القول الصارم في فضل أهل اليمن على بني هاشم
بقلم/ محمد بن عيضة شبيبة
نشر منذ: 4 سنوات و 5 أشهر و يومين
السبت 13 يونيو-حزيران 2020 11:45 م

علم الله الذي يعلم الخفايا والنوايا وما في الزوايا أننا نبغض التعصب ونكره العنصرية كما نكره فرعون والشيطان . 

 

ولكننا وللأسف نرى بعض بني هاشم ينفخ فيها ويعيدها جَذَعَة !! فتارة يزعمون أنهم حماة الإسلام وأنصاره وأنه لن ينتصر إلا عبر سلالتهم بل وينشرون في الناس أن الله فضلهم على من سواهم !!

و أن الإسلام أمرنا بتقديسهم لنسبهم وسخرنا لخدمتهم من أجل عِرقِهم .!!

 

وبما أن هذا معتقد كثير منهم ممن هم في بلادنا اليمن وخاصة في شمالها !! فإليهم هدانا الله وإياهم مقتطفات من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل وتفضيل أهل اليمن عليهم حتى يُكسر غرورهم ، وسوف أكيل لهم في هذه المقالة بنفس كيلهم وأزن لهم بنفس ميزانهم حتى يرون رُجحان كيلنا وثِقَل موازيننا !!

 

وقبل أن يَشرع قلمي في الكتابة أخاطب كل أخ وحبيب من بني هاشم يؤمن بالمساواة وأن الناس من نفس واحدة وأن الأكرم عند الله هو الأتقى ويدوس العنصرية تحت قدمه فأقول له ، انت منا ونحن منك ( إنما المؤمنون إخوة ) حديثي ليس إليك ولا لك ولستَ المعني به لا من قريب ولامن بعيد لا بالإشارة ولا العبارة لا بالتصريح ولا بالتلميح لابالمنطوق ولا بالمفهوم ، أنا أعني من تعصب للسلالة الذين يزعمون أن الله فضلهم علينا !! والذين بسبب عنصريتهم هذه خضبوا سيوفهم بدمائنا ، فإياك أن تتعصب لهم فتكون منهم !!

 

فإن كنتم يا دعاة الهاشمية العنصرية تتفاخرون علينا بما ورد فيكم من أحاديث كما تزعمون فليست هي فيكم ولا هي لكم إنما هي في أفراد فقط لأشأن لكم بهم كحمزة والعباس وعلي وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم لأن رسول الله لم يمدحهم لنسبهم أو قُرْبِهم وإنما لعملهم وتقواهم . 

وأما ما ورد في فضل اليمن واليمنيين فهو أهم وأكثر وأقوى وأصح وأصرح من كل ماتزعمونه ورد فيكم وتدعونه لكم .

 

فالإيمان والفقة والحكمة في أهل اليمن فقد قال علية الصلاة والسلام ( الإيمان يمان والحكمة يمان والفقه يمان ) فهذه الصفات العظيمة والمناقب الكبيرة التي لا تُدانيها مناقب أوصفات هي في أهل اليمن أكثر منها في بني هاشم أو غير بني هاشم وهذا والله هو السبق . 

 

وأهل اليمن خير منكم بل خير أهل الأرض جميعا بنص كلامه علية الصلاة والسلام حينما قال ( أتاكم أهل اليمن هم خير أهل الأرض ) وأنتم من أهل الأرض فهم خير منكم بنص الحديث الصحيح الصريح . 

 

وأهل اليمن يحبون الله ويحبهم الله قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) فأشار عليه الصلاة والسلام إلى أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس اليماني وقال هم هذا وقومه . 

 

وأهل اليمن هم من صدّقه ونصره وآواه عليه الصلاة والسلام وقومكم من كذّبه وخذله فقال عن أبائنا الأنصار ( أمنتم بي حين كفر بي الناس وصدقتم بي حين كذبني الناس وآويتموني حين طردني الناس ونصرتموني حين خذلني الناس )

وأهل اليمن أقرب الناس إليه وألصق الناس به وأكثرهم ملازمة له ولسنته قال عليه الصلاة والسلام ( الأنصار شعار والناس دثار ) فما يُلامس الجسد والشَعَر ويلتصق به مباشرة هو الشعار كالثياب ونحوها ، والدثار ما يتدثر به الإنسان ويلتحف به كاللحاف ونحوه ولاشك أن الثوب للجسد أقرب من اللحاف والإنسان أكثر ملازمة لثوبه من لحافه بل قد يستغني عن لحافه ولا يمكن أن يستغني عن ثوبه ،

وثوبه هو ستره وجماله لا بطانيته ولحافه ، وبنص هذا الحديث أنتم مع الناس دثار وأهل اليمن شعار فهم أقرب إليه منكم .

 

بل بين النبي الكريم أنه من أهل اليمن وأنهم منه فقال ( أهل اليمن مني وأنا منهم وأول من يدخل معي الجنة ) فهل بعد هذا الشرف من شرف ؟!!

 

و أهل اليمن موضع سره ومستودع أمانته فقال عن أبائنا الأنصار ( هم كرشي وعيبتي ) فأهل اليمن خاصته وخواصه وبطانته وليس أنتم . 

 

ودعا لأهل اليمن جميعا المتقدم والمتأخر فقال ( اللهم أرحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار وأبناء أبناء أبناء الأنصار ) ولم يقل اللهم أرحم بني هاشم وأبناء بني هاشم... الخ . 

 

طردتم النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وأستقبله أهل اليمن في المدينة فهم كما قال عليه الصلاة والسلام ( مدد الإسلام ) ومن بلادهم يأتي ( نَفَس الرحمن ) وهم من فتح البلدان وحطم الأمبراطوريات ونشر الإسلام . 

