حاكم العراق هو سفير إيران... فضيحة بالوثائق
بقلم/ سمير عبيد
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
الجمعة 16 مارس - آذار 2007 02:38 م

مأرب برس – أوسلو – خاص

سيبقى الطرف الوحيد الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن إنهيار العراق كدولة ونظام ومجتمع وقيّم هو الطرف الأميركي ومساعده الطرف البريطاني، ثم تتوزع المسؤوليات على الأطراف الباقية ( الأذناب) وفي مقدمتها الطرف الإيراني الذي تمادى كثيرا بإيذاء العراق والعراقيين ، وبعض الأطراف العربية التي تدخلت تدخلا سلبيا وحاقدا، والهدف تخريب العراق والإنتقام من العراقيين، لكن يبقى الطرف الذي لا يمكن تجاوز أخطاءه وتجاوزاته وهو المتمثل بطرف السياسيين العراقيين ومن دون إستثناء، فجميعهم يتحملون مس ؤولية تخريب وتدمير العراق، وسرقة وتبديد ثرواته المادية والبشرية، وجميعهم شاركوا بنزيف الدم والتخريب الذي لازال مستمرا، وأن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية تسليم العراق على طبق من الفضة الى إيران وإسرائيل، بحيث أصبح العراق مستباحا الى إيران وإسرائيل وبشكل علني، وفي جميع مدن وقصبات العراق، وهذا يفند العداء بين طهران وتل أبيب ، وكذلك يفنّد جميع الأقوال والخطب التي تخرج من رجال الدين في العراق وخصوصا الذين دعموا ولا زالوا يدعمون العملية السياسية الفاشلة في العراق لأنهم يتكلمون نفاقا علنيا حول فلسطين والقدس والعراق والإحتلال، وسواء كانوا داخل العراق أو في إيران أو حتى في لبنان، فإن جميع الأطراف تعلم بوجود التغلغل الإسرائيلي في العراق، بل تعلم أن إسرائيل أصبحت هي التي تغذي العراقيين ومن خلال شركاتها التجارية وبنسبة تفوق نسبة الـ 50% عدى التجارة والتي هي عبر أطراف ثالثة ، وكذلك هناك دول خليجية كانت تتاجر مع النظام العراقي السابق ( التجارة السوداء) غيرت جلدها لتمارس الدور نفسه مع الأطراف العراقية والإيرانية وحتى الإسرائيلية ودون أن تفكر ولو لحظة بمصير العراق والشعب العراقي، أي هي شريكة في تدمير العراق ومستقبل العراقيين ولأسباب نفعية وعلى حساب العراقيين ومستقبل بلدهم وأجيالهم.

ولقد كتبنا من قبل وتكلمنا لبعض وسائل الإعلام المختلفة بأن هناك حكومة مقرها طهران، و هي التي تدير الحكم في العراق، وهي بقيادة وزيري خارجية إيران السابقين كمال خرزاي وعلي أكبرولاياتي، وأن الأخير يمارس عمله أحيانا من مكتبه في دبي والذي فتحه منذ التسعينات لأسباب لوجستية وإستخبارية وتجارية خاصة، ولإدارة العلاقات السرية مع واشنطن والغرب، والمكتب الآخر في النجف، وأن لهذه الحكومة فروعا في العراق منها فرع أربيل والذي تم مداهمته من قبل القوات الأميركية قبل فترة قصيرة، أما الفروع الأخرى فهي مسجد براثا في بغداد والذي تمت مداهمته أيضا ويقوده الشيخ جلال الصغير، وهو من الموالين الى إيران وعضوا في البرلمان العراقي ومن المحرضين على الطائفية، والفرع الثالث في الكاظمية والرابع في النجف والخامس في البصرة والسادس في العمارة والسابع في الكوت ومهمته قاطع مدينة بعقوبة ومعسكر أشرف وهو مقر المعارضة الإيرانية في العراق ( مجاهدي خلق).

