فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين
يبدو أن عبدالملك الحوثي في طور التحول إلى صورة القادة السيئين الذين أنزلوا بأسرته أبشع الجرائم والإنتهاكات والتنكيل مع طائفته أيضا طيلة السنوات الماضية، وهذا خبر سيء للغاية لجميع اليمنيين وفي مقدمتهم جماعة الحوثيين تحديدا.
فمنذ عدة أيام، وأمين عام نقابة الصحفيين الزميل مروان دماج يبذل جهودا مضنية مع قيادات الحوثيين في صعدة من أجل إطلاق سراح عدد من الزملاء الصحفيين الذين توجهوا الى منطقة دماج لتغطية الأحداث الجارية هناك وتعرضوا للإحتجاز ومصادرة بعض متعلقاتهم الشخصية من قبل عناصر تابعة للحوثي، لكن جهوده لم تفض الى نتيجة حتى الآن وحتى بعد تدخل عديدين تربطهم علاقات جيدة بقيادة الجماعة. هذا يذكرني بالانتهاكات التي تعرضت لها الزيدية والتي تمخضت عنها جماعة الحوثي طيلة الفترة 2004- 2010 كما بالجهود المضنية والحزينة التي كانت تبذل لإطلاق سراح المعتقلين منهم من قبل أجهزة أمن نظام صالح. لذلك، فاحتجاز الزملاء الصحفيين محمد الأحمدي، حمود هزاع، مختار الرحبي والمصور فاروق الشعراني والإنتهاكات غير المبررة والخطيرة التي تعرضوا لها ومايزالون لن تلحق الأذى بهم فقط وإنما بسمعة الحوثيين التي تشكلت طيلة السنوات الماضية وخلال فترة الثورة في الأساس.
الحوثيون جماعة كانت ثمرة الإنتهاكات والجرائم الممنهجة ضدها من قبل نظام علي عبدالله صالح وحلفائه في المعارضة. وبالرغم من أنها لم تلق التعاطف الوطني الذي تستحقه شأنها في ذلك شأن الحراك الجنوبي ومختلف فئات المجتمع التي تقع تحت طائلة التنكيل الجماعي، إلا أن هذا ليس بسبب عدم تعاطف اليمنيين بل بسبب غياب القنوات السياسية والإعلامية التي تحشد هذا التعاطف وتعبر عنه، ولهذا اقتصر التعاطف على شرائح صحفية وحقوقية ومدنية قادرة الى إيصال صوتها الى حد ما. وقد شكل هذا التعاطف جزءا مهما من سمعة الجماعة وقوتها على السواء.
غير أن ممارسات الحوثيين اليوم أصبحت على مايبدو تستلهم سلوكيات من كانوا بالأمس ينتهكون حقوقها وينكلون بها وتعيد صب هذه الإنتهاكات على ضحايا جدد وهذا سيفقدها رصيدا كبيرا من التعاطف في اليمن وخارج اليمن، وبالطبع سيخصم قدرا لا بأس به من قوتها المعنوية والمادية أيضا على المستويين المحلي والدولي. وإلا ماذا نتوقع بعدما حدث للمنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تم طردها بشكل غير لائق وغير مبرر والتي توجهت أصابع الإتهام في هذا العمل الى الحوثيين أيضا؟
إن سمعة الحوثيين باتت اليوم على المحك ويتعين على قادة الجماعة وحكمائها القيام بعملية إنقاذ لهذه السمعة والرصيد السياسي الذي كونوه في الفترة الماضية التي شكلت مرحلة الضحايا بالنسبة إليهم في نظر الإعلام المحلي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان. ولاشك ان عبدالملك الحوثي وكل القيادات التي معه في أمس الحاجة اليوم لمراجعة أدائهم وأداء جماعتهم في الميدان بما يكفل إزالة غبار الأخطاء والأوساخ التي أخذت تحجب صورتهم السياسية الجيدة نسبيا مقارنة ببقية الجماعات المسلحة، وهذا ما لن يتأتى بدون الإقلاع عن ممارسات الجلاديين التاريخيين في اليمن الحديث.