وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟ عاجل: تحسن في أسعار الصرف بعد الإعلان عن تحويل نصف مليار دولار كدعم سعودي لليمن ''الأسعار الآن'' واتساب تطلق برنامج وأدوات ذكاء اصطناعي قوية للشركات
مأرب برس - خاص
التقيته حين جاء زائراً لأحد علماء المسلمين، في العام المنصرم، تتهلل أسارير وجهه بالنضارة والبشر والأمل والحياة بجمالها وروعتها، رغم أنه كان يصارع مرضاً عضالاً، لولا أن له إرادة صلبة وقوة إيمانية فولاذية أقوى من المرض، ولنقف عند هذه الصفحة من مسيرة الشيخ الأحمر وأهم الدروس المستفادة منها:
ميزة الفقيد طيب الله ثراه أنه كان قريباً من نبض الأمة، وأحاسيسها ومشاعرها، وهمومها، وآلامها وآمالها، فكان له ذاك القرب الشديد بعلماء الأمة ومفكريها، وكان رحمه الله مع قربه من العلماء وحبه وتوقيره لهم، بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم واجتهاداتهم، كان قريباً أيضاً من الساسة والمثقفين وقادة الفكر والرأي والقرار في الأمة، كما كان أيضاً قريباً غير بعيد من عامة الناس، صغارهم وكبارهم، الجميع عنده سواء، كما كان يحتفظ بذاكرة قوية ندر أن تجدها في زعيم من الزعماء، فهو يعرف القبائل اليمانية والعربية أصولها وفروعها، وما أن تخبره أنك من قبيلة كذا، حتى يبادرك بأخبار وتفاصيل تجهلها أنت، عن تاريخ قبيلتك ونشأتها وعن أحوالها ومشايخها... فقد كان – رحمه الله- موسوعة في هذا الباب، كما كان موسوعة نادرة في علم السياسة والحكمة والفقه والرأي، وداهية من دهاة العرب وصناع السياسة .
لقد كان محباً للعلماء موقراً لهم، محباً لدينه ووطنه، فقد كان له الأثر الكبير إبان معركة الدستور عام 1990م، حيث كانت البلد إزاء مفترق طريقين، إما الإسلام أو العلمانية، وكانت القوى الكبرى في البلد قد اختارت العلمانية، فوقف كعادته وقفة الأسد الهصور مع الإسلام، وكانت تزدان كل المهرجانات والمسيرات بكلماته المضيئة، إلى الملايين المؤمنة التي كانت تحتشد وراء الإسلام، في وجه العلمانية، فكان الشيخ عبد الله الأحمر دوماً في كفة الإسلام وكفة الشعب، رغم أن ماله من نفوذ رسمي قد يسبب له حرجاً لدى هذا الطرف أو ذاك، إلا أن الإسلام كان عنده أغلى وأعلى من كل المصالح والموازنات والأمزجة والأهواء الفاسدة .
كان يتمتع فقيد الإسلام الشيخ الأحمر - يرحمه الله - بروح قلّ، بل ندر أن تجدها لدى كثير من الزعامات، كان يحمل همّ أمة، فكان يسعى في التوفيق ولم الشمل وجمع الكلمة، ووحدة الصفوف، ولعلّ من نوادر الزمان أن الفقيد كان ملتقى كثير من الأطراف السياسية والدولية والحزبية والقبلية المتناقضة، بل والمتناحرة، في بعض الأحيان، بيد أن الجميع كانوا يلتقون في مجلس الشيخ الأحمر، ليجدوا عنده الرأي الحكمة والصواب والفقه والسداد، فالعلاقات اليمنية السعودية والخليجية عموما، رغم ما فيها من تناقضات في بعض الأحيان، إلا أن الشيخ الأحمر يرحمه الله، كان يطوف في عواصم هذه الدول جميعاً ليلقى كل الترحاب والود والتقدير، ويجد بحكمته وتوفيق الله له وسائل لحل النزاعات والخلافات المعقدة، لما له من مكانة خاصة في نفوس الجميع.
وفي الوقت الذي تتصارع فيه السلطة والمعارضة، في اليمن، إلا أن الشيخ الأحمر كان ملتقى كل هذه الأطراف، فكان عامل سلام ووحدة وإخاء .
ولعلّ من أبرز ما امتاز به الشيخ الأحمر - يرحمه الله – تلكم النفس الواسعة التي كانت تحترم الجميع، ولا تحط من قدر أحد، كائناً من كان .
قد يحار الكثير في تفسير وتحليل شخصية الفقيد الأحمر – طيب الله ثراه- إلا أني لم أجد ما يدعوا للحيرة، فقد عاش الشيخ الأحمر في كنف الإسلام، ونهل من معين الإسلام، ورضع من ألبان الحكمة اليمانية والفقه اليماني، وجدير بكل الأطراف والقوى السياسية التي تبكي الشيخ الأحمر وتودعه اليوم، أن تأخذ منه هذه الصفات والخلال، وأن تفتح لها الكليات والمدارس والجامعات لتأخذ بعضاً مما خلّفه الشيخ الأحمر من تراث فكري إسلامي نضالي وجهادي عظيم، وأن تقيم فيها وفي اليمن والدنيا كلها، مبادئ الأخوة والمحبة والصفاء وجمع الكلمة، وأن تتحسس في مسيرتها مواطن الخلل والفجوات والثغرات فتسدها، فهذا هو عين الوفاء مع الشيخ الأحمر .
كما أن علينا جميعاً أن نعرف أننا عن هذه الدنيا راحلون وعلى الله مقبلون، وأننا بين يديه مسئولون، كما قال عز وجل {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }الصافات24، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، ورحم الله فقيد الإسلام وفقيد الأمة الإسلامية الشيخ عبد الله الأحمر، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .