لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس .. لإقتيادهم الى معسكرات الموت
الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
الإدارة الأمريكية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات ضد دعم إيران للحوثيين
ما يجهله الاباء والأمهات العرب عن الفوائد المدهشة للعناق
ماهي أسباب تغير الوقت الضائع في مباراة الهلال والرياض من 8 ل13 دقيقة فقط؟
بطلب من منتخب الشياطين الحمر .. إختطاف جوهرة نادي بروج
ترشيح زين الدين زيدان لتدريب احد المنتخبات الرياضية الأوروبية
دراسة تحليلية تطالب المجلس الرئاسي والأحزاب بإسناد جهود رئيس الحكومة .. بن مبارك قام بتحريك ملف مكافحة الفساد ونشّط الجهاز المركزي للمحاسبة وأحال قضايا فساد إلى النيابة
الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً
النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز
ما كشفه الرئيس علي عبدالله صالح في خطاب العيد السابع والأربعين لـ'الثورة'، أمرٌ في غاية الأهمية ودلالاته بعيدة ودقيقة، فالتأكيد على أن ما يجري في 'صعدة' من 'أعمال تمرُّد وتخريب'، هو امتداد لـ'قوى التخلف الإمامية' وحرب الملكيين ضد النظام الجمهوري في صنعاء، يحتاج إلى إعادة النظر في مسيرة كل هذه السنوات، خصوصاً مسيرة ما بعد الوحدة الاندماجية التي أنهت 'التشطير' بين جناحَي الوطن اليمني الواحد الشمال والجنوب.
قبل فترة أعدَّت أحزاب وقوى المعارضة تصوراً عمليّاً لوضع حدٍّ لهذه الحرب المدمرة، التي ندعو الله ألَّا تمتد ست سنوات كما توقع الرئيس علي عبدالله صالح، وتضمّن هذا التصور خطة إصلاحية للقضاء على الكثير من التشوهات التي لحقت بالتجربة الجمهورية، التي جاءت بديلاً عن النظام الإمامي المُتخلِّف، بحكم طول هذه المسيرة وعدم التداول على السلطة، وهذا تسبب في انحسار مساحات الشفافية على غرار ما هو قائم في العديد من الدول العربية.
لكن المفاجأة كانت أن حزب المؤتمر الحاكم لم يكتفِ برفض هذا التصور، الذي كان المُفترض أن يتم التعامل معه بمُنتهى الإيجابية، وتعديله إذا كان لابد من التعديل، وتطويره إذا كان لابد من التطوير، بل ذهب إلى اتهام هذه القوى والأحزاب بأنها تعيش على اجترار الماضي، وكل هذا مع أنها -أو بعضها- بقيت شريكاً رئيساً في الحكم فترة طويلة، تدافع عن هذا النظام الذي تعتبره نظامها وترى أنه الحارس الأمين لـ'الوحدة' التي تحققت في عام 1990، وتم ترسيخها في حرب عام 1994.
لا يجوز افتراض -حتى مجرد افتراض- أن التمرد الحوثي الذي استدرج هذه الحرب الأخيرة التي هي حرب 'صعدة' السادسة، وفقاً لمصطلحات الأشقاء في اليمن السعيد، سيستمر ست سنوات، لأن المتغيرات الخطيرة تتشكل في العادة في بيئة الاقتتال، كهذا الاقتتال، ولأن حرباً أهلية تستمر كل هذه الفترة ستلدُ مآزقَ كثيرة لا يمكن تخمينها، من بينها موبِقة 'التشطير' مرة أخرى، التي يجب إعطاء الأولوية للتصدي لها لأنها الأكثر خطورة على البلاد من المشكلة الحوثية.
وهنا، وبصراحة من موقع الحرص على اليمن ووحدته، أرضاً وشعباً، وأيضاً من موقع التقدير والاحترام للقيادة اليمنية، فإن أسوأ علاج لما يجري هو استمرار الحرب على التمرد الحوثي خمس أو ست سنوات أخرى، فالأبواب في مثل هذه الحال ستبقى مُشرعة أمام التدخلات الخارجية، والمطلوب علاجٌ أرضيته مراجعة التجربة من أولها إلى آخرها قبل الوحدة وبعدها، وإعادة صياغة اللُّحمة الاجتماعية على أسس غير هذه الأسس الحالية، بحيث يشعر كل حزب وكل مواطن أن هذه المسيرة مسيرته، وأن هذا الوطن وطنه، وهذا ينطبق على الشمال كما ينطبق على الجنوب.
من غير الممكن أن تُحلَّ لا المشكلة الحوثية المستفحلة ولا مشكلة 'التشطير'، التي هي أخطر ألف مرة من المشكلة الحوثية، بتشكيل حكومة جديدة يجري 'تطعيمها' ببعض الوجوه الجنوبية 'المقبولة'، فهذه أساليب ترقيعية عفا عليها الزمن... والمطلوب شجاعة بمستوى شجاعة الرئيس علي عبدالله صالح المعروفة والمعهودة، للوقوف وقفة صادقة مع الذات، ومراجعة كل هذه المسيرة مراجعة نقدية صارمة لا تعرف المجاملة والمحاباة، وفي ضوء هذا كله، إعادة صياغة تركيبة الحكم صياغةً مستندةً إلى الكفاءات لا الولاءات، لتكون قادرة على التصدي لكل هذه التحديات المستفحِلة والخطيرة.
*نقلا عن الجريدة الكويتية