القربي: لاوجود لاتفاقيات مع امريكا لضرب القاعدة بطائرات اجنبية
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الأحد 03 يناير-كانون الثاني 2010 06:39 م

السياسية - ابو بكر عبدالله

* تحدثت تقارير أن الحكومتين اليمنية والأميركية تدرسان ‏توجيه ضربات على أهداف جديدة لخلايا "القاعدة" على ‏صلة بالنيجيري عبد المطلب، ماذا عن هذا التوجهات؟‏

- الضربات التي توجهها الأجهزة الأمنية لعناصر ‏الإرهاب في اليمن تأتي في إطار الخطة الأمنية التي ‏وضعتها الأجهزة اليمنية، وهي التي تقوم بتنفيذها. وكما ‏قلنا في السابق، فالأجهزة الأمنية لديها تنسيق وتعاون ‏استخباري، وفي مجال تدريب قوات مكافحة الإرهاب مع ‏الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول، وبالتالي ‏فان أي تعاون مع دول خارجية هو تعاون في مجال تبادل ‏المعلومات والتدريب فقط، وليس هناك أي تنسيق لضربات ‏مشتركة.

* تحدثت الصحف الأميركية عن اتفاقية بين صنعاء ‏وواشنطن تتيح السماح بمرور صواريخ موجّهة وطائرات ‏أميركية مقاتلة وأخرى من دون طيار لضرب أوكار ‏القاعدة في اليمن؟

- لا توجد أي اتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية في ‏هذا الصدد، كما لا توجد أي مشاريع مطروحة للتوقيع بين ‏البلدين بهذا المجال، واليمن لديها خطط واستراتيجيات ‏قريبة وبعيدة المدى لمواجهة خطر الإرهاب، والتي تقتضي ‏تعاونا معلوماتيا واستخباريا مع دول المنطقة، وكل دول ‏العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد ‏الأوربي.‏

* يشار إلى أن اليمن لا يزال يعاني من محدودية ‏الإمكانات، هل تتطلعون إلى دعم أميركي؟ ‏

- قلنا في السابق إن اليمن بصدد رفع وزيادة وحداتها ‏ضمن قوات مكافحة الإرهاب، وهذه الوحدات بحاجة إلى ‏دعم في مجال التجهيزات والتدريب، وإلى وسائل الاتصال ‏والنقل، وهذا هو الدعم الذي تريده اليمن.‏

* أشير إلى أن اليمن وواشنطن تدرسان تحديد أهداف ‏للقاعدة لضربها، وخصوصا استهداف العناصر التي كانت ‏على صلة بالنيجيري عبد المطلب، المتهم بتفجير طائرة ‏الركاب الأميركية؟

-الأجهزة الأميركية تحقق معه، ونحن بدورنا نحقق ‏لمعرفة الجهات التي كان يتواصل معها في اليمن، وعند ما ‏تتوفر المعلومات سننقلها إلى الجانب الأميركي في إطار ‏التعاون والتنسيق القائم بين البلدين.‏

* ظهور النيجيري عمر الفاروق في الولايات المتحدة ‏لتنفيذ هجوم إرهابي والكشف عن صلاته بخلايا القاعدة في ‏اليمن هل يثر القلق لديكم بشأن الحضور القوى ‏لـ"القاعدة"؟ ‏

- نعتقد أن إقامة هذا المتهم في اليمن قبل أن يتوجه لتنفيذ ‏مخطط تفجير طائرة الركاب الأميركية يعكس حقيقة أن ‏تنظيم "القاعدة" في اليمن ليس إلا جزءا من تنظيم "القاعدة" ‏الدولي، الذي يقوم بعمليات إرهابية في العديد من دول ‏العالم بما فيها دول المنطقة، وبالتالي فإن مواجهة خطر ‏القاعدة يحتاج –باعتقادي- إلى تنسيق الجهود بين كافة ‏الدول سواء دول المنطقة أم دول العالم من أجل مواجهة ‏هذا الخطر.‏

* أعلنتم أن عبد المطلب أقام في اليمن أربعة أشهر، بماذا ‏تفسّرون عدم اكتشافه؟

- عند ما حضر هذا المتهم إلى اليمن تم منحه تأشيرة ‏دخول؛ كونه كان قد حصل على عدة تأشيرات من دول ‏صديقة بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما طمأن ‏الجهات المعنية في مصلحة الهجرة والجوازات لمنحه ‏التأشيرة، وبالتالي لم يكن تحت المراقبة الأمنية.‏

ولا شك أن الأجهزة الأمنية لديها الكثير من المعلومات ‏بشأن العناصر المشتبه بارتباطها بتنظيم "القاعدة"، ولم يكن ‏هذا الشاب ضمن العناصر المُدرجة في قوائم المشتبه بهم ‏في اليمن.‏

* الحملات التي شنّها اليمن مؤخرا لمواجهة "القاعدة" هل ‏تعتقدون بأنها كفيلة بالقضاء على خلايا التنظيم الأصولي ‏أم أن هناك حاجة إلى جهد دولي؟‏

- لا شك أن وجود تنظيم بهذا المستوى يحتاج إلى جهد ‏مشترك لمواجهته، خصوصا وأن خطره لم يعد يتهدد دولة ‏بعينها بل يستهدف جميع البلدان، واليمن منذ سنوات تدعو ‏إلى المزيد من التعاون الأمني والاستخباري مع الدول ‏العربية والأجنبية من أجل مواجهة خطر "القاعدة" الذي ‏يتهدد كل الدول، وربما ينتشر إن لم يكن هناك تعاون ‏حقيقي بين دول المنطقة في الجانب الاستخباري لإحباط ‏العمليات الإرهابية التي يخططون لتنفيذها بوسائل مختلفة ‏ولمحاصرة مصادر التمويل الذي يوفِّر لها الإمكانيات ‏لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، بالإضافة إلى الدعوة إلى ‏استمرار جهود التأهيل والمناصحة معهم.‏

 * هل يعني ذلك أن التعاون القائم حاليا بين اليمن والدول ‏العربية لم يعد فاعلا؟

- أعتقد أن الدول العربية بحاجة إلى إعادة النظر في ‏التعاون القائم وإعادة النظر في الجهود المبذولة في مكافحة ‏الإرهاب حاليا، وخاصة في جانب إعادة التأهيل أو ما ‏يعرف ببرامج المناصحة مع هذه العناصر.‏

واعتقد بأن علينا أن نستفيد من تجارب الدول العربية التي ‏لها تجارب في هذا المجال لنرى مدى نجاحها ونعمل من ‏أجل تطويرها أو نستبدلها بوسائل جديدة؛ لأن مواجهة ‏الإرهاب لن تنجح فقط بالمواجهة المسلحة مع العناصر ‏الإرهابية.‏

ولدينا الشباب المغرر بهم، الذين ينبغي أن نحميهم من هذه ‏العناصر، وهذا هو التحدِّي الأكبر الذي تواجه كل الدول ‏العربية اليوم ويحتاج إلى نظرة شامله لدرس كل أبعاده ‏الاجتماعية والتربوية والاقتصادية وغيرها.‏

* ماذا عن الضربات الأخيرة التي وُجهت ضد تجمّعات ‏ومعسكرات "القاعدة"؟

- الضربات الأخيرة التي وُجهت للتنظيم جاءت بعد جهود ‏استخبارية رصدت تحركات عناصر "القاعدة" منذ فترة ‏طويلة،وكان مقررا أن تتم الضربة في وقت سابق، لكنها ‏تأخرت؛ كون الحكومة كانت ترغب في تحديد دقيق ‏للعناصر الإرهابية، وبالذات الخطيرة منها، ولإثبات جديّة ‏الحكومة في مواجهتهم بعد أن فشل الحوار وبرنامج إعادة ‏التأهيل معهم.‏

والتقرير الذي قدّمه نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع ‏والأمن، الدكتور رشاد العليمي، في مجلس النواب قدّم كل المعلومات بشأن الضربة، وتضمّن كثيرا من التفاصيل. ‏والعنصر المهم هو أن الضربات كانت استباقية، وحققت ‏أهدافها في ضرب أهم أوكار التنظيم، وإحباط كثير من ‏مخططاتهم التي استهدفت مصالح يمنية وأجنبية، كما ‏نجحت في القضاء على العديد من القيادات الكبيرة التي ‏ظلت طوال الفترة الماضية تنشط في استقطاب الشباب ‏والتغرير بهم من أجل تحويلهم إلى مشاريع انتحارية غالبا ‏ما تستهدف الأبرياء.‏

