اليوم المشؤوم في العام المكلوم !
بقلم/ بلال الجرادي
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 6 أيام
الجمعة 02 يناير-كانون الثاني 2015 09:41 ص
اختلط البؤس مع الصدمة، فأنتج وجوهًا عابسة حزينة، غادرها الفرح ،واحتلها الألم ، فغسلت الدموع تلك الملامح البائسة. لم يكن "شعيب" -زميل الثانوية- يعلم أن تجار الموت لن يمهلوه خمس دقائق طلب أن يمنحها له حارس المركز الثقافي كي يركن باصه الصغير أمام بوابة المركز وسط مدينة إب. كان الانتحاري أسرع منه فقرر أن يقطع الموت تلك الدقائق المعدودة التي لو كانت مضت لربما نجا "شعيب"من الموت. لم يكن زميل الثانوية أحد المشاركين في اقتحام صنعاء وتفجير المنازل والمساجد ودور القرآن ، بل أنني لم أراه يومًا يحمل سلاحًا خفيفيًا، ذنبه الوحيد أنه حاول إلقاء نظرة لم يدري أنها الأخيرة على احتفالية نُظمت بمناسبة المولد النبوي على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم. أصر العام 2014 على أن يغادرنا بفاجعة كبيرة، وصورًا مريعة، قتل وأشلاء ،دماء دموع ورعب ملئ الأرجاء. تجار الموت لا يعنيهم من الضحايا ؟ اهتمامهم منصب على الكم مع اختلاف الكيفية والطريقة الأسرع لإزهاق أرواح بريئة. للمرة الأولى تعيش إب الساحرة كل هذا العنف والاقتتال، وهي اليوم تدفع ضريبة انبطاح أمني غير مسبوق وإحلال مليشيات مسلحة مكان الدولة التي يبدو أن إجازتها المفتوحة لم تنتهي بعد. كان العام 2014 الأسوأ بكل المقاييس ،ذُبح الجنود وهجر المواطنون، دمرت المنازل، ونسفت المساجد ،اعتقل صاحب الرأي، وأطلق سراح قتلة وجواسيس وإرهابيين. هذا العام جمع كل التناقضات فالجماعات المسلحة تصدرت قوائم المطالبين بالدولة المدنية قولا لا فعلا، أما الدولة فتوارت خجلا وضعفًا ووهنًا ومع ذلك ادعت كاذبة أنها ما تزال قوية!!. نحن اليوم لا نتخيل حجم الكارثة التي حلت بنا وسنلمس عواقبها على فترات متقطعة وسيلعن الجيل القادم بل الأجيال المتعاقبة كل رجالات هذا الزمن ورموزه. كل ما يحدث الآن خارج إطار الدولة والقوانين النافذة ،بل خرج عن إطار الدين والخلق والقيم المجتمعية المسلم بها. هذه البيئة لم تعد صالحة للعيش الكريم والتعايش الذي جاء به الدين الحنيف،جماعات العنف تتقاتل باسم الله،وذو العقول لزموا الصمت وأدرجوا أنفسهم ضمن فئات المجتمع الصامتة. وسط هذا المشهد الضبابي ينتظر المتفائلون بصيص أمل بمقدروه انتشال البلد من مستنقع الحروب والخلاف، ينقذه من انهيار اقتصادي وأخلاقي يبدو وشيكًا ،هذا البصيص من الأمل لا يمكن له أن يتوسع ويمتد إلا بتضافر جهود المخلصين-إن تبقى منهم أحد- وبإرادة شعب عودنا أنه لا يقهر. الموت للقتلة اللعنة على الخونة النصر للوطن والمواطن
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
عبدالفتاح … المفكر القائد والاديب المنظر
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد معافى المهدلي
سباعياتٌ في بعض أحكام الفقه الواجب كتمها
د. محمد معافى المهدلي
كتابات
د. طه حسين الروحانيإعادة اختراع العجلة .. !!
د. طه حسين الروحاني
علي بن ياسين البيضانيكم سيدفع هادي ثمن الكرسي
علي بن ياسين البيضاني
مشاهدة المزيد