتكم ردت إليكم"
ولأن صالح كان قد صنع على عين حلفاءها هنا ، فإن حلفاؤها الذين لم يعودوا كذلك ، كما يبدو ، أوصلوا رسالتهم إليها أنه لم تعد هناك تحالفات قائمة على التبعية ، بل ستكون العلاقات اليمنية السعودية قائمة على الندية في المستقبل.
ففي الوقت الذي تحاول أميركا أن تستفيد من بقايا النظام من خلال الإيعاز الى أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري والوريث المجهض بإصدار أوامر لقادة ألوية عسكرية تابعة له بتمكين مسلحي القاعدة من الاستيلاء على الأسلحة والمعدات كما حدث ذلك في أبين للواء 25 ميكا ، تريد أن تجدد ورقتها القديمة للتدخل في شئون اليمن بعد أن أحرقت ورقتي التوريث وكذلك القاعدة .
جاءت الثورة إذا في اليمن ، فأربكت الحسابات الأمريكية والسعودية ، لكنهما "السعودية –أميركا" لم ييئسا كما يبدو فالسعودية تحاول وبكل قوة أن تستخدم ورقتها المحروقة "علي عبد الله صالح" وأن تستفيد من ذلك السخام الاسود الذي يشبه حجر الكعبة المقدس، وأميركا تحاول أن تفرض الجنين "الوريث" بأي شكل ولو بالحد الأدنى ، الذي يمكنها من تقويته مستقبلا وفق إستراتيجية أميركية سعودية مشتركة ، لتفرض بذلك في البلاد شروطا جديدة ، تتواءم مع مطامح ومصالح سيدة العالم وصانعة الإرهاب الأزلي الولايات المتحدة الأميركية.
إذا كان لابد من المضي في الثورة اليمنية ، دون الالتفات لسيل المبادرات وتضخيم الإرهاب الذي تسعى أميركا إلى إنتاجه مرة أخرى ، في اليمن ، وتسليحه كذلك عبر النظام ذاته ، لاستخدامه مرة أخرى في اليمن.
ويمكن القول اليوم وبكل ثقة :أن الثورة : تجاوزت مخاوف الفوضى التي بشرنا بها النظام السابق ومعه التقارير الأميركية ، وأخرجته من شرنقة الإرهاب بسلمية عصية مسنودة بالشرفاء الأوفياء من أبناء القوات المسلحة ، وهي بالتأكيد مستمرة بمساريها ، لتدق آخر مسامير المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ، لتعيد صياغة الحياة السياسية اليمنية والعلاقات الخارجية صياغة جديدة مختلفة جدا ذات شروط نابعة من الداخل وليس من الخارج ، لتؤهل اليمن لأن يصبح دولة مؤثرة وفاعلة في العلاقات الدولية.
على أن الصراع على الموقع هو الأشد من الناحية العسكرية ، وبالتالي فإن الطرف الداخل في مساندة الثورة عسكريا ، حين اقتضت الضرورة ذلك ، في سباق مع الجانب الآخر ، وعليه أن يبذل جهدا استراتيجيا مضاعفا من أجل تأكيد حضوره ، ورسم المشهد على النحو الذي يقترب من رؤى ساحات الثورة .
من ناحية أخرى عليه أن يكون أكثر قدرة على التعاطي الحواري مع أولئك الذين يثيرون زوبعة حوله ، فجلها ليس صادقا ، ولا تنظر إلى مسألة ما تدافع عنه إلا من زاوية المكايدات السياسية .
من هنا كان المجال السياسي الحيوي يتلازم مع المجال الفكري والقيمي في الصراع من اجل الموقع ، فكل يبحث عن مجاله ، الذي يمثل بالنسبة منطلقا نحو مجال آخر.