* أثار البعض أسئلة بشأن توقيت الضربات الجوية على ‏أوكار "القاعدة"؟

- ربما هناك من تساءل: لماذا أخّرت الحكومة الضربة ‏على خلايا "القاعدة"، ونقول: إن أجهزة الأمن كانت ترصد ‏كل تحركات خلايا التنظيم في اليمن منذ فترة طويلة، وكان ‏مقررا أن تتم في وقت سابق، لكنها تأخرت لعدّة عوامل، ‏داخلية في المقام الأول.‏

أول هذه العوامل: أن الحكومة كانت ترغب في تنفيذ ‏ضربة استباقية قاضية تنجح أولا في استهداف القيادات ‏الخطيرة. وثاني هذه العوامل كان في انشغال الحكومة ‏بالمواجهات مع المتمرّدين في محافظة صعدة ومديرية ‏حرف سفيان، والتي تزامنت مع الاضطرابات والأعمال ‏التخريبية الخارجة عن القانون التي تصاعدت في ‏المحافظات الجنوبية من قبل عناصر الحراك الانفصالي ‏في مساعيها لتنفيذ مشاريعها التخريبية للنيل من وحدة ‏الوطن وأمنه واستقراره وتنفيذ أجندات خارجية.‏

هذه العوامل وغيرها جعلت الحكومة تقرر تأجيل أي ‏مواجهات مع خلايا "القاعدة"؛ كونها لم تكن راغبة في فتح ‏جبهة ثالثة مع خلايا تنظيم "القاعدة" قد لا تحقق النتائج ‏المرجوّة.‏

لكن أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة رصدت تحركات ‏ومخططات لعناصر التنظيم وقياداتها في محاولة منها ‏لاستغلال الظروف الطارئة في المحافظات الجنوبية، وفي ‏محافظة صعدة، وكان واضحا أنها أرادت استغلال هذا ‏الوضع لصالحها، وهو ما جعلها تظهر في بعض ‏المديريات هنا وهناك بصورة علنية، ونقول: المديريات ‏وليس المحافظات؛ لأن البعض يتحدث عن بعض ‏المشكلات، وكأنها منتشرة في المحافظات، بينما هي ‏محصورة في بعض المديريات، وهذا الوضع جعلهم ‏يظهرون علنا، ومحاولة إظهار أن الأجهزة الأمنية ضعيفة ‏وإعطاء انطباع للداخل والخارج أن "القاعدة" في اليمن ‏صارت ملاذا آمنا للهاربين من عناصر التنظيم وإظهار ‏غياب هيبة الدولة، وأنها غير مسيطرة على الوضع في ‏تلك المناطق.‏

وفي الوقت نفسه، فإن التعاون الاستخباري بين اليمن ‏وجيرانها، كشف أن هناك مخططات كبيرة وبالغة ‏الخطورة تتبناها مجموعات من "القاعدة" تشمل القيام ‏بعمليات إرهابية وانتحارية تستهدف السفارة البريطانية ‏وبعض المدارس الأجنبية وتستهدف بعض المصالح ‏الاقتصادية اليمنية أو المشتركة (استثمارات محلية ‏وأجنبية).‏

وهذا التطوّر هو ما جعل الحكومة تقرر فورا التعامل مع ‏خلايا التنظيم في هذه المرحلة.‏

ولذلك مثلت العمليات الاستباقية التي استهدفت ضرب ‏أوكار ومعسكرات "القاعدة" في مديرية أرحب والعاصمة ‏صنعاء ومحافظتي أبين وشبوة ضربة قاضية لهذه ‏العناصر.‏

تعاون استخباري

‏* تحدثتم عن تعاون استخباري مع من تقصدون؟ وما هي ‏طبيعته؟

- التعاون الاستخباري قائم بين اليمن والعديد من الدول ‏العربية والأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، منذ ‏سنوات.‏

وكما قلت، فإن المعلومات حول نشاطات خلايا تنظيم ‏‏"القاعدة" كانت موجودة لدى أجهزة الأمن قبل فترة طويلة، ‏وكانت هناك عمليات رصد للعناصر الموجودة ونشاطاتها ‏ثم كشفت التحقيقات عن مخططات متعددة، كان عناصر ‏التنظيم يعدون لها لاستهداف المصالح اليمنية والأجنبية ‏والمرافق الاقتصادية، واغتيال مسؤولين أمنيين ‏وعسكريين.‏

كما كشفت عن حركة استقطابات واسعة قامت بها قيادات ‏في "القاعدة" للعديد من الشباب وصغار السن والتغرير بهم.‏

