إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الرئيس الأمريكي أوباما قد وافق على تقديم الدعم للعمليات العسكرية التي تشنها السلطات اليمنية ضد أهداف لتنظيم القاعدة ، وجاء الخبر إثر هجمات استهدفت ما قيل إنها أهداف للتنظيم على الأراضي اليمنية.
فيما اتصل الرئيس الأمريكي بنظيره اليمني مهنئا بالهجوم الذي وقع في 17( ـ )12، والذي نددت به المعارضة اليمنية وقالت إنه أوقع عشرات القتلى من المدنيين الذين لا صلة لهم بالقاعدة.
ثمة تفاصيل كثيرة وجدل كبير يتعلق بالواقعة المشار إليها والوقائع التالية، لكن ما يعنينا هنا هو هذه الظاهرة المتمثلة في أسراب الطائرات الأمريكية (غالبا بدون طيار) التي تحلق في مناطق عديدة من العالم (العربي والإسلامي بالطبع) باحثة عن أهداف توجه إليه حمم صواريخها.
وإذا كانت صواريخ (أبين) وسواها في اليمن قد أثارت الكثير من الجدل تبعا للنساء والأطفال الذين وقعوا ضحيتها، فإن الأهداف الأخرى لا تختلف كثيرا من حيث حجم الأخطاء، فضلا عما تشير إليه من انتهاك للسيادة في عدد من الدول، وما تثيره من بعض الاعتراضات من قبل حكوماتها، الأمر الذي لا تعيره السلطات الأمريكية الكثير من الاهتمام.
نتذكر في هذا السياق الغارة التي شنتها الطائرات الأمريكية على منطقة البوكمال السورية نهاية العام الماضي، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى، وقيل إنها استهدفت عناصر من القاعدة وخطوطا للإمداد نحو الأراضي العراقية، على اعتبار أن المنطقة المستهدفة تقع على الحدود السورية العراقية.
الأهم في جولات الطائرات الأمريكية منذ عامين، وربما أكثر هي تلك التي تستهدف مناطق عديدة في باكستان وأفغانستان، وحيث تتكاثر الأخطاء في تلك المناطق التي يبدو أن القوات الأمريكية تسترخص فيها سعر البشر، لأن أية معلومة حول هدف لطالبان أو القاعدة سيكون كفيلا بدكّ المنطقة بوابل من الصواريخ حتى لو أسفرت عن وقوع مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء، وهو أمر طالما نددت به الحكومة الباكستانية، أقله في العلن، بل طالبت بوقفه لما يشكله لها من إحراج أمام الشعب، لكن ذلك لم يلق آذانا صاغية من الطرف الأمريكي الذي يستخف بحليفه الباكستاني أيما استخفاف (كلينتون في باكستان، وأمام مسؤوليه قالت إنها غير مقتنعة بأنهم لا يعرفون مكان أسامة بن لادن،،).
في أفغانستان يحدث الشيء نفسه، وبذات المستوى من الاستخفاف بحياة المدنيين، حتى أن كرزاي لم يجد بدا من استنكار تلك الهجمات من أجل الحفاظ على ماء وجهه، لكن القوم لا يتوقفون، إذ تكفي أية إخبارية من هنا أو هناك، قد تكون كيدية حتى تصبّ الطائرات حمم صواريخها وقذائفها على هذا المكان أو ذاك بصرف النظر عن البشر الذين يتواجدون فيه.
الصومال أيضا دخل دائرة نشاط الطائرات الأمريكية المتجولة، حيث وقع استهداف سيارات لقادة من حركة الشباب المجاهدين، وأهداف قيل إنها لتنظيم القاعدة، الأمر الذي تسبب بالكثير من الحرج لحكومة شيخ شريف التي أصبحت في عرف كثير من الصوماليين عميلة لواشنطن، حتى لو توفر الكثير من عدم الرضا عن الحركة التي تقاتلها تبعا لتشددها المفرط في التعامل مع الناس وفي عموم مسارها السياسي والديني.
لا حاجة بالطبع إلى الحديث عن العراق الذي تراجعت نشاطات القوات الأمريكية فيه، وإن تكن عودتها غير مستبعدة خلال المرحلة المقبلة في ظل عودة الانفلات الأمني وعجز الحكومة عن مواجهة بعض نشاطات العنف التي تتهم بها جهات عديدة على رأسها تنظيم القاعدة.
والحق أن خطاب القاعدة والإرهاب الذي بدا أنه سيتراجع بعض الشيء في عهد أوباما ما لبث أن أخذ يتصاعد خلال الشهور الماضية (قضية طائرة ديترويت وما تنطوي عليه من افتعال مجرد مثال)، ما يؤكد أن شيئا لم يتغير في السياسة الأمريكية من الناحية العملية، تحديدا في الملفات ذات الصلة بالعالم العربي والإسلامي والعلاقة بالدولة العبرية، والنتيجة أن كلام أوباما الناعم لن يحدث أي تأثير في الوعي الجمعي للجماهير المسلمة التي تركز نظرها على الأفعال ولا يأخذها سحر الأقوال.