آخر الاخبار

علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر .. إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030 كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا

ثابت جواس ، القاتل والمقاتل. للأمانة التاريخية فقط!
بقلم/ انور العنسي
نشر منذ: 3 سنوات
الجمعة 25 مارس - آذار 2022 02:21 ص

بعد وقت فصيرٍ من اندلاع حرب العام 1994 في اليمن أقتيد جواس أسيراً إلى صنعاء ، وإتصل بي شخصٌ من مكتب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح لإبلاغي بتوجيه من (الأفندم) بالذهاب إلى حيث يجري اعتقال جواس ، بغية إجراء لقاء معه كان المقصود منه كما فهمت إهانته وإضعاف معنويات مقاتلي الحزب الاشتراكي (الجنوبي) الذي يسعى لانفصال الشمال عن جنوبه!

قلت لهذا المسؤول "إن الرئيس يعرف موقفي من الحرب منذ أن عدنا من الأردن عقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق الفاشلة ، لكنني سأذهب للقاء جواس حتى أفهم كيف اشتعلت الحرب من معسكر (با صهيب) الذي كان يقوده في مدينتي ذمار".

قال لي الرجل " هذه هي التعليمات التي لدي ، وعليك أن تعرف أن مخالفتها ونحن في حالة تعبئة وطنية لن تخدمك"! عندما وصلت إلى منزل مخصص لاعتقال جواس نزل إليَّ حليق الوجه ، مرتدياً ثيابه التقليدية قميصاً ومعوزاً ، ومشذباً لشاربيه .. لابد أن حضوري أثار ريبته بسبب شهرتي كمذيع ، لكنني حاولت تهدئة روعه بقدر ما استطعت. قلت له بدايةً "اعتبرني صديقاً لك ، وقل لي بالتفصيل الممل ماذا حدث ، وأعدك أنني لن أسيئ استخدام حديثك".

أفادني بتفاصيل كثيرة سأذكر أهمها: أولاً .. أن قراره بالانسحاب من ذمار كان للاحتفاظ بالأرواح بعدما اكتشف حجم القصف المزدوج على جنوده من مواقع عدة من ضواحي المدينة التي جرى تجهيزها من قبل الحرس الجمهوري وقوات مختلفة أخرى.

ثاني ذلك أنه عندما قرر مغادرة ذمار كان آخر المغادرين كما قال ، لكن قبيلةً في ضواحي ذمار أصرت على استضافته ريثما تتواصل مع السلطات في صنعاء لإرسال قوة خاصة لاعتقاله. ثالث أمر ، وهو الأهم ، أنه عندما وصل إلى صنعاء وتمت مواجهته بالرئيس صالح ، قال له الأخير "أنت في وجهي ، ولا تقلق"! أتذكر حينها أن دمعةً كبيرةً فرَّت من عين جواس ، وأنا بطبعي لا أتحمل ضعف الأسود عندما تكون جريحة ..

قمت على الفور ، ووضعت قبلةً على جبينه ، ففرت دمعة أخرى من عينه في حالة ضعف إنساني غريبة. خرجت من هذه المقابلة غاضباً ، وإتصلت بالرئيس صالح الذي عاد إلي بعد ساعات وقال لي "من قال لك إنني طلبت منك إهانته؟"! لم أجد جواباً ، شعرت أن الرئيس إما أنه يكذب ، أو أنه تعوّّد على أكل الثوم بأفواه الآخرين. في كل الأحوال ..

مات رجال كثيرون ، وسيموت آخرون بسبب أنهم كانوا (رجالاً) وليس لأنهم كانوا متشبثين بالحياة!