والمجموعة، التي داهمت أجهزة الأمن والشرطة وكرها ‏في العاصمة صنعاء، كانت مكلفة من قبل قيادات التنظيم ‏بتقديم الدعم اللوجستي لمجموعة من الانتحاريين الذين تم ‏تجهيزهم لتنفيذ عمليات تفجيرات باحزمة ناسفة، وتمكين ‏هذه العناصر من الحصول على مقرات للإقامة والتخطيط ‏لشن الهجمات.‏

* لكن الغارة الجوية في أبين أوقعت قتلى وجرحى من ‏المدنيين، في حين أكدت بعض الأوساط أنه لم يكن هناك ‏عناصر من تنظيم "القاعدة"؟

- المنطقة التي استهدفتها الحملة لم تكن في قرية -كما ‏ذكرت بعض وسائل الإعلام- بل معسكر تدريب ‏لـ"القاعدة"، والمشكلة أن بعض عناصر التنظيم احضروا ‏أسرهم إلى هذا المعسكر، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد ‏منهم، ونحن في الحكومة نعتبرهم ضحايا تصرفات ‏العناصر الإرهابية، التي فرضت عليهم التواجد معهم من ‏دون الاكتراث إلى تعرّضهم للخطر، خصوصا وهم ‏يعرفون أنهم ملاحقون.‏

واعتقد أن أي إنسان عاقل لا يمكن أن يضع من يحب من ‏أفراد أسرته في موضع الخطر، وفي موقع قد يعرضهم ‏لضربات أمنية وعسكرية، لكن ذلك ما حصل.‏

* لكن سقوط مدنيين أثار احتجاجات واسعة؟

- نحن نأسف لسقوط هؤلاء، فهم أبرياء، ولكن يتحمّل ‏مسؤولية ذلك العناصر الإرهابية، ونؤكد مجددا أن الضربة ‏استهدفت معسكرا لتنظيم "القاعدة"، وسقوط ضحايا مدنيين ‏سببه تصرّف عناصر الإرهاب في جلب أسرهم إلى ‏المعسكر لاستخدامهم في توفير الطعام والغذاء للمتدرِّبين، ‏ومع ذلك، فإن هذه القضية خلفت ضجّة إعلامية، واستغلت ‏العناصر الإرهابية هذا الأمر كما استغلتها بعض المنابر ‏التي تدافع عن عناصر التطرّف والإرهاب في اليمن ‏والعالمين العربي والإسلامي.‏

تعويض المدنيين

* هل من إجراءات حكومية لمعالجة هذا الأمر؟

- أود التأكيد أن الحكومة شكّلت لجنة للبحث والتحقيق في ‏القضية، وهي تقوم حاليا بمهامها، وستقدّم تقريرها قريبا، ‏وسيتم بناءً على ذلك تعويض من تعرضوا لأضرار في ‏هذه العملية من الأبرياء.‏

* هل من أرقام بشأن عناصر "القاعدة" الذين كانوا في هذا ‏الموقع ساعة الغارة؟

- هناك معلومات جمعتها الأجهزة الأمنية بشأن بعض ‏عناصر "القاعدة" الذين كانوا متواجدين في مكان الضربة ‏وهم من اليمنيين وغير اليمنيين، وجمع بقية المعلومات ‏يحتاج إلى المزيد من التحليل، لكن المؤشرات المتوفِّرة ‏تظهر أن عددا من عناصر "القاعدة" من جنسيات عربية ‏وأجنبية، كانوا ضمن العناصر اليمنية في المكان الذي ‏استهدفته الغارة.‏

* في الضربة الثانية، التي قالت الحكومة إنها استهدفت ‏تجمعا لـ"القاعدة" في وادي فرض بمحافظة شبوة، أشير ‏إلى سقوط مدنيين أيضا؟

- الضربة الثانية تمت في إطار العمل الاستخباري، حيث ‏تم رصد نشاطات عناصر التنظيم في هذه المنطقة، كما ‏توصلت أجهزة الأمن إلى أنها كانت تخطط لتنفيذ عمليات ‏انتقامية، وجاءت الغارة الاستباقية لإحباط مخططاتهم ‏لضرب المصالح اليمنية والأجنبية.‏

* الظهور المفاجئ لخلايا "القاعدة" بعد الغارة الجويّة في ‏محافظة أبين، بماذا تفسرونه؟‏