وبما أن هناك تقارير وشهادات قد نشرت وجميعها أثبتت بأن الحرس الثوري الإيراني قد إجتاح العراق، وهناك تقرير وصل الى الإتحاد الأوربي قبل أسابيع مضت يقول بأن هنام 32 ألف عنصر من الحرس الثوري يعمل بشكل يومي في العراق، ولقد كان التقرير بالأسماء والرتب العسكرية ناهيك عن التغلغل الديني والتجاري والسياحي والسياسي بحيث أصبحت السفارة الإيرانية هي الثانية بعد السفارة الأميركية في العراق من ناحية العدد والعُدد والتأثير والإرتباطات المتشابكة، ولهذا هناك صراعا بين السفارتين ومنذ زمن بعيد، ونستطيع القول بأن السفارة الإيرانية هي التي أنتصرت وعلى أقل تقدير في الأشهر التي سبقت يناير 2007 أما بعد هذا التاريخ فلقد بدأ مسلسل (قصقصة الأجنحة) ونحن بإنتظار إستراتيجية ( نتف الريش) ضد الإيرانيين داخل العراق وضد الذين يوالون إيران في التركيبة السياسية في العراق ، وهي الإستراتيجية الوحيدة التي سيرضى عنها الشعب العراقي و وسيرضى عنها العرب ، و ستنقذ سمعة الولايات المتحدة وتعيد شيئا من المصداقية ،ومن ثم تعجل بإنسحاب الولايات المتحدة من العراق دون الخوف من أن يصبح العراق من حصة إيران، لأن الشعب العراقي يرفض التدخل الإيراني، ويرفض أن يكون ذيلا لإيران، ولا لأي دولة أخرى في العالم، ومن ثم يرفض جميع الذين يوالون إيران وإسرائيل في تركيبة الحكم العراقي، لأنهم ليسوا من العرب، ولا حتى من العراقيين بل هم من جنسيات أخرى وفي مقدمتها الجنسية الإيرانية، وسكنوا العراق بأوقات متفاوته ولا يجوز لهم خطف العراق والعراقيين لصالح أسيادهم في إيران ، بل يجب أن يكونوا جسرا للعلاقات الطيبة بين بغداد وطهران وليس العكس.

ولكن وعلى مايبدو أن إيران لا تريد سماع صوت العقل، بل تريد التمادي أكثر وأكثر نحو إكمال تصدير ثورتها وبسط مشروعها في العراق كي تزحف نحو الدول العربية الأخرى، ثم الوصول الى أوربا من خلال البحر المتوسط ،ومن خلال الخلايا النائمة التي أصبحت قوية في أوربا وتديرها السفارات والملحقيات الإيرانية، ومعها بعض العيون في السفارات والملحقيات العراقية ومن خلال الذين دُسّوا في البعثات العراقية بأوامر إيرانية، ولقد سجلوا نشاطا قويا في مصر وتونس والمغرب والكويت ولبنان والأمارات وغيرها من الدول العربية، مثلما سجلوا نشاطا في بعض الدول الأوربية وأستراليا وكندا وغيرهاـ وأن من يدير هذه هندسة الإنتشار الإيراني في العراق هو السفير الإيراني في العراق، والذي هو القيصر الإيراني هناك والذي يمتلك السطوة العليا على المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الطبطبائي الأصفهاني الحكيم ، وعلى حزب الدعوة بزعامة إبراهيم الإشيقر خان وزميله نوري المالكي ، وهكذا على حزب الدعوة تنظيم العراق بزعامة عبد الكريم آل عياش، وعلى منظمة بدر بزعامة هادي العامري والذين هم العمود الفقري لتكتل الأئتلاف الشيعي الذي يوالي إيران ( الأئتلاف الموحد) الذي أنطلق من قائمة الشمعة التي تحمل الرقم الإنتخابي 555 والتي مصادفة تحمل رقم سورة المنافقون في القرآن الكريم ـــ يا سبحان الله ـــ.