 

أيها السلاليون تمنى عليه الصلاة والسلام لو كان من الأنصار فقال ( لولا الهجرة لكنت واحدا من الأنصار ) بمعنى أن الهجرة جعلته مهاجرا وإلا لكان من الأنصار وبمفهوم آخر كأن مستعد أن يتخلى عن هاشميته حبا في الأنصار لولا هجرته . 

بل ربط مصيره بمصير أهل اليمن فقال ( المحيا محياكم والممات مماتكم لو سلك الناس شِعِبا والأنصار شعبا آخر لسلكت شِعب الأنصار ) لم يقل لسلكت شعب بني هاشم بل قال لسلكت شعب الأنصار . 

يابني هاشم لا يبغض أهل اليمن إلا منافق كما قال عليه الصلاة والسلام ( علامة الإيمان حب الأنصار وعلامة النفاق بغض الأنصار ) أما حب بني هاشم كقبيلة فلم يرد فيه حديث ولا أثر .

 

حتى يوم القيامة ينشغل علية الصلاة والسلام بأهل اليمن ويذود الناس عن حوضه بعصاه ليشرب أهل اليمن قبل غيرهم ( إني لبعقر حوضي أذود عنه الناس بعصاي حتى يشرب أهل اليمن ) بمعنى أنكم لو حاولتم أن تشربوا أيها المتعصبون قبل اليمنيين وأنى لكم ذلك لضَرَبَكم بعصاه عليه الصلاة والسلام فهم يتقدمونكم ولاتتقدمونهم لا في الدنيا ولا في الأخرة . 

بل أهل اليمن أكثر الناس في الجنة قال عليه الصلاة والسلام ( أكثر قبيلة في الجنة مذحج ) ولم يقل أكثر قبيلة في الجنة بني هاشم .

 

من أبائنا الذين نفاخر بهم سعد بن معاذ أهتز لموته عرش الرحمن وَشَيَعَهُ إلى قبره سبعون ألف مَلَك ، والله إنها لمنقبة لم تحصل لمتقدم ولامتأخر ولو كانت لواحد منكم لملئتم الدنيا ضجيجا

بينما أبولهب الهاشمي أنتن في مرقدة وجره الخدم إلى قبره وهم يضعون أكمامهم على أنوفهم من نتن جيفته . 

ومن أبائنا الذين نفاخر بهم معاذ بن جبل أعلم الأمة بالحلال والحرام ، فالعلم والفتيا فينا وإلينا مرجعها .

 

ومن أبائنا الذين نفاخر بهم عبدالرحمن بن صخر الدوسي ( أبوهريرة ) أحفظ الأمة بسنة نبي الملة حدثنا عن نبينا بكلام أطهر من ماء السماء وأعذب من زلال الماء وهي التي يجب أن توصف بأنها كلمات من نور لا هرطقات سيدكم الضال حسين الحوثي ، بل إن كثيرا مما تتفاخرون به وتزعمون أنه من مناقبكم هو رضي الله عنه من رواه وحدث به وحفظه لكم .

حتى سيد الملائكة جبريل عليه السلام كان ينزل على صورة جدنا دحية الكلبي وهو من كُليب من صعدة من سحار ... وهذا والله الشرف !! 

أما آل ياسر وهم من أهل اليمن فلهم السابقة والسبق في التصديق بسيد الخلق بينما كان أجدادكم يا متكبرون يضعون القاذورات على رأسه علية الصلاة والسلام وهو ساجد بجوار الكعبة .!!

وسمية اليمانية أم عمار أول شهيدة في الإسلام وأول من نثر دمه فداء لنبي الأنام عليه الصلاة والسلام !! بينما كان أجدادكم حينها يسجدون للأصنام ويعبدونها من دون الواحد المنان !!

 

أما إن تفاخرتم بنسبكم فنحن أهل اليمن أصل العرب وكل العرب ينحدرون منا وقد قالت العرب من ليس يمني فليس عربي !! فعلاما وبماذا تتفاخرون ؟!! ونحن منبت العرب وأصل العروبة!! .

 

والخلاصة وهي الختم والختام 

أحمد الله فلستُ عنصري ولا سلالي ولا مناطقي وأكره دعاتها وأعرف أنها غدة وعلة وخلاف الملة 

وعقيدتي ومعتقدي أن الناس سواسية وأن الأكرم عند الله هو الأتقى بغض النظر عن نسبه أو موطنه ، وأدعو إلى مواطنة متساوية ميزان التفاضل فيها هو العمل الصالح ( الناس لأدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ) 

وإنما أردت بهذا المقال أن أطفئ لهيب عنصريتكم ونار عرقيتكم وأُلقم المتطاولين علينا حجرا حتى يعرفوا قدر أنفسهم. 

وأقول لشباب اليمن من أراد أن يتطاول عليكم من دعاة العنصرية والسلالة فقولوا له على رسلك هذه مآثرنا والتاريخ مر من هنا . 

نحن اليمانين يا طه تطير بنا ... إلى روابي العلا أرواح أنصارِ 

إذا تذكرت عمارا وسيرته ... فافخر بنا إننا أحفاد عمارِ .

ملاحظة : كتبت هذه الرسالة من الذاكرة كمنشور على صفحتي لم أرجع إلى كتاب أومرجع وإلا فما ورد من كلام نبينا عليه الصلاة والسلام في فضل اليمن واليمنيين أكثر بكثير مما كتبته هنا . 

واُرحبُ بكل نقد أو إعتراض أو مناقشة للموضوع فصدري وصفحتي محلان فسيحان لكل ناقد ومعارض ومحاور ... وللجميع خالص التحايا .