- علينا أن نشير أولا إلى أن وسائل الإعلام نقلت احتشاد ‏رجال القبائل في محافظة أبين بعد الضربة نقلا خاطئا، إذ ‏صوّرت أن جميع من احتشدوا هناك بأنهم من أعضاء ‏‏"القاعدة"، بينما في حقيقة الأمر أغلبية هؤلاء كانوا من ‏رجال القبائل الذين حضروا إلى المنطقة لتقديم واجب ‏العزاء لقبيلة آل باكازم، واندست فيهم عناصر "القاعدة" ‏وظهر محمد صالح عمير مع عدد من أتباعه، وهو يتوعّد ‏بالانتقام، ومن هناك انطلق إلى محافظة شبوة للمشاركة في ‏اجتماع ضم العديد من عناصر التنظيم الإرهابي في ‏محافظة شبوة، وتعرّض بعد ذلك للقصف بضربة جوية ‏وكان هو واحدا من قتلى الغارة.‏

* مشاركة أميركية

* تحدثت تقارير عن أن الطائرات الأميركية هي من نفّذت ‏الغارات الجوية على أوكار "القاعدة" في أبين وشبوة ما ‏مدى صحة ذلك؟

- التصريح الذي أعلنته الأجهزة الأمنية أكد سابقا أن ‏الضربة الجوية كانت يمنية مائة في المائة مع الاستفادة من ‏معلومات استخبارية قدّمت من بعض الجهات، منها ‏الولايات المتحدة الأميركية، مع العلم أن التعاون الأمني في ‏مكافحة الإرهاب قائم مع عدد من الدول منذ فترة طويلة.‏

* تتالي الهجمات ووصولها إلى المناطق النائية، كما في ‏الهجمة التي شنتها أجهزة الأمن على مخبأ لـ"القاعدة" في ‏مديرية باجل بالحديدة، ألم يحمل رسالة ما؟‏

تنفيذ عمليات بعد إجراءات رصد ومتابعة للعناصر ‏الإرهابية في منطقة نائية وبعيدة في محافظة الحديدة، ‏وبهذا المستوى، لا شك أنه أوصل رسالة إلى خلايا التنظيم ‏بأن اليمن لا يمكن أن يكون ملاذا آمنا للهاربين من ‏العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة، كما لن يكون وكرا ‏لاختباء العناصر الإرهابية. وباعتقادي أن هذه الهجمة ‏قدمت دليلا قويا إلى استعداد الأجهزة الأمنية للضرب بيد ‏من حديد على كلّ من تسوّل له نفسه المساس بأمن اليمن ‏وعلى هؤلاء أن يدركوا أن أيادي الأجهزة الأمنية ستطالهم ‏في أي مكان وزمان، وهذه العملية أيضا رسالة إلى كل من ‏يفكر بتقديم الإيواء أو التستّر على الإرهابيين، بأنه سيكون ‏مستهدفا وسيعامل معاملة العناصر الإرهابية.‏

‏* توعد تنظيم القاعدة بعمليات ثأر لمقتل عناصره هل ‏تتوقعون حصول رد؟

- نتوقع أن عناصر "القاعدة" ستحاول الرد لتأكيد ‏حضورها في الساحة اليمنية، ولكن الأجهزة الأمنية تدرك ‏هذا الخطر ووضعته في الاحتياطات لمواجهته من خلال ‏التنسيق مع شركائها في مكافحة الإرهاب للتنسيق وتبادل ‏المعلومات لمنع أي مخططات إرهابية.‏

* أشير إلى أن العديد من عناصر "القاعدة" نجوا من ‏الغارات الجوية، كما أن آخرين فروا، هل ستستمر ملاحقة ‏هؤلاء؟ وما الخطر الذي يشكلونه برأيكم؟

في الحقيقة الهاربين كان بينهم قياديون في تنظيم ‏‏"القاعدة"، وهم -بلا شك- يشكلون خطرا مستمرا، لكن ‏الحكومة ستستمر في تعقّبهم، وفي الوقت نفسه يظل الباب ‏مفتوحا أمام من يريد العودة إلى جادة الصواب، ونبذ ‏الإرهاب، ولعل الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس علي ‏عبد الله صالح رئيس الجمهورية بهذا الصدد تؤكد ذلك.‏

وبدلا من الانسياق وراء العنف والإرهاب ندعوهم إلى أن ‏يساهموا في مسيرة الأمن والاستقرار بدلا من طريق ‏التدمير والقتل الذي لا يخدم الإسلام ولا اليمن ويؤدي إلى ‏إراقة دماء المسلمين.