واليوم نكشف لكم هذه السطوة من خلال وثيقة صادرة من مكتب رئيس وزراء حكومة الإحتلال الرابعة نوري المالكي الى السفير الإيراني في بغداد يعلمه بها بأنهم نفذوا الخطة التي طلبها الحرس الثوري الإيراني والسفارة الإيرانية، والتي تقضي بتلفيق ملفات كيدية ضد (13 برلماني عراقي من الطائفة السنية) والغرض تسليمها الى قوات الإحتلال من أجل محاصرتهم ومداهمتهم للوصول الى تجريدهم من الحصانة الممنوحة لهم ليتسنى عملية قتلهم وتعذيبهم وأعتقالهم وهي شهادة واضحة على التعاون الإيراني الأميركي في العراق، ومن خلال تسليم وتبادل الملفات ، وبنفس الوقت يُعلم نوري المالكي سيده وهو السفير الإيراني فيقول لهم لقد طبقنا الخطة بأن يكون هناك تنسيب لضباط من قائمة الأئتلاف فقط ( والتي هي توالي إيران) ليتولوا المناصب الأمنية في وزارة الدفاع والداخلية منعا للإنهيار الأمني، وهذا يدل أنهم يشعرون بالخوف والرعب من الإنهيار الأمني ، وأن هذه الوثيقة الصادرة من مكتب رئيس وزراء حكومة الإحتلال الرابعة تحمل الرقم ــ العدد 211 بتاريخ 3/3/2007 ولقد وقعها المالكي بتاريخ 2/3/2007 وهي تحمل درجة سري وشخصي وموجهه الى / سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغدااد المحترم ... والموضوع/ تصفية شخصيات برلمانية ، وتحمل تاريخ كتاب قيادةالقدس التابعة الى الحرس الثوري الإيراني والموجه الى السفارة الإيرانية ثم الى نوري المالكي وهو 28/2/2007 ـــ

ويسرنا أن نضع لكم الوثيقة عبر رابط معلوم، وكذلك تكون على شكل صورة أمامكم كي نُغلق الأفواه التي تدافع عن إيران، وعن حكومات الإحتلال والعملاء ـوبنفس الوقت نعطيكم وثيقة مدبرة ( مكيدة) ضد النائب السني ( عبد ناصر كريم يوسف الجنابي) والصادرة من مجلس القضاء الأعلى، وتثبت أن القضاء في العراق هو مطية للسفارة الإيرانية وللحرس الثوري الإيراني ولمكتب المالكي ، والهدف منها كخطوة أولى لتجريد هذا النائب من حصانته كي يتم أعتقاله وتصفيته، وتكون بداية لملاحقة الآخرين والهدف زيادة المحنة والعمل على تأجيج الفتنة الطائفية في العراق.

 واليكم الوثيقة الموقعة من رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود، والذي كان مدللا من الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله ، وكان ساعده الأيمن والمؤتمن ،فلقد كان يحمل بطاقة خاصة من الرئيس صدام يدخل بها على جميع الوزرات وحتى على صدام حسين نفسه ناهيك عن الإمبراطورية المالية التي كان بها هو وأولاده وأفراد عائلته وأقرباءه وكلها هدايا وهبات من الرئيس صدام، وإذا به يكون عميلا ذليلا الى إيران والى طبقات جُمعت بطريقة قنتازية لتحكم العراق من أجل تحطيمه خدمة لإسرائيل وإيران والكويت ، واليكم الوثيقة أيضا ،ولنا عوده لها في مواضيع أخرى.

الرابط الأول ـــ الوثيقة الخاصة بالنائب الجنابي:

http://www.phroon.com/upload/file12/aljanaby1485515832.jpg

الرابط الثاني ــ الوثيقة الخاصة برسالة نوري المالكي الى سيده السفير الإيراني

http://www.phroon.com/upload/file12/Almaliki3894878625.jpg

كاتب ومحلل سياسي

مركز الشرق للبحوث والمعلوم