مابين غزة والعراق علامة استفهام؟
بقلم/ م/عمر الحياني
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 15 يوماً
السبت 10 يناير-كانون الثاني 2009 10:55 ص

مأرب برس – خاص

المراقب للإحداث الجارية بقطاع غزة وما تتعرض له من مجازر في حق أبنائها العزل الذين لامعين لهم في هذا الوجود الذي انعدمت فيه الرحمة والعدالة الإنسانية في ابسط قواعدها والفاقد للقدرة على تحقيقها ولو بحدها الأدنى .

لكن ما نود الإشارة إلية هي هذه النجدة العربية والإسلامية والعالمية لأهلنا في غزة وصحوة ضمير شعبية عالمية مقابل تواطآ حكومي عالمي إلا ما ندر .

والمفارقات العجيبة أن علماء المسلمين أصبح لهم هذه الأيام صوت للدعوة للجهاد في غزة والأغرب أن وسائل الإعلام العربية فتحت لهم الباب على مصراعيه في حين أنه طوال السنوات الماضية وخاصة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر كنت أتمنى أن يمتلك علمائنا حسب ادعائهم ولو بكلمات تورية تحث على جهاد المحتل في العراق أو دعم المقاومة التي أذاقت المحتل الويل وارته النجوم في عز النهار وأرغمته على مسارعت طلب الخروج وأصبحت أمريكا اليوم منهارة ومنهكة اقتصاديا والسبب هو أبطال المقاومة العراقية .إن العراق المحتل والمدمر من قبل أسياد حكامنا العرب لهو علامة جبن وخوف ووصمة عار أصابتهم عن الدعوة لمقاومة وجهاد المحتل في العراق أنها الهستريا الأمريكية التي أرعبتهم و مكافحة الإرهاب والوصم بالإرهابي جعلت ألسنتهم لا تنطق بكلمة الم أقلكم إنها علامة إستفهام ؟هل أصاب علماءنا ما أصابنا من حب الدنيا وكراهية الموت وهل أصبح علماء المسلمين اليوم علماء سلطة أو طامعين لها هل شغلتهم حب الدنيا عن قول كلمة حق طبعا إلا ما ندر والنادر لا يتعدى أصابع اليد .

وللنظر في نقطة صغيرة نتساءل كم عدد القتلى في فلسطين حتى ألان 750 قتيل 3200 جريح أما شعبنا في العراق فقد بلغوا أكثر من مليون قتيل وأصبحت من بلدان المليون شهيد ومئات الآلاف من الجرحى ,استباحه أمريكية لشعب العراق مقابل ثلاثة ألف قتيل في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتهم ملفقه على المسلمين ومفاعل نووية كاذبة كما اعترف( أكثر الرؤسا كراهية في العالم جورج بوش في اعتراف متأخر بالذنب ) وتدمير دولة كانت من أكثر الدول العربية تطورا وتعليم وغيرة كانت تمتلكها من زمن عربي غابر ما هذا الجبن؟

أن فقد المواطن العربي للثقة بالنفس والحرية والديمقراطية وعدم وجود تنمية علمية سليمة كلها أسباب من عدة أسباب أفقدت هذه الأمة فاعليتها وريادتها وهو ما أصاب امتنا بالجبن والخوف من المحتل الجبان الذي دمر المنازل بغزة على أطفال ظلوا أربعة أيام جوار جثث والديهم بعد مقتلهم بغارة إسرائيلية جبانة و حاقدة وهو ما يدمي القلب ويبكي العين .

إننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بصحوة ضمير للعمل على إخراج امتنا مما حل بها من إحباط ويأس والاتجاه نحو العلم والعمل وبناء القدرات الصناعية والعسكرية والعلمية والزراعية وتنمية الفرد العربي إيمانيا وفكريا وعلميا والاتجاه به نحو التنمية الشاملة في جميع المجالات وهو الشيء الوحيد القادر على إخراج الأمة مما فيها وبالتالي يكون للأمة القدرة على مواجهة أعدائها و إلا فان نصيبنا هو الهزائم المتتالية والبكاء الدائم وسقوط الشهداء تلو الشهداء في معركة غير متكافئة الأطراف .

أهل غزة نحن الآن خارج القدرة على النصر والنجدة هذه هي الحقيقة حتى تعيد هذه الأمة تغيير نفسها وترتيب بيتها نكون في ذلك الحين قادرين على نصرة كل مظلوم من امتنا ,نسال الله لكم النصر والصبر ولأهل العراق كذلك هم شعب مظلوم مثلكم ومصابه اكبر من مصابكم فرج الله كربة وأصلح الله لهذه الأمة شبابها فهم غدا علماءها فصلاح العالم لا يجعله يتردد عن قول كلمة حق أو دعوة فعلية للجهاد فهذه الأمة تلبي دعوة الدين ويوحدها ولا يجمعها ولا يوحدها أي فكر آخر كما قال ابن خلدون في مقدمته.

أن هذا العدو لا يعترف إلا بمنطق واحد هو منطق القوة والمقاومة عند ذلك يرضخ ذليلا صغيرا وهاهو حزب الله ومن وراءه إيران وسوريا حقق ما لم تحققه جيوش العرب وكذلك المقاومة في العراق وأفغانستان .

كلمة شكر لرئيس فنزويلا العربي كما يطلق علية ,وإعجاب لرجال لازال فيهم غيرة على الإنسانية فعندما قرر طرد السفير الإسرائيلي دون تردد هو والله عمل لم يستطيع ملوك ورؤساء العرب عمله ولازالت هداياهم ورائحتها تزكم الأنوف ودولاراتهم تذهب لمساعدة العدو الإسرائيلي وغازهم لإنارة طاقته في حين روسيا تقوم بقطع الغاز عن ارويا و أوكرانيا وتركيا غير متأسفة على ذلك انه زمن صعب نمر به ولعل المستقبل فيه بصيص أمل لهذه الأمة وما هذه إلا مرحلة انحدار تمر بها كل الأمم سرعان ما تنقشع غيوم الصيف وزمهرير الشتاء ليحل ربيع وعنفوان هذه الأمة .